تُعد دولة الأولياء في مصر دولة متشعبة لها زعاماتها الروحية، وملايين من الأتباع والمُريدين، والأعلام والأناشيد.. هُنا الوالي هو المُرشد والمُعلم والدليل، وفي إحدى المرّات طُرح على العلماء سؤال «من هو الولي؟»، فقالوا «هو والى الله بالطاعات، فإذا واليت الله بالطاعة، فأنت ولى ويكون الله وليًا لك، أي يتولاك بالرعاية». ويرصد «المصري لايت» رحلات أشهر أولياء الله الصالحين إلى المحروسة، عبر عدة حلقات، وفقًا لكتاب «رحلة أولياء الله في مصر المحروسة» للكاتب سعيد أبو العينين. (3) قليلون هّم الذين يعرفون أن «رفاعى مصر» هو أحد أحفاد الإمام الرفاعى، ويطلق عليه أبناء الطريقة الرفاعية فى مصر، أبناء «الرفاعى الصغير»، الذى يُسمى بالشيخ على أبو شباك، ابن أحمد الصيّاد، حفيد الإمام الرفاعى. وتذكُر كتب السيرة الرفاعية أن أحمد الصياد، حفيد الإمام الرفاعى، أحب الأحفاد إلى قلب جده، الإمام الرفاعى، طاف أحمد الصياد بعد وفاة جده، بكثير من البلاد الاسلامية، ثم جاء إلى مصر عام 683 هجرية. ويذكُر الباحثون أن أحمد الصياد، تزوج من حفيدة الملك الأفضل، أحد أمراء المماليك فى عهد السلطان المنصور، سيف الدين قلاوون، فأنجب منه ولده «على»، وقد رحل أحمد الصياد، حفيد الإمام، أحمد الرفاعى عن مصر، قبل أن يولد ابنه، فبقى فى كنف أمه وأهلها فى مصر، واتخذ طريقة جده الصوفية، وأخذ يدعو لها، وجعل من سكن أسرته وعائلته فى منطقة «سوق السلاح» مقرًا للطريقة. تقول الدكتورة، سعاد ماهر، إن على أبو شباك، حفيد الرفاعي، لم يكن أول من دعا إلى الرفاعية فى مصر، سبقه فى ذلك الشيخ أبو الفتح الواسطى، الذى وفد إلى مصر من العراق فى أوائل القرن السابع الهجرى، أى قبله بنصف قرن تقريبًا، وأقام بمدينة الإسكندرية وبدأ ينشر الصوفية على الطريقة الرفاعية. أما عن مسجد الرفاعى فى مصر وقصة بنائه، يقول الرفاعية إن خوشيار هانم، أم الخديو اسماعيل، كانت قد أصيبت بلدغة ثعبان أثناء مشاهدتها لحفل ملكى فى قصر ابنها الخديو اسماعيل، وأن الذى عالجها كان أحد الرفاعية، فقررت بناء هذا المسجد باسم الرفاعى، وأوقفت 20 ألف فدان للانفاق عليه. جاء بناء المسجد، بحيثُ يُقارن بجمال مسجد السلطان حسن، الذى يجاوره فى ضخامته وارتفاعه وفى دقة زخارفه وروعتها وجمالها، وللمسجد مئذنتان، ترتفعان فى رشاقة وجمال فوق قواعد مستديرة، تُشبه برجين ضخمين على جانبى مدخلى المسجد، وبين المئذنتين، توجد قبة الشيخ يحيي الأنصارى. وفى مسجد الرفاعى، توجد مقابر الخديو اسماعيل وزوجاته وبناته وأولاده، وفيه دُفن جثمان الملك فاروق عندما نقلت رفاته من إيطاليا، وفيه أيضًا دفن شاه ايران فى نفس المكان الذى كان قد دُفن فيه والده من قبل، عندما توفى فى منفاه بالحبشة. وقيل إنه عندما نُقلت رفاته إلى طهران، أيام الملك فاروق، اكتشفوا سرقة سيفه الذى كان موضوعًا إلى جوار رفاته، واتُهم الملك فاروق وقتها بسرقة السيف. وكالعادة، فى كل عام، يتوافد أبناء الطريقة الرفاعية فى مصر، على مسجد الإمام الرفاعى للاحتفال بمولده، ويزحف عشرات الألوف من الأتباع والمريدين والمحبين للإمام الرفاعى من مختلف مدن وقرى مصر، يزدحم بهم المسجد، والشوارع المحيطة، والميدان الكبير الذى يطُل على المسجد، تقام السراداقات، تُنحر الذبائح، ترتفع البيارق والرايات بأسماء شيوخ الطريقة الرفاعية وتُدق الطبول، وتقام حلقات الذكر، وتتهدج الأصوات بالأناشيد الدينية والابتهالات. قيل عن أحمد الرفاعى أيضًا، إنه فى لحظات مرضه الأخير، تجمع أحباؤه ومريدوه حوله، فقال: «لا تسبونى»، فتعجب تلاميذه ومحبوه ومريدوه، وقالوا لهُ «كيف نسبك وأنت إمامنا»، فأجاب «تقولون قولاً لم أقله، وتفعلون شيئًا لم أفعله، اعلموا أن كل شئ خرج عن الكتاب والسنة، فليس منّا». رحلات الأولياء| أحمد الرفاعي: “سخر الأفاعي لمُريديه” (2) – المصري لايت تُعد دولة الأولياء في مصر دولة متشعبة لها زعاماتها الروحية، وملايين من الأتباع والمُريدين، والأعلام والأناشيد.. هُنا الوالي هو المُرشد والمُعلم والدليل، وفي إحدى المرّات طُرح على العلماء سؤال “من هو الولي؟”، فقالوا “هو والى الله بالطاعات، فإذا واليت الله بالطاعة، فأنت ولى ويكون الله وليًا لك، أي يتولاك بالرعاية”. لقراءة الحلقة الثانية اضغط على الرابط
مشاركة :