مؤسسها تحدث لـ«المجلة» عن المشكلات التي واجهتها القناة منذ تدشينها وكيف تقبلتها العائلاتمشهد من برامج القناة التي تقدم فرصة للنساء الأفغانيات للظهور أمام الكاميرات وإجراء حوارات ونقاشات حول حقوقهن* يضم طاقم القناة 70 إعلامياً 55 منهم من النساء… و15 رجلا فقط في مجالات الغرافيك والتصوير لعدم وجود كفاءات نسائية في هذين المجالين. * تواجه القناة بعض المواقف السلبية في المجتمع الذي تسوده نظرة رجولية ولا يرغب في أن تعمل المرأة خارج البيت. نيويورك: فيروزه رمضان زاده انطلقت يوم الأحد 21 مايو (أيار) 2017 قناة «زان تي في» (تلفزيون النساء) في أفغانستان، وهي أول محطة تلفزيونية نسائية في أفغانستان. تقدم هذه المحطة برامج تتمحور حول المشكلات والقضايا التي تواجهها النساء الأفغانيات. أشار مؤسس القناة حامد سمر في حوار مع «المجلة» إلى عدم وجود النساء الأفغانيات في الإعلام الأفغاني وتحدث عن المشكلات التي واجهتها القناة في بداية تدشينها وكيفية تقبل العائلات الأفغانية لها. ويقول سمر إن هذه القناة تسعى إلى تحقيق أهداف عدة منها توفير فرص للعمل والنشاط للمرأة، مضيفاً: «تقدم هذه القناة فرصة للنساء الأفغانيات للظهور أمام الكاميرات وإجراء حوارات ونقاشات حول حقوقهن التي لطالما كانت محل جدل ونقاش في البلاد. بذلك، تتمكن المرأة الأفغانية عبر هذه القناة على الأقل من معالجة مشكلاتها اليومية التي لا تستطيع حلها في المجتمع». ويضم طاقم القناة 70 إعلامياً 55 منهم من النساء و15 رجلا. وأضاف حامد سمر: «لا تتوفر فرص العمل للنساء للأسف في القطاع التقني والتصویر في أفغانستان. يبلغ عدد الرجال الذين يعملون في مجال التصوير في القناة نحو 15 شخصا». وأشار حامد إلى الفتيات اللواتي يتخرجن سنويا في فرع الصحافة من الجامعات قائلا: «يتخرج عدد كبير من الفتيات الأفغانيات في فرع الصحافة من الجامعات ولكن لا يوجد للأسف فرص للعمل لهن في وسائل الإعلام. لقد قمنا بتوظيف مجموعة من النساء من ذوي التجارب في وسائل إعلام أفغانية وذلك قبل ثلاثة أشهر من تدشين القناة. تملك هذه المجموعة النسائية الخبرة الكافية ولهن دراسات جامعية في هذا المجال».مؤسس القناة حامد سمر وتابع هذا الناشط الإعلامي المقيم في مدينة كابل أن تدشين أول قناة تلفزيونية نسائية في تاريخ أفغانستان ليس أمراً سهلاً، وأوضح: «إن إطلاق مثل هذه القناة خطوة غير مسبوقة حتى بالمقارنة مع دول المنطقة على غرار باكستان وإيران وطاجيكستان». وقال إن القائمين على هذه القناة التلفزيونية لا يسعون فقط إلى تغطية شؤون المرأة الأفغانية بل يتطلعون إلى تغطية شؤون النساء على المستوى الإقليمي والعالمي ليتمكن النساء في خارج أفغانستان من مشاهدة البرامج التي تقدمها القناة. وقال مدير قناة «زان تي في»: «بوسع النساء المناضلات في أفغانستان التمتع بقناة خاصة بهن في الظروف الراهنة حيث بإمكانهن استعراض كافة طاقاتهن ومواهبهن». وأشار حامد سمر إلى المنطقة التي يقع فيها مكتب القناة قائلا: «يقع مكتب القناة في منطقة ذات أهمية في مدينة كابل العاصمة الأفغانية وهناك مشكلات أمنية غير أننا اتخذنا تدابير أمنية جيدة على مستوى إمكانياتنا. يتوفر الأمن لحسن الحظ في موقع مكتب القناة ونملك استوديو آخر في منطقة أخرى بكابل». وأضاف: «تتوفر خدمة هذه القناة في معظم الولايات الأفغانية وبإمكان الراغبين في خارج أفغانستان مشاهدة هذه القناة». وتابع بالقول: «لقد قمنا بتقديم طلب للحصول على قرض قبل نحو 8 أشهر من انطلاق القناة ولكنني قررت بعد ذلك إنشاء القناة على نفقتي الخاصة. ونسعى إلى توسيع نطاق برامج القناة وتحسينها في المستقبل إن شاء الله. تسير أمور القناة بشكل جيد حتى الآن ولا نواجه مشكلات في صرف رواتب الموظفين بعد». وقال هذا الناشط الإعلامي الأفغاني: «تقدم هذه المحطة 9 برامج صباحية ورياضية وإسلامية وخبرية وسياسية وشؤون المواطنين والعدالة للمرأة وبرامج اجتماعية وثقافية متنوعة». وأعرب حامد سمر عن أمله في أن ترتقي هذه المحطة التلفزيونية في أقل من سنة واحدة إلى قناة عالمية من خلال مشاركة الأفغانيات المناضلات في هذه القناة وإيصال صوت المرأة الأفغانية إلى المنطقة. وأضاف: «جميع منتجي البرامج في هذه القناة هم من النساء ولكن الرجال يتولون مسؤولية التصوير والغرافيك وذلك في غياب فرص للنساء للدراسة في هذا المجال». وحول رد المجتمع التقليدي والمذهبي في أفغانستان ومعارضته لأنشطة هذه القناة قال حامد سمر: «واجهنا بعض المشكلات في بدايات إطلاق القناة، منها الموقف السلبي والمعارض للمجتمع الذي تسوده نظرة رجولية ولا يرغب في أن تعمل المرأة خارج البيت. لقد أخذنا كل المعايير الاجتماعية والقوانين والثقافة والمذهب بعين الاعتبار في إعداد البرامج التلفزيونية فقوبلت هذه البرامج بترحيب ورد فعل إيجابي من قبل العائلات. فأقل ما نفعله هو أن نقدم خدمة للنساء والعائلات الأفغانية التي تواجه مشكلات كثيرة للغاية في البلاد».
مشاركة :