شهدت مدينة إشبيلية في 8 يوليو 1982، الموافق 17 رمضان 1402، واحدة من أجمل المباريات في تاريخ كأس العالم، وذلك عندما استضافت قمة المانشافت الألماني والديوك الفرنسية في الدور نصف النهائي للمونديال الإسباني. وضمت قائمة المنتخبين حينها مجموعة من ألمع النجوم في تلك الحقبة، حيث عرف المنتخب الفرنسي جيلاً ذهبياً بقيادة ميشال بلاتيني وجان تيجانا وماريوس تريسور، وقابله منتخبٌ ألماني حمل في صفوفه نجوماً مثل بول برايتنر وفيليكس ماجات والحارس هارالد شوماخر الذي تفادى بطاقة حمراء بعد التحامه القاسي بالفرنسي باتريك باتيستون في الشوط الثاني. وتقدّم المنتخب الألماني في الدقيقة السابعة بهدفٍ لليتبارسكي، قبل أن يعادل بلاتيني النتيجة من ركلة جزاء في الدقيقة 27، وصولاً لانتهاء الشوطيْن الأصليين بنتيجة التعادل 1ـ1. وعرفت الأشواط الإضافية أسلوباً دراماتيكياً في واحد من أصعب السيناريوهات في تاريخ المونديال كونها حملت 4 أهداف، حيث سجل المنتخب الفرنسي هدفين عن طريق تريسور وألان جيريس في الدقيقتين 92 و98 على التوالي، لتقترب الديوك من حلم بلوغ المباراة النهائية، لكن هذا الحلم اصطدم بالمقولة الكروية الشهيرة "المستحيل ليس ألمانياً"، حيث نجح المنتخب الألماني في تقليص الفارق بهدف البديل كارل هايتنس رومينيجيه، قبل أن يُدرك كلاوس فيشر التعادل، لتذهب المباراة نحو ركلات الترجيح التي حسمها الألمان بنتيجة 5ـ4.