العمل الخيري جزء رئيس من منظومة العمل الإسلامي، حيث تلتقي القيم والضوابط الأخلاقية مع التوجيهات الربانية والإيمانية، والتي شكلت هويتنا الإسلامية، وبخاصة في بلدنا السعودية التي تعد المرجعية الأولى للعالم الإسلامي، فهذه مسؤولية اجتماعية ينذر الكثير منا أنفسهم لأجلها ولأجل أبناء هذا الوطن، فوجود الجمعيات الخيرية يمنع الجريمة، ويحد من الإرهاب، فالسعيد من وفقه الله لقضاء حاجات الناس، وخفف عن الفقراء والمساكين. وتحظى المؤسسات الخيرية في بلادنا باهتمام كبير من ولاة أمرنا - حفظهم الله - حيث يشهد قطاع الأعمال الخيرية في المملكة مرحلة الانتقال من المرحلة الرعوية إلى المرحلة التنموية والاهتمام بتعزيز ثقافة الإنتاج، والاعتماد على الذات، وتشجيع الشباب، والشابات على التطوير والتدريب والعمل، والحصول على الخبرة، وإشراك أسرهم، وأبنائهم في ورش العمل إلى تسهم في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال الرؤية السعودية 2030م. والأجمل من ذلك عندما تتواجد شخصية رمزية، ومرموقة على رأس هذه المؤسسات الإنسانية وبما يعزز من مكانتها الاجتماعية والاقتصادية، ويكسبها مزيداً من الجدية والمصداقية، والشفافية والدعم المالي، فبالأمس القريب كان تشريف سمو الأمير/ عبدالرحمن الفيصل محافظ محافظة المجمعة، وأعيان المحافظة حفل اللقاء الرمضاني الثالث للتعريف بأنشطة الجمعية للمقيمين من الأهالي في الرياض عملاً متميزاً، واستثنائيا في الدروس العظيمة، والذي يجعل من الجمعية أن تقوم بدورها وتحقق أهدافها. فالجمعية تسعى إلى التوسع في أعمالها في المحافظة، وذلك ضمن خططها وبرامجها السنوية ومن أجل نشر خدماتها، ومساعدتها للمجتمع، وهذا ما لمسته أثناء الحفل، وحسب ما أفادني به رئيس الجمعية الأستاذ/ توفيق العسكر أن الجمعية قدمت خدماتها لأكثر من (600 أسرة) خلال العام الماضي، وترعى الكثير من البرامج، وتوزع أموال الزكاة، وتدعم تكاليف الإيجارات، وفواتير الكهرباء والماء، وتوفر الأثاث المنزلي، والأجهزة الكهربائية، والإعاشة وكسوة الشتاء للمحتاجين وتقدم إعانات للزواج، وتدعم الحاج والمعتمر، وأيضاً تشارك في مركز المستودع الخيري، ومركز سعداء للتنمية، وتتابع أحوال الأيتام، والمتعافين من الإدمان. وتقوم الجمعية بزيارات لآلاف الفقراء والمحتاجين في المحافظة، والذين يحتاجون للدعم، وتتفقد أحوالهم واحتياجاتهم، وتقدم لهم يد العون، وجميع الخدمات بناء على حالاتهم المادية، وهناك أيضاً مساعدات تقدم لهم في شهر رمضان المبارك، وفي مناسبة الأعياد، لإشعارهم بأن المجتمع يقف معهم، إضافة إلى تنفيذ برامج توعوية، وخدمات صحية لهم، وهذه الأمور تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة. وبالناظر لرؤية المملكة 2030م، وبرنامج التحول الاقتصادي نلاحظ أن الجمعية أولت الجانب الأسري العناية الكبيرة من خلال حزمة الأنشطة والبرامج، والتي سوف تعمل على جعل الأسر من الأسر المنتجة، ولذا سعت الجمعية على العمل المستمر، لتحقيق شعار الانتقال من الرعوية إلى التنموية، حيث بدأت العمل على هذا الجانب، وحصرت الأسر المحتاجة، والإمكانات المتاحة، وأجرت مسحا لاحتياجاتهم، وقامت بتأهيلهم لمزاولة التجارة. وقدمت لهم خطة رائعة لتوظيف شباب وفتيات الأسرة، ودعم فرص العمل للأسرة المنتجة والاتجاه للوصول للملاءة المالية التي تمكنها من تنفيذ برامجها، ومسؤولياتها تجاه المجتمع، ولعل الناظر لميزانية الجمعية للسنوات الماضية، يلحظ نمواً كبيراً في الإيرادات والمصروفات، حيث نمت إيرادات الجمعية بنسبة 136% ومصروفات الجمعية بأكثر من 185%، والأوقاف نمت بـ600 %، ووزعت عائدات الجمعية على النحو الآتي 50 % للمشاريع والبرامج، و20 % لصيانة الأوقاف، و30 % لتدويرها، واستثمارها في أوقاف جديدة. لذا نأمل من ذوي الإحسان والمؤسرين والساعين إلى الأعمال الخيرية من المواطنين، ورجال الأعمال دعم الجمعية مالياً ومعنوياً، ونحتاج أن يظهر رموزنا، ورجال أعمالنا الميسورين الجوانب الإنسانية والوطنية لديهم بعيداً عن الدعاية الإعلامية، ونحن نعلم أن الخيرين كثيرون، لذا نامل أن تعم وتشمل تبرعاتهم المالية نشاطات الجمعية لتضطلع بمسؤوليتها الإنسانية الجليلة، من أجل جميع المحتاجين في محافظة المجمعة. فأعمال الجمعية تجسد العمل الخيري النبيل، وتعمق البعد الإنساني الوطني، وتفعل المسؤولية الاجتماعية، وهذه الأعمال تُعَدُّ ثمرة جهد وتكاتف الجميع من أهل الخير، والإحسان من أبناء هذا الوطن المعطاء، يتقدمهم الرئيس الفخري للجمعية، سمو الأمير عبدالرحمن الفيصل، ورئيس مجلس الإدارة الأستاذ توفيق العسكر، والأستاذ محمد التركي، ومدير الجمعية الأستاذ عبدالمحسن العولة، وجميع أعضاء مجلس الإدارة، وكل من أسهم في دعم الجمعية من موظفين ومواطنين مالياً ومعنوياً.
مشاركة :