بعد أن كشفت مصادر متطابقة إرسال إيران وحدة صغيرة من الحرس الثوري لحماية أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تبادر إلى الأذهان التصريح الشهير للنائب الإيراني علي رضا زاكاني، الذي قال فيه إن «ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية»، في إشارة إلى بغداد ودمشق وبيروت، ثم لاحقاً صنعاء.خروج الدوحة عن الصف العربي وسيرها عكس اتجاه منظومة البيت الخليجي، ودعمها لحركات التطرف والتنظيمات المسلحة في المنطقة، جعلها مطمع إيران، ولقمة سائغة في فم الدولة العميقة هناك، وأشارت تقارير إلى أن طهران تستهدف السيطرة على القرار القطري، خاصة أن البلدين يتمتعان بعلاقات ممتدة، توجتها لقاءات على مدى السنوات الماضية بين المرشد الإيراني علي خامنئي ووالد تميم، حمد بن خليفة آل ثاني، وبلغ التعاون بين البلدين ذروته في 2015، حيث قامت الدوحة لأول مرة بتوقيع أول اتفاقية أمنية وعسكرية مع الحرس الثوري الإيراني، منحت فيها طهران حق تدريب الجيش القطري في جزيرة «قشم» جنوب إيران.وعقب القطيعة العربية بسبب سياسات تميم في دعم الإرهاب، حاولت طهران التقرب من الدوحة، ولم يجد تميم سوى اللجوء إلى أصدقائه حكام إيران لمساعدته في الخروج من المأزق، وقالت مصادر إن الحرس الثوري أرسل وحدة صغيرة لحماية تميم من أي انقلاب أو ثورة ضده.بيروتنفوذ الحرس الثوري في لبنان أصبح بالغ القوة وتمثل في حزب الله المدعوم من طهران، وتعتبر القيادات في إيران أن المحافظة عليه تعتبر جزءاً أساسياً من المحافظة على نفسها نظراً للفكر المذهبي الواحد، وتم الإنفاق على حزب الله وتدريبه وتجهيزه عسكرياً ليكون ذراعاً عسكرية لها على الأراضي اللبنانية، وأدركت إيران أهمية مشاركة حزبها في المجتمع السياسي والمدني اللبناني، وألا يبقى مجرد تنظيم عسكري، واختار الحزب المشاركة في القتال إلى جانب النظام في سوريا لضمان بقائه.بغدادازداد التغلغل الإيراني بقوة في العراق بعد تولي المالكي الحكم، ولم تشارك إيران في التحالف الدولي ضد «داعش»، لكنها بعثت أياديها الخبيثة داخل العراق، وأرسلت جنرالها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني إلى العراق وتفاخر المسؤولون الإيرانيون بنفوذه في العراق واصفين مساعدته للجيش العراقى بالفتوحات.دمشقإلى العمق السوري امتدت أيادي الحرس الثوري الإيراني للحيلولة دون سقوط حليف طهران بشار الأسد، فساهم في أن يفرغ الانتفاضة الشعبية التي قامت ضد الأسد في سوريا من مضمونها وفي إجهاض الحراك المطالب بالديمقراطية. وكذلك وقف حزب الله ذراع إيران في لبنان إلى جانب الأسد وقرر المشاركة في القتال إلى جانب النظام في سوريا.صنعاءبرز الدور الإيراني جلياً في اليمن في الأيام الأخيرة من خلال دعمها للحوثيين مالياً ولوجستياً، بعد أن سقطت صنعاء، عام 2014، في قبضة مسلحي جماعة الحوثي، وبسطت سيطرتها على مفاصل الدولة ومعظم المؤسسات الحيوية، ورفعت جماعة أنصار الله صور الإمام الخميني في صنعاء.
مشاركة :