على مسرح تراثي في عمّان، قدمت فرقة «الحبيب المصطفى» السورية ضمن مهرجان «أمسيات رمضانية»، أناشيد وابتهالات دينية أعادت الجمهور إلى مرحلة طفولته، وبعضها نقل الحضور إلى التراث السوري بصفاء وسلام داخلي. التراث الإسلامي بطقوسه السورية العديدة كان حاضراً عبر أداء الأناشيد التي قدمتها الفرقة، خصوصاً حين ردد كورال الفرقة وراء المنشد الرئيس أناشيد قديمة مرتبطة بذاكرة سورية بكل ما تحملها من تفاصيل. فرقصة المولوية بأزيائها وحركاتها البسيطة، لعبت دوراً كبيراً في تنشيط الذاكرة لدى الجمهور السوري في الأردن، بعيداً من الحرب والدمار. هذا الإرث الاجتماعي، حلّ في جميع فعاليات «أمسيات رمضانية» التي استقطبت فرقاً عربية ومحلية، كان آخرها فرقة «زرابي» الأردنية، التي قدمت العديد من الأعمال الموسيقية والغنائية بطابع صوفي روحاني، لكنها اختلفت عن القالب التقليدي للغناء الصوفي المتعارف عليه. انفردت «زرابي» بمقطوعات موسيقية وأعمال غنائية، مركزةً على تقديم أعمالها الخاصة، بعكس الفرق المشاركة الأخرى التي اقتصرت على أداء الأناشيد والابتهالات الدينية المعروفة عربياً. وتميزت الفرقة بآلاتها الموسيقية المتنوعة، إلا أن آلتي العود والكمان من بين جميع الآلات سيطرتا على أجواء الأمسية في أغان أخذت طابعاً صوفياً بطريقة غير تقليدية بعد تناولها مقامات عربية نقلت الحضور في رحلة تأملية وسط الطبيعة الأردنية. فأغنيتا «البترا والعصر القديم» و «القافلة والصحراء» تحدثتا عن الطبيعية الأردنية بصحرائها وجبالها، إذ وصفت بالموسيقى الحماسية حيناً والهادئة أحياناً أخرى، طبيعة صحراء وادي رم الممتدة وجبال مدينة البتراء الوردية بتجرد تام. ناهيك أيضاً عن أغان أخرى دعت إلى الصلاة والمناجاة والسلام الداخلي، من بينها: «عقل وروح» و»إله الكون» و»رسول الله»، أغانٍ تنوعت مقاماتها بين النهوند والبيات وأثر كرد وغيرها من المقامات العربية. وقال عازف العود في فرقة «زرابي» الأردنية علاء شاهين، إن الفرقة تسعى من خلال تقديم الأعمال الصوفية، إلى التواصل الروحاني والتناغم بين أعضاء الفرقة وما بين الجمهور أيضاً، موضحاً أنه يعتبر الموسيقى الصوفية من وجهة نظره محاولة للتجرد من كل تقليد وقيد. وكانت الأمسية ضمن الفعاليات الأولى لـ «أمسيات رمضانية» ولمناسبة اختيار عمّان عاصمة الثقافة الإسلامية لهذه السنة. ويستضيف المهرجان 7 أمسيات تعرض كل اثنين وخميس أسبوعياً طيلة شهر رمضان، ومن الفرق المشاركة: «سلطان العاشقين» الحلبية و»هور» من صربيا و»الأصالة للأناشيد» المغربية. وانطلقت في العاصمة الأردنية، فعاليات احتفالية «عمان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2017»، وهي تفعيل لقرار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ترجمة لمكانة المدينة في تاريخ الحضارة الإنسانية والإسلامية. وإلى جانب عمّان، اختارت إيسيسكو مدينة سنار السودانية ومشهد في إيران شريكتين في مشروع عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2017 . وانطلقت الفعاليات الشهر الماضي الماضي، وتستمر حتى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأكد وزير الثقافة الأردني نبيه شقم، أن اختيار عمان عاصمة للثقافة الإسلامية تقدير لمكانتها في العالم الإسلامي ومساهماتها الكبيرة في الحضارة والتنوير. وأعدت وزارة الثقافة برنامجاً ثقافياً وفنياً متنوعاً وغنياً، يتضمّن مشاريع وفعاليات ونشاطات: منها مؤتمرات، ندوات، محاضرات، ورش عمل، أمسيات ثقافية وفنية، عروض مسرحية، عروض أطفال، معارض متنوعة، إصدارات ونشر، ويتجاوز عددها 500 فعالية ونشاط ستنفذ في مناطق المملكة كافة بما فيها البوادي الشمالية والوسطى والجنوبية، والأغوار الشمالية والوسطى والجنوبي.
مشاركة :