دي ميستورا يبحث مع لافروف وشويغو {تهيئة} أجواء للتسوية السياسية

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن في العاصمة الكازاخية أمس، عن تأجيل الدول الضامنة للجولة الخامسة من مشاورات آستانة حول الأزمة السورية، «لتحديد بعض التفاصيل، وإعداد بعض الوثائق الضرورية، بحسب الجانب الروسي، وتحديد يوم 20 من الشهر الحالي موعدا مبدئيا جديدا لتلك المشاورات. جاء ذلك في الوقت الذي استقبلت فيه موسكو المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إلى العاصمة الروسية، حيث أجرى محادثات مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، ركزت على بحث تهيئة الأجواء الضرورية للمضي في التسوية السورية. وكان أنور جايناكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الكازاخية، قد أعلن في تصريحات، أمس، أن الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) قررت تأجيل اللقاء الذي كان موعده في آستانة يومي 12 - 13 يونيو (حزيران) الحالي لبحث الأزمة السورية. وقال جايناكوف: «بناء على المعلومات التي وصلتنا للتو من الدول الضامنة لعملية آستانة، فإن ممثلي روسيا وتركيا وإيران سيواصلون خلال الأيام والأسابيع المقبلة اللقاءات العملية في عواصمهم على مستوى الخبراء، للتوافق على المسائل المتعلقة بتنفيذ الاتفاقات التي توصلوا لها حول إقامة مناطق تخفيض التصعيد في سوريا، وكذلك حول عدد آخر من المسائل المتصلة بتثبيت نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا». وأكد المتحدث باسم الخارجية الكازاخية أن الدول الضامنة ستقوم لاحقاً بإبلاغ الجانب الكازاخي بالموعد الجديد للقاء (آستانة - 5)، ومستوى اللقاء، ومن سيشارك فيه، وجدول أعماله. وفي موسكو قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي في حديث للصحافيين، إن اللقاء تم تأجيله، حتى يوم 20 يونيو موعدا أوليا جديدا. وأكد استمرار العمل المكثف «لتحديد بعض التفاصيل، وإعداد بعض الوثائق الضرورية للقاء». وقال مصدر من العاصمة الكازاخية لـ«الشرق الأوسط» إن الدول الضامنة لم تبلغ الجانب الكازاخي بتفاصيل حول أسباب التأجيل، وأشار بشكل عام إلى «مساع جدية تبذل لصياغة وثائق تساهم عملياً بتطبيق كل ما اتفقت عليه تلك الدول على أرض الواقع ميدانياً في سوريا». وأضاف أن «هذا يفرض على الخبراء من الدول الضامنة صياغة تفاهمات ووثائق تزيل أي تباينات بين الدول الضامنة ذاتها، والأهم أن تلقى قبول الأطراف السورية»، وأعرب عن قناعته بأن العمل في هذا المجال معقد نظراً للهوة الكبيرة في المواقف بين جميع الأطراف المنخرطة في تلك العملية. وكانت مصادر من آستانة وموسكو أشارت في وقت سابق إلى عقبات تواجهها المحادثات بشأن وضع آليات تنفيذ مذكرة مناطق تخفيض التصعيد، وترتبط بالدرجة الأولى بحدود تلك المناطق وفق الخرائط التي قدمتها الأطراف السورية، فضلا عن هيمنة حالة من عدم الوضوح بشأن كيفية ضمان أمن تلك المناطق، وآليات مراقبة التزام الأطراف هناك بوقف العمليات القتالية، ومن سيقوم بتلك المهمة، وصلاحيات القوات المشرفة، وطبيعة الإجراءات العقابية ضد الطرف الذي ينتهك الاتفاق، وغيره من تفاصيل. في سياق متصل، أجرى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا محادثات أمس مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، تناول خلالها تطورات مفاوضات التسوية السورية في جنيف، ومجمل التطورات الميدانية في سوريا. وبرز من الجانب الروسي تركيز على مسألتي الدستور والتصدي للإرهاب، وهما من سلال أربع معتمدة للمفاوضات في جنيف. وفي مستهل اللقاء دعا لافروف جميع اللاعبين الخارجيين المنخرطين في التسوية السورية إلى تنسيق خطواتهم. وشدد على أهمية «انسجام جميع الجهود بغية التوصل إلى نتيجة تضمن سيادة الدولة السورية وحقوق جميع المجموعات الإثنية والطائفية هناك، فضلا عن ضمان أمن المنطقة برمتها والحيلولة دون تحول سوريا إلى مصدر للخطر الإرهابي». من جانبه أثنى دي ميستورا على عملية آستانة، وأعرب عن قناعته بأنها ساهمت في إنجاح عملية المفاوضات في جنيف. وقالت الخارجية الروسية في بيان عقب المحادثات بين لافروف ودي ميستورا، إن «الجانبين تبادلا وجهات النظر حيال كل جوانب التسوية السورية». وبالنسبة للمفاوضات السورية برعاية دولية في جنيف، التي تصفها الخارجية الروسية في بياناتها بـ«مشاورات» بينما تصف عملية آستانة بـ«مفاوضات ولقاء دولي رفيع المستوى لتسوية الأزمة السورية»، فقد أشار بيان الخارجية الروسية إلى أن لافروف ودي ميستورا «شددا على أهمية تثبيت النجاح الذي تم تحقيقه برعاية الأمم المتحدة، بما في ذلك النجاح المتعلق بمشكلة الدستور. وفي هذا الإطار تم تحديد المهام بالحفاظ على رفع دينامية المفاوضات، وضمان طبيعتها الشاملة، وكذلك ضرورة تركيز اهتمام خاص على موضوع التصدي للإرهاب». في موسكو أيضا، أجرى دي ميستورا محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بناء على طلب من وزارة الدفاع الروسية لمشاورات إضافية حول التسوية السورية. شويغو أكد أن «نظام وقف إطلاق النار يجري تنفيذه عملياً في كل مناطق تخفيض التصعيد في سوريا»، وقال إن تلك الانتهاكات التي يسجلها الجانب الروسي من جانب المعارضة كما من جانب قوات النظام السوري «لا تحمل طابعاً كارثياً، ولا تتطلب رداً جدياً من القوى التي تقوم بأعمال المراقبة». وشكر شويغو المبعوث الأممي على دعمه لمذكرة مناطق تخفيض التصعيد، وقال إنه في الانتقال في المحادثات معه إلى حل مسائل سياسية محددة. ودون أن يوضح ما تلك المسائل، أعرب عن قناعته بإمكانية «البدء بحلها على خلفية مضي شهر شهد التزاما بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في آستانة». وكان دي ميستورا قد قال في تصريحات عشية توجهه إلى موسكو، إنه ينوي بحث جوانب مستقلة من التسوية السورية مع وزير الدفاع الروسي «وبصورة خاصة الجوانب الإنسانية، مثل نزع الألغام والتعاون في خلق أجواء ملائمة للتسوية السورية».

مشاركة :