بروكسل (أ ف ب) - اعتبر الاتحاد الاوروبي الجمعة انه بات "من الملح" بدء مفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي رغم مفاجأة الانتخابات التشريعية البريطانية حيث فقدت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الاغلبية المطلقة في البرلمان. وشدد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في "رسالة تهنئة" لماي على ان الجدول الذي تفرضه المعاهدات "لا يتيح لنا اضاعة الوقت"، ووصف توسك المفاوضات بانها "مهمة عاجلة". وكان الاتحاد الاوروبي يأمل في ان يبدأ هذه المفاوضات في 19 حزيران/يونيو الحالي لكن فشل ماي في هذه الانتخابات التي كانت دعت اليها بشكل مبكر للحصول على اغلبية معززة للتفاوض بشأن بريكست، اغرق لندن وبروكسل في الشك. من جهته قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر على هامش مؤتمر في براغ "آمل ان لا نجد انفسنا ازاء تأخير اضافي في انجاز هذه المفاوضات". وشدد "آمل ان لا يكون لنتيجة الانتخابات تأثير كبير على المفاوضات التي نترقبها بفارغ الصبر". واضاف انه "في ما يخض المفوضية يمكننا ان نفتتح المفاوضات صباح الغد عند الساعة 09,30". واضاف "قبل التساؤل عن تمديد المفاوضات مع اصدقائنا البريطانيين، يجب اولا ان تبدأ. اريد ان تبدأ". ورغم الدعوات لها للاستقالة فان تيريزا ماي اعلنت بعيد ظهر الجمعة انها ستشكل حكومة جديدة لتقود "البلاد خلال مباحثات بريكست المهمة التي تبدأ في غضون عشرة ايام". ومن شأن هذا التصريح ان يطمئن الاوروبيين القلقين بشكل خاص من تقلبات ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. -"هدف ضد مرماه"- ومن المفترض ان تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الاوروبي في نهاية آذار/مارس 2019 اي بعد عامين من البدء رسميا في اجراءات الخروج من قبل ماي في 29 آذار/مارس 2017. لكن المباحثات بين الجانبين في العمق لم تبدأ حتى الآن. وتبنى كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي لبريكست الفرنسي ميشال بارنييه في تغريدة منطقا رصينا. وكتب "يتعين ان تبدأ مفاوضات بريكست حين تكون المملكة المتحدة جاهزة. ان جدول الاتحاد الاوروبي ومواقفه واضحة. لنوحد جهودنا لابرام اتفاق". لكن في بروكسل بدا الكثيرون حذرين على غرار رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوشتات الذي قال"هدف آخر ضد المرمى، بعد كاميرون الآن ماي، هذا سيعقد اكثر مفاوضات معقدة اصلا". ورأى المفوض الاوروبي للميزانية غونتر اوتينغر ان الاتحاد الاوروبي يحتاج حكومة بريطانية "قادرة على التصرف" والا "هناك خطر ان تكون المفاوضات سيئة للطرفين". من جهته اشار مانفريد ويبر رئيس كتلة الحزب الشعبي الاوروبي (يمين) في البرلمان الاوروبي اهم كتل البرلمان "ان الوقت يمر والمملكة المتحدة منقسمة بشكل عميق". وأضاف ان ماي "كانت تريد الاستقرار لكنها جلبت الفوضى للبلد". اما رئيس كتلة الاشتراكيين في البرلمان الاوروبي جياني بيتيلا الذي هنأ زعيم حزب العمال جيريمي كوربن بالنتيجة التي حصل عليها حزبه، فراى ان نتائج الانتخابات "كانت كارثة على ماي. وانقلب حزبها الضخم عليها بشكل مشهود. لم تعد تملك مصداقية في المملكة المتحدة ولا في اوروبا". وحل المحافظون في الطليعة في الانتخابات لكنهم فقدوا 12 مقعدا في حين كسبت المعارضة العمالية نحو 30 مقعدا، بحسب نتائج شبه نهائية اكدت خسارة المحافظين للاغلبية المطلقة.
مشاركة :