طهران - تجمع آلاف في شوارع العاصمة الإيرانية الجمعة لتشييع جنازة ضحايا هجومي طهران وانضم إليهم الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي في اتهام السعودية بالتورط في الهجومين دون أدلة وفي استباق لنتائج التحقيقات بينما أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال 41 شخصا على صلة بتنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى الهجومين على البرلمان وضريح الخميني. واستغلت إيران جنازة الضحايا لتبث سموم الكراهية والطائفية حيث حشدت لشعارات مناوئة للسعودية وردد المشيعون "الموت للسعودية" مع شعارات أخرى معتادة مثل "الموت لأميركا" وشعارات مناهضة لإسرائيل إلى أن وصلوا إلى النعوش الملفوفة بالأعلام والمغطاة بالزهور. وقتل انتحاريون ومسلحون 17 شخصا في البرلمان وقرب ضريح الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية يوم الأربعاء الماضي في هجوم نادر على العاصمة مما أدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية. وفي رسالة تليت خلال الجنازة قال علي خامنئي إن هجومي طهران سيزيدان الكراهية تجاه الولايات المتحدة والسعودية. وأضاف "لن تؤثر هذه الجرائم على عزم أمتنا في محاربة الإرهاب. هذه الجرائم لن تقود سوى إلي تكريس الكراهية للإدارات الأميركية وعملائها في المنطقة مثل السعوديين". ونفت السعودية تورطها في الهجومين. وتحاول طهران المتهمة بدعم الارهاب وبمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة الالتفاف على الانتقادات الغربية والعربية من خلال محاولات عبثية للزج بالسعودية في هجومي البرلمان وضريح الخميني. وردد المشيعون "الله أكبر" وحمل البعض صورا لخامنئي كتب عليها "مستعدون للتضحية بدمائنا من أجلك". وحضر الرئيس الإيراني حسن روحاني وهو شخصية برغماتية أكثر انفتاحا على التواصل مع الغرب، الجنازة مع رجال دين ومسؤولين آخرين. وقال إن الهجومين استهدفا السلام والديمقراطية لكنه امتنع عن إلقاء اللوم على القوى الخارجية. وجاء الهجومان في وقت مشحون بالمنطقة بعد أيام من قيام الرياض ودول سنية أخرى بقطع العلاقات مع قطر واتهموها بدعم طهران والجماعات المتشددة. والهجومان أول عملية تعلن الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنها داخل إيران وهي واحدة من القوى الرئيسية التي تقاتل التنظيم في العراق وسوريا. وقالت وزارة الداخلية إن السلطات ألقت القبض على 41 شخصا للاشتباه في صلتهم بالهجومين. ونقل التلفزيون الإيراني عن وزارة الداخلية قولها "بمساعدة قوات الأمن وعائلات المشتبه بهم ألقي القبض على 41 شخصا على صلة بالهجومين وداعش في أقاليم مختلفة. تم العثور أيضا على كثير من الوثائق والأسلحة". ومنذ نحو عشر سنوات تخوض جماعتا جيش العدل وجند الله السنيتان المتشددتان تمردا يتركز عادة بمناطق نائية في إيران. وتقول تقارير متطابقة إن سياسية إيران الطائفية خلقت مناخا من التشدد في مناطق إيرانية يقطنها سنّة يعانون من القمع والتهميش. وتقول واشنطن التي أدانت الهجومين، إن الارهاب ارتد على إيران، في إشارة إلى سجلها الطويل في تمويل وتغذية الارهاب. ورغم الاختلاف الايديولوجي، تحتفظ إيران بعلاقات وطيدة مع حركة طالبان وقيادات من القاعدة وفرت لهم في السابق ملاذا آمنا لاستخدامهم ضمن أجندتها التخريبية.
مشاركة :