استقلال كردستان العراق يصطدم بتعقيدات الداخل واعتراضات الخارج

  • 6/10/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استقلال كردستان العراق يصطدم بتعقيدات الداخل واعتراضات الخارج جرّ إعلان أحزاب كردية عراقية عن تحديد موعد لإجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق، سلسلة من الاعتراضات المحلية والخارجية، كشفت مجدّدا مقدار التعقيدات التي تواجهها فكرة إنشاء دولة مستقلّة للأكراد في المنطقة. وكما كان منتظرا جاءت أشدّ الردود على إعلان أربيل عن تحديد شهر سبتمبر القادم موعدا للاستفتاء، من تركيا إحدى أكبر المعنيين بالقضية الكردية والتي تعرف أن إنشاء دولة للأكراد سينتهي حتما بتصعيد النوازع الاستقلالية لدى أكرادها، وهي التي فشلت دائما في إرساء التعايش السلمي بين المكونات العرقية لمجتمعها. وبحسب متابعين للشأن الكردي، فإنّ الهدف من الاستفتاء يبدو رخوا استنادا إلى تصريحات سابقة لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أكد فيها أن الأكراد لن يعلنوا دولتهم بمجرد ظهور نتائج الاستفتاء المعروفة سلفا، حيث سيُجمع الأكراد على مسألة الانفصال وإقامة الدولة. وأظهر البارزاني ليونة حين اعتبر الاستفتاء مجرّد وسيلة لمعرفة رأي الشعب الكردي. وهو ما يمكن أن يُفهم أن الاستفتاء وسيلة أخرى للضغط على حكومة بغداد وابتزازها تمهيدا لمفاوضات ستكون عسيرة بين الطرفين. وسيضع الزعماء الأكراد ورقة الاستفتاء وقد صار حقيقة على طاولة تلك المفاوضات، باعتبار الانفصال هو البديل الجاهز في حال تعثر المفاوضات أو امتناع بغداد عن تنفيذ الشروط الكردية التي يمكن تلخيصها بأمرين، أولهما تخلي بغداد عن المناطق المتنازع عليها بضمنها كركوك وإلحاقها بالإقليم الكردي، وثانيهما زيادة حصة الإقليم من الميزانية العراقية بسبب زيادة عدد سكانه واتساع رقعته. ومن جهة أخرى فإن الأكراد غير مستعدين لأن يكونوا ضحايا صراع إقليمي يكون إقليمهم ملعبه، لذلك فإنهم سيسعون بشتى الطرق إلى تجنب غضب الجانب التركي من خلال إقناعه بأن ذلك الاستفتاء ما هو إلا استعراض شعبي لن يؤثر على الوضع القائم. غير أن تركيا لا ترى الأمور بالطريقة ذاتها، ويتوقّع أن تواجه الاستفتاء بإجراءات مشددة لن تقوى الحكومة العراقية على اتخاذ جزء صغير منها بالرغم من أنها الجهة المعنية بشكل مباشر بالأمر. ولا تلقى المساعي التي يقودها البارزاني لتحقيق الاستقلال وفاقا حتّى داخل الإقليم وبين مكوناته السياسية، حيث تشترك حركة التغيير وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في النظر إلى مساعي رئيس الإقليم باعتبارها مناورة سياسية لتلميع صورته وصرف النظر عن مطالبته بالتنحي عن الرئاسة على أساس أن ولايته منتهية منذ قرابة السنتين. سراب/12

مشاركة :