شيّع آلاف من الإيرانيين أمس، جثامين 17 قتيلاً سقطوا خلال الهجومين على مبنى مجلس الشورى (البرلمان) ومرقد الإمام الخميني الأربعاء الماضي، في وقت أعلنت وزارة الاستخبارات توقيف مزيد من المشبوهين، متعهدة ملاحقة الإرهابيين «عبر الحدود». وبثّ موقع «أعماق» التابع لتنظيم «داعش» الذي تبنّى العملية، تسجيلاً ظهر فيه 5 أفراد نفذوا الهجومين. وتحدث قائد المجموعة باللغة العربية، ثم باللغة الكردية، موجّهاً رسالة «من إحدى الكتائب الموجودة في إيران»، ومشيراً إلى أن هذه الكتيبة لن تكون الأخيرة، لـ «تحريض المسلمين على زعزعة الأمن في إيران». وأضاف: «هذه الكتيبة ستكون باكورة الجهاد في إيران، ونطلب من إخواننا المسلمين أن يلتحقوا بنا، فإن النار التي أوقدت لن تنطفئ». وأعلن وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي أن أجهزة الأمن اكتشفت مخبأ المجموعة الذي صوّرت فيه التسجيل، مشيراً إلى أنها اقتحمته وأوقفت «إرهابيين» كانوا مختبئين فيه، كما عثرت على أسلحة ومواد متفجرة. وأشارت وزارة الداخلية إلى توقيف 41 شخصاً، في طهران وأقاليم يقطنها أكراد غرب البلاد، معتبرة أنهم «على صلة بالهجومين وداعش»، ومعلنة «العثور أيضاً على وثائق وأسلحة كثيرة». وأضافت أنها سلّمت الموقوفين إلى وزارة الاستخبارات للتحقيق معهم، واستدركت: «لم يثبت بعد تورطهم بالاعتداءات». ودعا الوزارة وسائل الإعلام والمواطنين إلى «إبلاغ معلوماتهم لوزارَتي الاستخبارات والداخلية، وتجنّب إشاعة أخبار غير دقيقة وتكهنات مثيرة لشبهات، يقف وراءها مخططو العمليات الإرهابية». وأعلنت وزارة الاستخبارات «القضاء على بؤر إرهابية» غرب إيران، و «تطهير منازل كان الإرهابيون يتخذونها ملاذات آمنة». وأشارت إلى «ضبط أسلحة ومواد مُستخدمة في صنع قنابل وأحزمة ناســـفة ووسائل اتصالات ووثائق مزورة»، مؤكدة أن «ملاحقة مقرّ قيادة الإرهابيين المرتبطين بالاستكبار وعملائه عبر الحدود مستمرة». وتحدث محمد حسين ذو الفقاري، مساعد الشؤون الأمــنية في وزارة الداخـــلية، عن «التوصل إلى نتائج ومعلومات مهمة عن خيوط ترتبط بالاعتداءات الإرهابية، داخل إيران أو خارجها». وردد مشيّعو القتلى الـ17 «الموت لأميركا» وشعارات مناهضة لإسرائيل. ونُظم العزاء في مبنى البرلمان، وحضرته شخصيات بارزة، بينها الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ورئيس القضاء صادق لاريجاني. ووَرَدَ في رسالة تليت خلال التشييع، وجّهها المرشد علي خامنئي: «هذه الجرائم هي علامة واضحة على كراهية وعداء عملاء الاستكبار للشعب الإيراني، ولكل ما يرتبط بالثورة والنظام والقائد الراحل»، في إشارة إلى الخميني. وأضاف: «هذه الجرائم تدلّ على خبث الجناة وحقارتهم، وكذلك المحرضين والمنفذين، لكنها لن تُؤثر في عزم أمّتنا على محاربة الإرهاب». ورأى روحاني في الهجومين «انتقاماً من الديموقراطية الإيرانية»، بعد «نتائج باهرة حققتها» انتخابات الرئاسة أخيراً، فيما ندّد علي لاريجاني بتصريحات «مخزية» للرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أن طهران «تواجه داعشَین: أحدهما إقليمي والآخر دولي»، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وتطرّق إلى تصويت مجلس الشيوخ الأميركي على تشديد عقوبات على إيران، معتبراً أنه «يفتقر إلى أدنى مستوى من الإنسانية». وتابع: «الحرس الثوري قوة شعبية مضحية، وهو وفيلق القدس خط أحمر بالنسبة إلى النظام وأهم القوات الإقليمية ضد الإرهاب في المنطقة، وسيكون ردنا مزلزلاً. ستكشف إيران أن الجيش الأميركي وسي آي إي هما الداعمان الأساسيان للإرهاب».
مشاركة :