وجهت الإدارة الأمريكية رسالة صارمة إلى الدوحة، تطالبها فيها بوقف دعم الإرهاب بكل صوره وأشكاله، ودعتها إلى ضرورة وقف تمويل الجماعات الإرهابية، ومحاربة الأفكار المتطرفة بجدية وحزم. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إن «قطر لديها تاريخ في تمويل الإرهاب على مستوى عالٍ جداً، واتفقتُ مع وزير الخارجية الأمريكية والقيادة العسكرية على ضرورة أن توقف قطر تمويل الإرهاب فورا.. والوقت قد حان لدعوة قطر لوقف دعم الإرهاب». ودعا الرئيس ترامب قطر، إلى وقف تمويل جماعات ترتكب أعمالاً إرهابية، كما قال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس «لا يمكن لأي بلد متحضر أن يقبل بهذا العنف أو يسمح لهذا الفكر الخبيث بأن ينتشر على شواطئه»، مؤكداً أن إدارته متفقة على محاربة الإرهاب، وجميع أوجه التطرف، وقال إنه يأمل أن تكون قمة الرياض بداية النهاية لتمويل الإرهاب وشكر السعودية والملك سلمان على القمة التاريخية الاستثنائية. وفي تصريحات سبقت خطاب ترامب، قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إن للدوحة تاريخاً في دعم جماعات تمارس العنف، ودعا قطر إلى تحمل مسؤوليتها.وأعرب تيلرسون، عن دعم واشنطن للوساطة التي يقودها أمير الكويت، صباح الأحمد، لأجل حل الأزمة. وأشار إلى أن الأزمة الحالية تعرقل التجارة الأمريكية والأعمال العسكرية الأمريكية لخوض الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وحث على إيجاد حل سياسي للأزمة مع قطر، قائلا إن دول الخليج تكون أقوى حين تعمل معا.من جهة أخرى، أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لبحث الأزمة مع قطر وضرورة وحدة الخليج. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن ترامب أكد رغبته في الحفاظ على وحدة الخليج لكنه أوضح أنه ينبغي لقطر أن تحسن من سلوكها.من جانبها، ذكرت الرئاسة المصرية أنه تم خلال الاتصال بحث آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، حيث أشاد السيسي بمشاركة ترامب الفعالة في قمة الرياض في مايو/ أيار الماضي وما أسفرت عنه من تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب على المستويات كافة.وأكد الرئيسان خلال الاتصال ضرورة مواصلة التصدي الحاسم للإرهاب، وأهمية الوقوف معاً كجبهة واحدة قوية ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة والمسلحة والدول التي تقوم بتمويل الإرهاب ودعمه سواء كان مادياً أو معنوياً، مؤكدين أنه من غير المقبول استمرار سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول عن طريق دعم جماعات الإرهاب والفكر المتطرف في المنطقة، كما أكدا عزم مصر والولايات المتحدة على مواصلة التنسيق والتشاور على أعلى المستويات لضمان دفع جهود استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والقضاء على الإرهاب على نحو نهائي.إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن عزل قطر لم يؤثر على العمليات الجارية حاليا ضد تنظيم «داعش» الإرهابي لكنه «يعرقل» القدرة على التخطيط لعمليات على المدى البعيد.وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون في بيان «رغم عدم تعطل العمليات العسكرية الأمريكية الحالية في قاعدة العديد الجوية في قطر إلا أن الوضع الآخذ في التطور يعرقل قدرتنا على تخطيط عمليات عسكرية في مدى أبعد». ولم يشرح المتحدث كيف يؤثر الحصار على التخطيط لعمليات طويلة الأمد. وقال ديفيز إن قطر تظل ذات أهمية كبيرة للعمليات الجوية ضد «داعش».(وكالات)