ما يبنى في سنوات يهدمه مشهد في دقائق

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

من الطبيعي أن يستغرق البناء والتشييد أوقاتا طويلة قد تمتد لشهور أو لسنوات وبمجهودات جبارة وأموال طائلة حسب حجم وأهمية المشروع، وفي المقابل من أبسط البديهيات، سرعة وسهولة عملية الهدم!. كان لا بد من هذه المقدمة كمدخل للمقال، حيث كنت أتابع برنامج (يا تلفزيوني) على القناة السعودية الأولى، البرنامج يحمل فكرة جميلة وهي أنه يعيدنا للماضي التلفزيوني الجميل، أيام كانت الاعمال الدرامية تعالج قضايا اجتماعية بعقلانية دون مبالغة او ابتذال، لا كما يعرض هذه الأيام على أغلب القنوات الفضائية. وهذه كلمة حق في البرنامج وروعته وإن كنت ناقدا له في مقالي! لقد تابعت البرنامج من زاوية (مرورية) كوني من المهمين بالشأن المروري، استوقفني مشهد السائق ومن معه عندما يتحركون في بداية الحلقة دون ربط حزام الأمان، والأسوأ من ذلك ان المركبة في البرنامج قد تحولت الى ديوانية! نعم ديوانية حيث يتم الحوار مع السائق والضيف والمقدم وكل هذا يتم عرضه في وقت الذروة، ربما يقول قائل، انني ابالغ في الحديث حول السلامة المرورية ولكن هل تعلمون اننا نفقد أكثر من 9000 نفس سنويا نتيجة للحوادث المرورية؟، وهل تعلمون ان اغلب الوفيات في تلك الحوادث نتيجة عدم ربط حزام الأمان؟ كم تمنيت لو تمت عملية ربط حزام الامان منذ بداية ركوبهم دون نصائح، فقط عملية الربط نفسها كفيلة بإرسال رسالة عملية حول أهمية الحزام للمشاهدين، وما أحوجنا للرسائل العملية، كتبت أكثر من مقال في هذا الجانب مخاطبا كتاب السيناريوهات في الأفلام والمسلسلات ان يزرعوا قيما عن طريق الإيحاء، ومن القيم المقترحة مشهد حول خطورة استخدام الجوال دون الاخلال بمضمون العمل الدرامي، مثال على ذلك نفترض المشهد التالي «الزوجة تتصل بزوجها أثناء قيادة المركبة، هنا وقبل أن يرد على الاتصال، يقف جانبا ومن ثم يرد على الهاتف»، وبهذا المشهد البسيط تكون الرسالة المرورية حول عدم استخدام الجوال اثناء القيادة قد وصلت للمشاهد! هل هناك صعوبة في التنفيذ؟ ما تقوم به إدارات المرور في طول البلاد وعرضها من حملات توعوية حول أهمية حزام الأمان وكذلك ما تقوم به لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، وحملة «الله يعطيك خيرها» من مجهودات للرقي بالثقافة المرورية وفي مقدمة التوعية التقيد بربط حزام الأمان لأهميته.. كل ما سبق ذكره من مشاريع مكلفة وقد استغرقت سنوات وأنفق عليها ملايين قد يهدمها مشهد تلفزيوني في دقائق. في الختام، أقترح على من يقوم بمراقبة الاعمال التلفزيونية حذف أي مشهد مخالف للسلامة المرورية او عدم إجازته، ساعتها سيحرص كل كاتب قصة او سيناريو او منتج او حتى الممثل نفسه على أهمية السلامة المرورية والتركيز على رسائلها في اعمالهم.

مشاركة :