«أولاد الغيتو».. رواية ملحمية عن المعاناة الفلسطينية

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: غيث خوري تجسد رواية «أولاد الغيتو.. اسمي آدم» للروائي اللبناني الياس خوري، مأساة الشعب الفلسطيني في مدينة اللدّ عام 1948، حيث إنه بقي في المدينة بضعة أشخاص حوصروا داخل سياج من الأسلاك الشائكة أقامه المحتل «الإسرائيلي» حول الحي المحيط للمسجد والكنسية وبضعة بيوت هجرها أهلها ومستشفى يفتقر للمقومات الأساسية للعلاج.ثم يُفرض على هؤلاء المواطنين الذين أطلق عليهم «سكان الغيتو» عمليات تنظيف للشوارع التي امتلأت بجثث الضحايا، ونهب البيوت المجاورة وما يمكن نقله من الدكاكين والمحال التجارية لتحميله في شاحنات للجيش «الإسرائيلي»، وعلى مدار شهر كامل عمل عشرون شاباً من أهل الغيتو على إزالة الجثث المتفسخة ورميها في خندق كبير على شكل قبر جماعي.حظيت هذه الرواية باهتمام القراء على مواقع مراجعات الكتب، معتبرين أنها بمثابة توثيق وفضح لجريمة فظيعة نفذها الاحتلال الصهيوني، وطوى الزمن صفحاتها، كتب أحد القراء يقول: «إن معاناة الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يجمعها كتاب واحد، فلكل مدينة قصة، ولكل قصة أكثر من رواية، لأن الفلسطينيين نتيجة الخوف والهلع لم يكونوا على استعداد لتوثيق معاناتهم، ولم يرغب الاحتلال بتوثيق جرائمه وعدد ضحاياه، لذلك جاء الأدب لتجسيد الصمت السائد ما بين صرخة الألم، وضحكة المنتصر، وإيصال الكثير من الحكايات التي اعتمدت على النقل الشفوي».تحفل الرواية بالعديد من القصص التي يلملم الياس خوري شتاتها ويضعها في قالب سردي فريد ومتميز، تقول إحدى القارئات: ««أولاد الغيتو» ليست حكاية آدم دنون بل هي حكاية كل الفلسطينيين الذين ذاقوا الذل في وطنهم، والسم خارجه، الجميع تائه بين الموت، والصمت، والغربة، والشتات.. يأتي في النهاية موت آدم محترقًا في شقته في نيويورك حاملاً دلالتين، الأولى من حيث إنه اختيار واعٍ للموت بعد حياة لم يخترها فلسطيني النكبة، والثانية أنّ الجسد الصامت لن يتكلم بعد كل هذا الوقت إلاّ بالنار ولغتها».فيما كتب آخر: «ملحمةٌ هي هذه الرواية، تلذذت بجمال الحكاية عن وضّاح اليمن كيف انتقل إلى فلسطين وتناول فسيفساء النكبة جامعًا قطعها من أفواه الذين لم ينهزموا ورفضوا ترك الأرض، ليكون مصيرهم العيش أبدًا في غيتوهات. لم أصدّق كل ذلك الوجع والتنقل عبر الذاكرة وفقء عين الصمت والاستشهاد بالكتّاب والمؤرخين والأدب العبري، ليجوب عبر المذابح والتهجير وصولاً إلى تحدّي الموت والإصرار على الحياة».أبدى عديد القراء إعجابهم بالتقنية التي اتبعها الكاتب في الرواية، والتي شكلت عنصراً أساسياً في جعل هذه الرواية جذابة ومدهشة بكل تفاصيلها، وقد كتب قارئ يقول: «من قلب المأساة الفلسطينية، رواية مغايرة تعج بالإحالات والاستعارات المراوغة لكنك تعرف وحدك لمن تشير ومن المعني في كل شخصية.. هي بالفعل كما قال الكاتب رواية لا تشبه الروايات لأنها تنتمي إلى جنس أدبي لا أعرفه». فيما تضيف قارئة: «الكتاب ليس رواية ومن المستحيل أن يكون رواية.. لكنه نص مفعم بالجمال الفلسفي واللغوي الشعري والحكائي.. هذا العمل بمثابة وثيقة تأريخية لمدينة اللدّ ضمن إطار فلسفي واستعارة تراثية.. الجميل هو لغة إلياس خوري ومزجه كل شيء بالآخر.. تقنياته السردية المتعددة التي استخدمها ما بين السيرة والروي والنقد.. هكذا ليكون هذا العمل مزيج فنون، وعدة حيوات وذكريات».

مشاركة :