قال معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية ، إن نجاح مساعي تطويق الأزمة التي يقودها الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت مع دولة قطر يتوقف على القيادة القطرية فقط، مشدداً على أن البحرين كانت أكثر الدول تضرراً من النهج القطري ، وعانت كثيرا من التآمر القطري عليها من دعم للمخربين وللمنظمات التي تستهدفها ، إلى حملات التشويه الإعلامية التي مارستها قطر عبر ذراعها الإعلامية تجاه مملكة البحرين. وشدد معالي وزير الخارجية في حديث لصحيفة الشرق الاوسط على أن شروط عودة العلاقات هي تصحيح السياسات القطرية والمسار الذي اتخذته دولة قطر، والابتعاد عن عدو الخليج الأول إيران التي تتآمر على دول الخليج للهيمنة عليها . واكد معالي الوزير تطابق الموقف البحريني مع الموقف السعودي في هذه الأزمة ووصف لقاء جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم امس في جده بأنه لقاء مهم ولا يختلف عن اللقاءات السابقة مؤكدا أن هناك تطابقا تاما وتنسيقا مشتركا في مواقف البلدين يستند الى قاعدة صلبة ، خصوصاً في ظل الظروف الحالية تجاه الخطر القادم من دولة قطر. واشار الى انه كان هناك اتفاق تام بأن على قطر أن تغير من سياساتها، وأن تصحح مسارها، وأن تلتزم بالاتفاقات والتعهدات التي وقعتها في الفترة السابقة، وأن الطريق الآن يجب أن تكون مضمونة، وأي تعهد يجب أن تكون له ضمانات، مؤكدا ان هذا ما تم الاتفاق عليه بين خادم الحرمين والملك حمد بن عيسى آل خليفة. واستعرض معالي الوزير سياسات قطر التي اضرت بمملكة البحرين والتي استمرت لفترة طويلة في تحاملها على البحرين وأمعنت في أساءتها للبحرين في مختلف الأنحاء ، وساندت أناسا كان همهم تخريب البحرين ، ودعمتهم بالمال وبكل ما كانوا يريدون . وقال " انه في عام 2011 كان لهم موقف داعم للأحداث التي شهدتها البحرين، وكانوا يتحدثون باسم المخربين في البحرين ويدافعون عنهم، وهذه المواقف أساءت للبحرين. أيضا قناة الجزيرة حدث عنها ولا حرج. فكم عملت في مملكة البحرين من إساءات، ومن أخبار كاذبة ومن حملات إعلامية كان هدفها تشويه سمعة مملكة البحرين، وهو البلد الذي يحتل مراتب متقدمة في مؤشرات التنمية البشرية. كانت قناة الجزيرة تظهر البحرين والبحرينيين بصورة سيئة، إضافة إلى دعمهم للمنظمات الدولية التي تمتهن مسألة حقوق الإنسان كمهنة، يدعمونها للتركيز على مملكة البحرين. هذا الشيء الذي عانينا منه، إضافة إلى التدخل في أمور كثيرة أخرى، وهذا ما يجب أن يتوقف. نحن أكثر من عانينا من الأشقاء، وكنا صابرين كرامة لأشقائنا في دول المجلس... والآن ما دام وعى الأشقاء هذا الموضوع وانتبهوا فنحن وهم على موقف واحد، ولن نتردد لحظة حتى يصفى الجو في مجلس التعاون، ويخلو من هذه السياسات الخاطئة، ويخلو من كل هذا الخروج عن الصف الذي عانينا منه طوال الفترة الماضية " . وحول دول مجلس التعاون لنزع فتيل التوتر وإنهاء هذا الخلاف مع قطر قال معالي الوزير : " الشروط واضحة، وكل من يقرأ المشهد يعرف هذه الشروط. كان هناك صبر كبير على خروج قطر عن المسار الواحد الذي تسير عليه دول مجلس التعاون، وعلى قطر أن تصحح هذا المسار تصحيحا واضحا ، وعليها أن تعود لكل ما تعهدت به من قبل ، وبكل ما يتطلب منها لعودة العلاقات. وهذا يجب أن يكون واضحاً. عليها أن توقف الحملات الإعلامية، وعليها أن تبتعد عن عدونا الأول إيران، وأن تعي أن مصالحها معنا وليس مع بلد يتآمر علينا ويريد أن يهيمن علينا، وأن يفرقنا بلدا عن الآخر. عليها أن تترك دعم المنظمات الإرهابية، سواء كانت سنية أو شيعية. وأن تكون سياستها لصالح شعبها. نحن والشعب القطري أسرة واحدة، وهم منا وفينا، ومصالح واحدة، فيجب أن تكون سياساتنا مبنية على ذلك، وليس مع الأغراب والمتآمرين والبعيدين الذين يريدون الهيمنة على دولنا وعلى مقدراتنا " . وحول مساعي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت لتقريب وجهات النظر وتطويق الأزمة قال معالي الوزير : " الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت له كل التقدير وكل المكانة الرفيعة في قلوبنا جميعاً، وهو رجل خير يسعى دائماً لحل الأمور، ويسعى لأن تكون الأمور أفضل، لكن في هذا الوضع أنا أحمل قطر المسؤولية في عدم إنجاح هذه المساعي، وأحملهم المسؤولية لأنهم لم يعطوا الشيخ صباح الفرصة في أن يضع الجميع على طاولة واحدة، وأن نعمل مع بعضنا. فكل تعهداتهم وآخرها تعهد الرياض أمام الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، وكان الشيخ صباح موجودا، وكان هناك ورقة، وكان هناك شيء مكتوب، وأيضا لم ينفذوه. مسألة نجاح هذه المساعي وما هي نتائجها وماذا ستحقق، كلها تتحملها دولة قطر " .
مشاركة :