المعيقلي في خطبة الجمعة (وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم)

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مكة المكرمة / المدينة المنورة 14 رمضان 1438 هـ الموافق 09 يونيو 2017 م واس أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه . وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام : بالأمس القريب، ابتهجت قلوبنا بدخول شهر رمضان، وها هو اليوم قد انقضى منه شطرُه، واكتمل بدرُه، وما هو إلا كما قال الله عز وجل: "أياماً معدودات" تصامُ تباعا، وتنقضي سِراعا . وأضاف يقول :إن الله شرع لنا صيام رمضان لغاية عظيمة، وهو الحكيم جلّ في علاه، فرمضان مدرسة خُلقية، وإصلاح وتزكية، يمتنع فيه المرء عن بعض المباحات فضلاً عن المحرمات، طاعةً وامتثالاً لأمر الله، وتحقيقاً لتقواه . وأوضح أن الصيام خصه الله بفضل عظيم، فنسبه إلى نفسه دون سائر العبادات، وهو سِرُّ بَيْن العبدِ وربِّه، لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله، ففي الصحيحين: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)) فأضافَ جلّ في علاه الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ، وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين، وأجوَدُ الأجودين، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها، فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيماً كثيراً بِلاَ حساب. ولفت الشيخ المعيقلي الانتباه إلى أن شهر رمضان هو شهر الخيرات، فيه تصفد الشياطين، وتغلق أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، والقرآن يتلى، والملائكة تتنزل، والأجور مضاعفةٌ.إنه شهر الرحمة والخير والبركة والغفران، شهرُ ضياء المساجد وذكر الرحمن، شهرُ العظمةٍ والجمال والبهاء، والتدبر والإنابة والدعاء، مَنْ صَامَ نهاره إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَه إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فيه ليلة، هي خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وبين فضيلته أن أبواب الخير في هذا الشهر كثيرة: صيام وقيام، وصلة للأرحام، وكفالة للأيتام، وصدقة وبر وإحسان، وعيادة للمرضى، وتلاوة للقرآن، وتجاوز عن المسيئين، وإطعام للمساكين. وقال : فتفقدوا يا عباد الله حال إخوانكم المسلمين، وأعينوهم على أمور دينهم ودنياهم، وتلطّفوا في ذلك، فإن منهم من قال الله فيهم: (( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا )). وأضاف أن شهر رمضان وإن كان موسماً لسائر الخيرات، إلا أن للقرآن في رمضان مزية وخصوصية ،قال تعالى (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ))، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، فيتدبر آياته، ويَقِف عند مواعظِه، ويتأمَّل أسرارَه وأحكامه. وبين الشيخ المعيقلي أنه إذا اجتمع الصيام مع القرآن، أدركت المسلم يوم القيامة شفاعتان: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَيُشَفَّعَانِ . وشدد امام وخطيب المسجد الحرام على أنه إذا كان هذا فضل الصائمين والقائمين في رمضان، فإن المرابطين على الثغور أكبر فضلا وأعظم أجرا، فهنيئاً للمرابطين على ثغور بلاد الحرمين الشريفين، لما اجتمع لهم من فضل الزمان والمكان، وقد وردت البشارات العظيمة، بما أعده الله تعالى للمرابطين في سبيله، عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ )) أي: أَمِنَ فتنةَ القبرِ وعذابَه. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام :شهر رمضان المبارك هو شهر التوبة والاستغفار فهذه نفحات الرحمان قد تنزلت، وهذه نسمات الجنان قد هبت، وجدير بالعاقل أن يشمر ويجتهد، . // يتبع // 14:56ت م وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، عن القرب من الله عز وجل ووصفه سبحانه تعالى للمؤمنين بقوله (ياعبادي),موصيا فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة : في هذه الأيام والليالي نرى العبودية تتجلى في ابها صورها ومعانيها متعة الصيام ولذة القرءان وجمال القيام صدقة وانفاق وألسن تلهج بذكر الرحمن خضعة لله الجوارح والمشاعر والقلوب ,عبادة طوعية بمحبة قلبية تفضي الى سعادة الدنيا والأخرة , فالعبادة لا تفارق المسلم اينما حل وفي أي وقت كان في كل مراحل حياته حتى يوافيه الاجل المحتوم وهو على حال حسنة قال الله تعالى : ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) يقرب القلب وتسمو الحياة حين يطرق السمع وصف الله لخلقه "ياعبادي "ومن انضوى تحت هذا النداء ونال هذا الشرف "ياعبادي" فقد فاز فوزاً عظيماً. واوضح فضيلته، أن مخاطبة الله عز وجل لعباده بهذه الكلمة هي علامة رضي الرب وفضله وأنعامه مستشهداً بقوله تعالى (( يا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ , الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ و ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ )) ،النفس المطمئنة التي استقر الايمان في أعماقها واطمأنت بإخلاصها وتوكلت على خالقها شرفها ربها بالبشارة العظيمة في قولة تعالى (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )). وبين الشيخ الثبيتي، أن وصف الله خلقه بعبادي إنما هو بشارة لهم ليؤنس وحدتهم ويبشرهم بأنه قريب وليبسط المرء حاجته ويبث همومه ويرفع شكواه الى ربه ومولاه , فهي تشرح الصدور وتلفت النظر إلى رحمة الله التي سبقت غضبه ورأفته بعباده ولطفه معهم , مشيراً إلى أن الله عزوجل ذكر الرحمة والمغفرة وبالغ في التأكيد بألفاظ ثلاثة إني وأنا وإدخال الألف واللام (أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ),ولما ذكر العذاب لم يقل إني أنا المعذب وما وصف نفسه سبحانه بل قال وان عذابي هو العذاب الأليم. ومضى فضيلة واصفاً مخاطبة الله عزوجل لعباده بقوله "ياعبادي" أن الله عز وجل ينادي المؤمنين بقوله ياعبادي ليتفيؤوا ظلال عبادته على أي أرض وأي سماء , كلمة رقاقة تحفز على العمل وبها نادي الخالق عباده المؤمنين ليعلمهم أجل العبادات وأفضلها , ينادي الله المؤمنين بقوله ياعبادي فيرسم لهم دروب التقوى ويوجههم إليها ويثني عليهم ثناءً لا نظير له بقوله ( (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا )) ,وامتثال التقوى السمة البارزة في شهر رمضان . واكد إمام وخطيب المسجد النبوي،أن التقوى في رمضان تثمر تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها عن الأخلاق السيئة وتعويدها الأخلاق الكريمة فحين يسمع المؤمن وصف الله لخلقه بعبادي يشعر أنه يأوي الى ركن شديد وحصن عتيد وحماية له من كل شيطان مريد, فوصف الله الصالحين من خلقه بعبادي فيبعث فيهم قوة التفاؤل والتمكين ونور الأمن بالنصر , مشيراً إلى أن "ياعبادي" عبارة طيبة وأسلوب لطيف ولمسة حانية تستوعب كل المذنبين والمقصرين إذا تابوا وأنابوا. // 0 | 0 | 1

مشاركة :