قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، إن اهتمام بلاده بأفريقيا ليس انتهازيا أو ظرفيا، بل راجع لقناعته بالانتماء والمصير المشترك بين الطرفين. وأضاف بوريطة، الذي كان يتحدث أمس في مقر وزارة الخارجية بالرباط بمناسبة إحياء يوم أفريقيا، أن المغرب يبحث عن التنمية والتعاون على قاعدة «رابح - رابح» مع دول أفريقيا جنوب الصحراء، مؤكدا حرص المملكة على تخليد هذه المناسبة التي تعتبر ذات دلالات يتقاسمها المغاربة مع أشقائهم في أفريقيا. وأشار بوريطة إلى أن جذور المغرب وعمقه الحقيقي هو في أفريقيا، التي تشكل التاريخ والهوية والحاضر والمستقبل، موضحا أن المغرب يقدم عرضا متكاملا للتعاون مع محيطه الأفريقي، وهو العرض الذي يتعرض لمزايا متعددة تزاوج بين ما هو اقتصادي وتنموي، وما هو أمني يتعلق بمحاربة التطرف، إضافة إلى المجال الديني، مشيرا في هذا الصدد إلى تكوين بلاده لمئات الأئمة، ومساهمتها تاريخيا في نشر المذهب المالكي في البلدان الأفريقية. على صعيد آخر، كشف بوريطة عن مشاركة أكثر من 1500 عسكري مغربي ضمن قوات القبعات الزرق بالقارة الأفريقية، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، مضيفا أن 60 ألف جندي مغربي شاركوا في عمليات حفظ السلام بأفريقيا منذ عقد الستينات من القرن الماضي. واعتبر بوريطة 2017 سنة استثنائية في علاقة المغرب بأفريقيا، وذلك بفضل انخراط الملك محمد السادس، الذي ارتأى الرقي بالعلاقات من خلال الزيارات التي قام بها لعدد كبير من دول أفريقيا، وأيضا عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، والانتماء إلى مجموعة دول غرب أفريقيا «سيدياو». من جهته، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن السؤال حول علاقة المغرب بأفريقيا «لا ينبغي أن يطرح؛ لأن المغرب أفريقي الانتماء والتاريخ والجذور والهوى أيضا»، مؤكدا أن الانتماء إلى أفريقيا «ليس انتماء إلى مؤسسة، بل انتماء إلى الذات». وأضاف العثماني، في كلمة بالمناسبة، أنه على الرغم من أن المغرب «غادر الاتحاد الأفريقي مكرها لظروف يعرفها الجميع، فإنه ظل ضمن سياسته الأفريقية ديناميكيا قويا يقظا، وظل يحتفل بهذا اليوم الأفريقي باستمرار، على الرغم من أننا لم نكن بلدا عضوا في الاتحاد الأفريقي». كما أشار رئيس الحكومة المغربية إلى أن علاقة المغرب بأفريقيا منذ الاستقلال إلى اليوم «تنوعت مجالاتها، منها الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والدينية والروحية»، معتبرا أن احتفال المغرب بيوم أفريقيا هذه السنة «له طعم خاص بعد أن عاد المغرب إلى الاتحاد الأفريقي». وأوضح العثماني، أن دول الجنوب «يمكن أن تتحرك وتحقق الشيء الكثير عن طريق التعاون المشترك»، وأضاف: «لو كان للمغرب نظرة مصلحية فقط تجاه أفريقيا، لما بذل جهودا للتعاون في المجال الثقافي والديني والروحي». وشدد العثماني على أن القطاع الخاص المغربي يقوم بجهود وصفها بـ«الكبيرة»، مشددا على أن التعاون بين دول الجنوب «يمكن أن يحقق الشيء الكثير لشعوب أفريقيا»، كما دعا أمام الحاضرين إلى مضاعفة الجهود لتحقيق نتائج إيجابية.
مشاركة :