الإبداع يتجسد في ملتقى «رغم الإعاقة نبدع»

  • 6/6/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن المرة الأولى التي أحضر فيها ملتقيات لذوي الإعاقة، أو أشارك في تنظيم مناسبات لهم كاليوم العالمي للتوحد أو متلازمة داون، أو العصا البيضاء أو أسبوع الأصم، فبحكم عملي كمشرف تربوي لا بد وأن أشارك في الإشراف أو التنظيم، وكان الهدف الذي نسعى إليه في أغلب المناسبات والملتقيات كيف نرسم البسمة على شفاه ذوي الإعاقة بمختلف إعاقاتهم، والعمل على تعريف المجتمع بنوع إعاقاتهم وخصائصهم، وطرق التعامل، وطرق التدريس، إلى آخره من الأهداف التي استهلكت طرحاً، وبعد هذا المشوار الطويل في تنظيم وحضور مثل هذه الملتقيات، سنحت لي الفرصة وتشرفت بمشاركة مجموعة متألقة لتنظيم ملتقى (رغم الإعاقة نبدع الرابع)، هذا الملتقى الذي هو امتداد لسلسلة ملتقيات نظمها فريق الشرقية تويتآب، كنت قد سمعت عن صدى تنظيمه وإقامته3 سنوات مضت، مما شجعني لأكون في السنة الرابعة أحد أعضائه. في هذا الملتقى وجدت كثيراً من الإيجابيات وساعد في تغيير مفاهيم لدي ولدى عديد ممن حضر فلم نكن نحن كمنظمين من رسم البسمة على شفاه ذوي الإعاقة بل هم من قاموا بذلك، فكل من يرى هذه الإبداعات في أركان الملتقى لا يملك إلا أن ترتسم البسمة على شفتيه والسعادة على محياه مما يشاهد ويسمع فهذا أبدع في المخترعات التي جاءت من الحاجة إليها، وآخر استخدم التقنية ببراعة أفضل من المبصرين، وآخر نافس كبار المصممين في التصميم بإبداع أنامله، وتلك أبهرت العالم بدقة رسوماتها برجلها كأفضل ممن يرسم بيده، وأخرى لم يمنعها الصمم من إبداع أجمل اللوحات في التصوير التشكيلي، وعديد من الإبداعات التي قال أصحابها إننا (رغم الإعاقة نبدع)، كما أن مسابقة الأفلام القصيرة التي حضرت بقوة كانت رائعة بكل مقوماتها بفكرتها وطريقة تحكيمها وبمخرجاتها، والشيء المهم في هذا الملتقى أن ذوي الإعاقة كانوا ضمن من نظّم الملتقى، وقدّم محاضراته وفعالياته بأنفسهم، فلم يكونوا متلقين بل فاعلين مبدعين. وقد توّج هذ الملتقى الرائع وازدان بريقه بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز في الحفل الختامي، شاهدت بنفسي مدى سعادته بذوي الإعاقة وإبداعاتهم، وإنصاته لكل صاحب ركن عما يقدمه، وحثّه لهم لمواصلة مشوارهم. لم تكن زيارته ذات طابع رسمي كما اعتدت مشاهدته في ملتقيات أخرى، بل زيارة أب لأبنائه، وأخ محب لإخوته لم يمنع أحداً من السلام عليه أو التصوير بجانبه، كانت كلماته رائعة بروعة حضوره، أنصت لها الجميع ودخلت القلوب قبل الآذان. ختاماً.. استمر الملتقى3 أيام مضت سريعاً، بأحداثها وفعالياتها، إلا أنني أجزم بأنها تركت بصمة وأثراً في نفس كل من حضر وشارك فيه فشكراً لكل من ساهم فيه، شكراً صاحب السمو الأمير جلوي على عطائك وابتسامتك، شكراً فريق تويتآب وعلى رأسهم الأستاذة هيلدا إسماعيل والأستاذة منال العوفي جهدكم يذكر فيشكر، شكراً لكل ذوي الإعاقة بعثتم الأمل في نفوسنا، شكراً لجمعية العمل التطوعي بجميع منسوبيها، شكراً لكل شركاء النجاح من الجهات الحكومية والخاصة، شكراً لكل المتطوعين في هذا العمل الرائع، وإليكم جميعاً أقول ننتظر إبداعكم في (رغم الإعاقة نبدع الخامس).

مشاركة :