ترقب أوروبي لنتائج الانتخابات في المملكة المتحدة قبل بدء بريكستانتخابات بريطانية حاسمة في مسار مفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وبروكسل تترقب نتائج الانتخابات وتتحسب من إمكانية إجراء تحويرات على خططها التفاوضية في حال انقلبت المعطيات لدى المفاوضين في لندن.العرب [نُشر في 2017/06/09، العدد: 10658، ص(5)]مخاطرة كبيرة لندن - يترقب الأوروبيون نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة في بريطانيا والتي ستكون نتائجها حاسمة على مسار مفاوضات انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وتكتسي أهمية الانتخابات البريطانية في أوروبا كونها ستعرفهم على الطرف المقابل الذي سيجلس إليهم في طاولة مفاوضات بريكست والتي تسعى خلالها بروكسل تقليص الأضرار الناجمة عن الخطوة البريطانية. يقول محللون أن على الاتحاد الأوروبي الاستعداد لإدخال تغييرات على خطته في التفاوض على اعتبار أن هذه الانتخابات قد تصعد بحزب العمال إلى السلطة في بريطانيا كما يمكن أن تبقي على المحافظين مع تفويض غير واسع، وهي سيناريوهات سيكون لها بالغ الأثر على مسار التفاوض. وتصدرت بريكست قائمة اهتمام الناخبين البريطانيين في هذه الانتخابات التي ستكون نتيجتها حاسمة بالنسبة إلى مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال أنغوس ديتماس (25 عاما) في مكتب اقتراع في حي بشمال لندن “لقد قمت بخياري على أساس هاتين المسألتين، الحصول على اتفاق جيد حول بريكست والأمن”. وفي المكتب نفسه عبّر سايمون بولتون (41 عاما) عن رغبته في التصويت “لزعيم قوي، شخص يقدّم ضمانات وبإمكانه أن يحصل على أفضل اتفاق ممكن حول بريكست”. وعبّرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي أدلت بصوتها صباحا في بلدة سونينغ (غرب لندن) عن أملها في أن تزيد غالبيتها الضيقة من 17 مقعدا إلى حوالي 50 مقعدا برلمانيا لتجنب أي تمرد من معسكرها خلال مفاوضات بريكست. وقالت للناخبين “أعطوني تفويضا واضحا للتفاوض على أفضل اتفاق ممكن لبريطانيا”. اما خصمها العمالي كوربن أحد أعمدة الجناح اليساري في حزب العمال ولم يشغل في الماضي اي منصب وزاري، فلا يشكك في “واقع بريكست”، لكنه يريد تبني موقف أكثر تصالحا مع المفوضية الاوروبية والمحافظة على منفذ إلى السوق الأوروبية الواحدة.الانتخابات البريطانية تكتسي أهمية في أوروبا كونها ستعرفهم على مفاوضهم في محادثات بريكست الوشيكة وعلى الرغم مع أن سبب التصويت هو بريكست فقد غاب الموضوع عن المناظرات، وباستثناء الجدل حول المسؤول الأفضل لقيادة المفاوضات حول بريكست، لم يقدم زعيم حزب العمال جيرمي كوربن ولا تيريزا ماي رؤية مستقبلية للمرحلة التالية. واستندت حملة ماي إلى شعار “قيادة قوية ومستقرة” وقالت إنها الوحيدة التي يمكنها مواجهة زعماء دول الاتحاد الأوروبي والتوصل إلى اتفاق يعطي بريطانيا السيطرة على سياسات الهجرة مع ضمان شروط تفضيلية في التجارة. وتصور ماي كوربن باعتباره الزعيم الضعيف لحزب مسرف سيدمر الاقتصاد ويفسد الاتفاق على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وردّ كوربن بأن سياسات التقشف التي ينتهجها حزب المحافظين منذ 2010 تضر بالفقراء وتعمّق هوة التفاوت الاجتماعي. وتكفل وسطيو الحزب الليبرالي الديمقراطي والقوميون الأسكتلنديون في الحزب الوطني الأسكتلندي وضع القضية في صلب الحملة، لكن الليبراليين الديمقراطيين لا يشغلون سوى نحو عشرة مقاعد بينما الحزب الوطني الأسكتلندي هو حزب جهوي يبقى هدفه الرئيسي استقلال أسكتلندا. وجرى هذا الاقتراع الذي دعي له أكثر من 47 مليون بريطاني للمشاركة فيه، قبل ثلاث سنوات من انتهاء ولاية رئيسة الوزراء المحافظة التي تأمل في تعزيز أغلبيتها في مجلس العموم لتتمكن من التفاوض من موقع قوة بشأن بريكست مع الدول الـ27 الأخرى في الاتحاد الأوروبي. وتسعى ماي، التي تولت رئاسة الوزراء دون انتخابات وسط حالة الاضطراب التي سادت بعد الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلى تفويض شخصي وأغلبية برلمانية أكبر من تلك التي ورثتها عن سلفها ديفيد كاميرون. وأدلى البريطانيون بأصواتهم الخميس في الانتخابات التي دعت إليها ماي لتعزيز موقفها في المحادثات المرتقبة للاتفاق على تفاصيل الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وفي بلد شهد ثلاثة اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية وأسفرت عن 35 قتيلا خلال أقل من ثلاثة أشهر، وكان آخرها مساء السبت في وسط العاصمة لندن (8 قتلى)، تم على إثره تعزيز الإجراءات الأمنية. وفرضت السلطات إجراءات أمنية وصفتها بـ”بالغة المرونة” في لندن ليتاح نشر قوات للشرطة بالسرعة القصوى، بعد خمسة أيام فقط على اعتداء السبت الذي أسفر عن سقوط ثمانية قتلى في العاصمة البريطانية. ويرى المحللون أن المحافظين الذين يعتبرون “أكثر صلابة” في القضايا الأمنية يواجهون انتقادات لأنهم لم يتمكنوا من منع وقوع هذه الهجمات ولأنهم ألغوا عشرين ألف وظيفة في أجهزة الشرطة منذ 2010، ويصعب معرفة تأثير الاعتداءات على الاقتراع. وقال جواد (23 عاما) في مكتب اقتراع في باركينغ (شرق لندن) الذي انطلق منه منفذو اعتداء السبت “لا نريد أن تؤثر هذه الهجمات على ما نفكر به”، مضيفا “في مطلق الأحوال، سيكون هناك تهديدات بغض النظر عن الفائز”.
مشاركة :