شن مسلحو جماعة «بوكو حرام» المتشددة أكبر هجوم لهم في مدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا في 18 شهراً مساء أمس (الأربعاء) عشية زيارة القائم بأعمال الرئيس يمي أوسينباغو إلى مخيم للنازحين هناك. وقالت الشرطة النيجيرية اليوم إن 14 شخصاً قتلوا وأصيب 24 آخرون في الهجوم قبل أن تتمكن قوات الحكومة من دحره. ومايدوغوري هي عاصمة ولاية بورنو ومحور معركة مستمرة منذ ثمانية أعوام ضد «بوكو حرام» التي تحاول إقامة «خلافة إسلامية» في شمال شرقي البلاد. وقال مفوض الشرطة في ولاية بورنو داميان شوكوو، إن المقاتلين هاجموا ضواحي المدينة بأسلحة مضادة للطائرات وعدد من المفجرين الانتحاريين. وأبلغ الصحافيين «قتل 13 شخصاً في تفجيرات عدة وأصيب 24 آخرون وقتل شخص واحد في الهجوم (بالرصاص)». وقال الناطق باسم القائم بأعمال الرئيس لاولو أكاندي، إن أوسينباغو مضى قدماً في زيارة مايدوغوري والتي جرى التخطيط لها قبل قبل الهجوم وأطلق مبادرة حكومية للمساعدة الغذائية لتوزيع 30 ألف طن من الحبوب على النازحين الذي شردتهم هجمات المتشددين. وسلم الرئيس محمد بخاري مهامه لأوسينباغو بعد أن ذهب إلى بريطانيا في إجازة مرضية في السابع من أيار (مايو). وقال شهود وموظفون في جماعات إغاثة إنهم سمعوا انفجارات ودوي إطلاق نار كثيفاً لمدة 45 دقيقة على الأقل في الضواحي الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية من المدينة. وفر آلاف المدنيين من القتال وفقاً لشهود. وقال مفوض الشرطة إن النار أضرمت في بضعة مبان لكنه أوضح أن الجيش دحر المقاتلين بعد ساعة. ويأتي الهجوم بعد ستة أشهر من إعلان بخاري أن «بوكو حرام» هزمت «تقريباً» في حملة عسكرية أجبرت الكثير من أعضاء الجماعة المتشددة على الهرب إلى أعماق غابة سامبيسا النائية قرب الحدود مع الكاميرون. وقتل أكثر من 20 ألف شخص في حملة «بوكو حرام» لإقامة «خلافة إسلامية» في حوض بحيرة تشاد. وتسببت الحملة في تشريد 2.7 مليون شخص وفجرت واحدة من أكبر حالات الطوارئ الإنسانية في العالم. وعلى رغم نجاح الجيش في تحرير مدن وبلدات ما زالت ولاية بورنو من المناطق التي يصعب الوصول إليها بما يعرقل جهود إيصال المساعدات الغذائية إلى حوالى 1.5 مليون شخص يعتقد أنهم على شفا مجاعة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة أمس إن «برنامج الأغذية العالمي» التابع للمنظمة الدولية اضطر لتقليص خططه لتغذية طارئة لعدد 400 ألف شخص في المنطقة بسبب نقص في التمويل.
مشاركة :