بيروت - قنا: تشهد الساحة اللبنانية حالة من الترقب على وقع الأزمة بين ثلاث من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودولة قطر نظراً للمكانة التي تتمتع بها الدوحة في قلوب الكثير من اللبنانيين من بينهم 24 ألفاً يقيمون على أراضيها ولكونها الراعية للقضايا اللبنانية من مشاريع إعادة الإعمار عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وصولا إلى «اتفاق الدوحة» الذي أنهى الأزمة السياسية في عام 2008 مروراً بدعم النازحين السوريين في بلد تثقل كاهله ديون تزيد على 73 مليار دولار. وقد التزم الموقف الرسمي اللبناني سياسة الحياد حيال هذه الأزمة تعهداً منه بالحفاظ على سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان خلال الأزمات الإقليمية والدولية. وفي هذا السياق أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في كلمة له أمس التزام حكومة بلاده «الحياد الإيجابي» بين كل الدول العربية مشدداً على أن الحكومة اللبنانية لن تتدخل في الخلافات المستجدة بين بلدان الخليج ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى. مراسلة وكالة الأنباء القطرية /قنا/ في بيروت التقت عدداً من النواب والوزراء والمسؤولين والأكاديميين اللبنانيين الذين - وإن اختلفوا في توجهاتهم السياسية في الداخل اللبناني- إلا أن الموقف حيال دور قطر الإيجابي في لبنان وحدهم كما أعربوا عن أملهم في انتهاج الدول المعنية بأزمة قطع العلاقات مع دولة قطر سياسة الحوار من أجل تسوية خلاف ذات البين. ونوه المسؤولون اللبنانيون من مختلف التيارات السياسية بحكمة قطر في التعامل مع الأزمة وعدم لجوئها إلى التصعيد إفساحاً في المجال أمام الوساطة التي يقوم بها أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، واستنكر البعض منهم ما أسموه «حصارا» على قطر عبر إقفال عدد من الدول معابرها البرية والبحرية والجوية. واستذكر المسؤولون وقوف قطر إلى جانب لبنان في أصعب المراحل ومنها المساهمة في إعادة إعمار قرى لبنانية بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 إلى جانب مساعدة لبنان على إنهاء أزمته فيما عرف بـ «اتفاق الدوحة» من جانبه أكد النائب خالد زهرمان «عضو كتلة المستقبل» على ضرورة الحوار من أجل تسوية الأزمة بين دولة قطر وبعض دول الخليج. من جانبه انتقد السيد سجعان قزي وزير العمل اللبناني السابق لجوء الدول المعنية بالأزمة إلى إغلاق حدودها ومعابرها الجوية والبرية والبحرية مع قطر...وقال: لا يجوز اتخاذ مثل هذه التدابير بين الأشقاء في حين لا نتخذ مثل هذه التدابير تجاه الخصوم والأعداء. ورفض قزي المساس في هذه المرحلة بالعلاقات اللبنانية - القطرية.. منوها بأن لبنان لم ير من قطر إلا كل خير حيث وقفت إلى جانبه في كل المحطات الصعبة خاصة بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006 عبر إعادة إعمار الجنوب كما كانت إلى جانبه في تقديم المساعدات والهبات والمساعدات للنازحين السوريين في لبنان ونوه قزي بالعلاقات اللبنانية القطرية . من جانبه قال الخبير القانوني المحامي حسن بزي في تصريح لمراسلة وكالة الأنباء القطرية /قنا/ رداً على سؤال حول قانونية قطع بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر: إن القانون الدولي العام لم يتضمن قواعد معينة تبين كيفية قطع العلاقات الدبلوماسية بين دولتين ولكن جرت القواعد العرفية على وجوب حل أي نزاع قائم من خلال الحوار المباشر أو عبر وسيط دولي أو من خلال عرض النزاع على محكمة دولية. لافتا إلى أن الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر لم تراع القواعد العرفية. و. وتظل عبارة «شكراً قطر» راسخة لدى اللبنانيين منذ إعادة إعمار دولة قطر لعدد من القرى في جنوب لبنان بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006 وما زال يرددها الكثير منهم دليل وفاء للبلد التي استقبلتهم دون تأشيرات دخول على أراضيها ولم تغلق المعابر أمامهم خلال العدوان حيث تزايدت أعدادهم لاحقاً للعمل في الدوحة التي تشهد نهضة عمرانية شاملة.
مشاركة :