نور الشريف... الفيلسوف العاشق (16 - 30)

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رغم العروض الكثيرة التي تلقاها، فإن نور الشريف شعر بأنه يتراجع إلى الخلف، في حين أن ممثلين آخرين ظهروا بعده بسنوات عدة تقدموا الصفوف، وأصبحوا ينافسونه، بل تقدموا عليه في البطولات المطلقة، تحديدا حسين فهمي الذي كان بديلاً عنه في فيلم «نار الشوق»، وكذلك محمود ياسين. وجد نور الشريف أنه إذا استمرّ في الانصياع إلى «شلة السوء» بفرض شروطه ومن بينها تقاضي أعلى أجر في الوسط، وكتابة اسمه أولاً على الشارة، سيجد نفسه حتماً خارج دائرة حسابات المخرجين والمنتجين. فكر بذكاء الفنان المثقف الواعي، وقرر أن ينحني للريح، كي لا ينكسر إذا ما أصرّ في عناده على أن يكون الأول. وفي الوقت نفسه، وجد أن عليه أن يقوم بأمر ضروري ومهم جداً، تعلمه من أساتذته في المعهد، وقامت به الأجيال السابقة عليه، وهو عملية تواصل الأجيال، بمعنى ألا يصعد إلى النجومية بشكل «شيطاني» منفرداً. بناء عليه، قرر أن تكون أعماله خلال هذه الفترة «همزة وصل» بين الجيلين الجديد والقديم، بمعنى أن يقبل كل ما يعرض عليه مع كبار النجوم السابقين، من دون إبداء شروط، كي يثبت للجميع أنه ممثل من طراز فريد ونادر، ومن دون الالتفات إلى أي أمر آخر. إلى جانب الأفلام الثلاثة التي بدأها عام 1971، عرضت عليه خلال العام نفسه، ثمانية أفلام أخرى، ليصل المجموع إلى 11 فيلماً في سنة واحدة، قبلها جميعاً، ليتفرغ لإعادة تثبيت قدميه في السينما. قدم «ثم تشرق الشمس» إلى جانب رشدي أباظة، قصة ثروت أباظة وحواره، وسيناريو أحمد عبد الوهاب، وإخراج أحمد ضياء الدين. كذلك شارك مع شكري سرحان في فيلمين: «البيوت أسرار» من تأليف السيد زيادة وإخراجه، و«بنات في الجامعة»، قصة وسيناريو محمود أبو زيد وحواره، ومن إخراج عاطف سالم. كذلك عاد إلى بيروت لارتباطه بتصوير عدد من الأفلام هناك، حيث عرض عليه الفنان حسن يوسف المشاركة معه في «ولد وبنت والشيطان» من إخراجه وبطولته أيضاً، ومعهما كل من نجلاء فتحي، وبرجيته هارير، وصلاح قابيل وسمير غانم، قصة وسيناريو محمد سالم وحواره. بعده شارك في «امرأة لكل الرجال» إلى جانب رشدي أباظة وشمس البارودي، وإبراهيم خان، ومن لبنان نادية أرسلان، وليز سيركسيان، ومشلين ضو، وسعاد كريم، وجوزيف معوض، أما التأليف فتولاه سيد طنطاوي، والإخراج أحمد جلال. غير أنه أثناء التصوير في بيروت، فوجئ بمكالمة هاتفية من حبيبته صافيناز، تطلب منه الحضور فوراً لأن شاباً ثرياً تقدّم لخطبتها ووالدها يصرّ على تزويجها له. ما إن انتهت مكالمة صافيناز، حتى جن جنون نور الشريف، شعر بأن حلم حياته الذي يعيش لأجله في طريقه إلى الضياع، وهو يقف مكتوف اليدين. طلب منها أن تحاول عرقلة الأمور بالسبل كافة، إلى حين عودته من بيروت بأسرع وقت، وطلب من المخرج أحمد جلال الانتهاء من المشاهد الخاصة به في فيلم «امرأة لكل الرجال» سريعاً ليعود إلى القاهرة في أقرب فرصة. اجتهدت صافيناز لتظهر عيوباً في الشاب الثري الذي تقدم لها، غير أنها لم تجد فيه عيباً، فهو شاب وسيم وأنيق، من عائلة كبيرة وثرية. وكانت هدية الزواج سيارة فارهة، ربما يعجز الوزراء عن شرائها، وفيلا خاصة بها في حي «غاردن ستي» المخصص لأبناء الطبقة الراقية، فضلاً عن جلب فستان الفرح من باريس بالطائرة، وبرنامج لشهر العسل على أجمل شواطئ أوروبا. ما الذي يمكن أن تعترض عليه؟ وكيف يمكن أن ترفض فتاة «عريساً» مثله؟ لم تجد صافيناز أمامها سوى التهديد بالانتحار! إزاء هذا التهديد لا يكون أمام أية أسرة سوى الامتثال فوراً إلى قرار الفتاة، والتريث في الخطوات تجاه خطبتها، ومحاولة تهدئة الأمور من خلال التحدّث إليها بصيغة أخرى أكثر تعقلاً. غير أن ذلك لم يكن ليجدي مع صافيناز، التي لم تكن ترى في الدنيا زوجاً لها سوى نور الشريف، مثلما لم ير هو أيضاً أن من بين فتيات العالم زوجة له سواها. ساعدتها في ذلك شقيقتاها، الكبرى هدى، والصغرى علوية، فقررت الأسرة إيقاف الأمور كافة إلى حين عودة صافيناز إلى عقلها ومحاولة إظهار الفرق بين العريس الثري الذي سيوفر لها حياة الأميرات، وبين نور الشريف الذي يصعد السلالم، ولا يزال المشوار أمامه طويلاً. وصل نور إلى القاهرة، وهو في حالة انهيار تام، لأول مرة يشعر بأن حياته يمكن أن تهدم في لحظة، فهو يعيش ويعمل وينجح كي يكون جديراً بالارتباط بمن تعلق قلبه بها، وأكد له القدر أنها زوجة المستقبل، فكيف يمكن أن يضيع ذلك كله في لحظة؟ اتصل فوراً بمجموعة الأصدقاء القدامى: صلاح السعدني، وعوض محمد عوض، ونبيل الهجرسي، والتقاهم في شقة الصديق القديم فؤاد معوض، الذي ترك التمثيل لأجل الصحافة، وأمامهم لم يستطع أن يتمالك نفسه، فانهار بالبكاء، ووقف الجميع عاجزين أمام «مجنون صافيناز». كيف يجعلون والدها يوافق على زواج نور بها؟ مغامرة سينمائية على مدار أيام عدة ظلّت المكالمات الهاتفية ملتهبة عصيبة، بين نور وصافيناز، كانا يتحدثان قليلاً، ويبكيان كثيراً، وعندما يلتقيان يكون البكاء لغة التفاهم بين «العاشقين» حتى ساقت الأقدار المخرج تيسير عبود ليعرض على نور مشاركته في «ليالي لن تعود» فتفتق ذهنه هو وبقية الأصدقاء على أن يطلب منه مشاركة صافيناز أيضاً في دور حبيبته فلم يمانع، بل أكّد أنه كان ينوي فعلاً طلبها للمشاركة في الفيلم، الذي كتب له القصة محمد عثمان، والسيناريو والحوار أحمد عبد الوهاب، وشارك فيه كل من ناهد شريف، ومحمد العربي، ووجدي العربي، وصلاح نظمي، وفوراً بدأ تصوير الفيلم. اتفق نور مع صديق صحافي على تخصيص مصور يلتقط عدداً من الصور له هو وصافيناز أثناء تصوير الفيلم، ليبدوا كأنهما حبيبان أو زوجان في شهر العسل. راح يدبّر مع الصديق الصحافي خطة اتفق عليها مع صافيناز، يستغل نور خلالها هذه الصور بنشرها: = ما هو شيء طبيعي أننا هننشر في المجلة صور الفيلم الجديد يا نجم. * يا سيدي ما أنا عارف. لكن أنا عايزك تاخد الصور اللي أنا اخترتهالك دي تحديداً. = هي حلوة. بس أنا شايف إن الصور اللي أنت فيها مع ناهد شريف أحلى.. مهما كان برضه ناهد هي البطلة. * يا عم أنت مزعل نفسك ليه؟ ما أنا عارف إن ناهد البطلة. هو إحنا مرشحينها تاخد الأوسكار. أنا عايزك تنشر الصور دي... وتقول إن في كلام حوالين مشروع جواز بين نور الشريف وصافيناز... بس.... صعبة دي؟ = لا مش صعبة. بس هو مشروع جواز... ولا حصل جواز فعلا؟ * بس... أنت كده ابتديت تفهمني. الصور معاك أهي... وشوف أنت بقى الأنسب أيه وأعمله. المهم يكون الموضوع ده خبر الموسم... عايز الدنيا كلها تتكلم عنه. = اعتبره حصل يا أستاذ. بس ما تنساش تعزمنا على الفرح. تعمد نور الشريف نشر عدد من الأخبار تؤكد أن ثمة إشاعات تشير إلى أن النجمين الشابين نور الشريف وصافيناز تزوجا سراً! ما إن قرأ والد صافيناز هذه الأخبار حتى جن جنونه، وهاج وثار، ووصل الأمر إلى محاولة منعها من التمثيل، لولا تدخل بعض الأصدقاء والمقربين، الذين أكدوا له أن الحكمة تقضي بأن يكون تصرفه أكثر هدوءاً حتى يتبين الحقيقة. وإذا كان الأمر كذلك فما الداعي إلى أن يحرم قلبين متحابين من بعضهما، وأن يقف في طريق سعادتهما. وافق الوالد على مضض، بشرط أن يطلقهما إذا كانا تزوجا فعلاً، ثم يطلب نور يدها مجدداً. غير أن نور الشريف في اللقاء الذي تحدد بينهما فاجأه بحقيقة الأمر: = بتقول إيه مش فاهم؟ * بقولك يا عمي. لا تربية صافيناز بنت حضرتك... ولا تربيتي تسمح لنا أننا نعمل حاجة زي كده من وراكم. حضرتك راجل شبراوي أصيل. وأنا من السيدة زينب... يعني ولاد بلد... وولاد البلد مش ممكن يتجاوزوا الأصول. = والكلام اللي اتنشر ده؟ * مجرد كلمتين كتبهم صحافي في مجلة ولا جرنال... وكمان قال إن إشاعات بتقول ما قلش إننا اتجوزنا بالفعل. يعني الحكاية كلها إشاعات. = إشاعات!! يشهروا بولاد الناس وتقولي إشاعات. أنا لازم أرفع قضية على الصحافي ده وأدخله السجن... وكمان أقفل له الجرنال. * وهيفيد إيه يا عمي. طالما أنا وصافي هنتجوز بالفعل... وساعاتها هتبقى الإشاعات حقيقة. = إيه... مش فاهم تقصد إيه؟ * أقصد أنه طالما حضرتك وافقت على الجواز. يبقى ملهاش لازمة القضية والشوشرة ونكبر الموضوع. = بس أنا لسه ما وافقتش! * إيه إزاي؟ مش حضرتك إديتني كلمة بعد ما قريت اللي اتنشر. = أيوا وأنا ما أرجعش في كلمتي. * آمال كلام حضرتك ده معناه إيه؟ = معناه إني أنا ليا شروط علشان تتم الجوازة دي... وقبل ما وافق على أي شيء. * وأنا موافق على كل شروط حضرتك. وافق نور الشريف على طلبات والد صافيناز، بما فيها «الشبكة» المبالغ فيها، لتكون أغلى «شبكة» قدمت لعروس في محيط العائلة والأهل والمعارف والأصدقاء، كذلك وافق على تأسيس بيت الزوجية بالشروط التي طلبها، لتُعلن رسمياً خطبة أشهر عاشقين في الوسط الفني، بعد أربع سنوات من «عذاب الحب». رؤية جديدة كان على نور الشريف أن يعمل في الليل والنهار لأجل الإيفاء بمتطلبات الزواج، فحرص على أن ينهي ارتباطاته بالعقود التي وقعها، فقدم فيلم «المتعة والعذاب» إلى جانب كل من شمس البارودي، وسهير رمزي، وصفاء أبو السعود، وسمير صبري، قصة وحوار فيصل ندا، وسيناريو نيازي مصطفى وإخراجه. كذلك طلبه المخرج سعيد مرزوق لبطولة أول أفلامه من تأليفه أيضاً بعنوان «زوجتي والكلب» عام 1971.  تحمس نور عندما علم أن الفنان محمود مرسي، وسعاد حسني، وحيد سيف، والراقصة زيزي مصطفى، سيشاركون في بطولة الفيلم، وأن كبير المصورين عبد العزيز فهمي هو المنتج والمصوّر. ما إن قرأ نور الشريف سيناريو الفيلم حتى أعجب به، وتمسك بالمشاركة فيه، وكان أول ما لفت نظره أن أسماء الشخصيات بأسماء الممثلين الحقيقية، إذ وجد أن شخصيته تدعى «نوراً»، وشخصية محمود مرسي «الريس مرسي»، وشخصية سعاد حسني اسمها أيضاً «سعاد». تدور الأحداث حول «الريس مرسي» الذي يتزوج الفتاة «سعاد» ويضطر إلى أن يتركها وحيدة فترة غيابه في عمله في «الفنار». يجتمع مع زملائه في العمل لقتل الفراغ والحزن على فراق زوجته الشابة، ومن بينهم الشاب «نور» الصديق المقرب إليه، والمحروم من النساء ويشعر دائماً برغبة شديدة نحوهن، فيخصه مرسي بحكاياته مع النساء وكيف أنه كان يخون زملاءه مع زوجاتهم. تلهب تلك القصص خيال نور، وعندما يحين موعد إجازته الشهرية، يطلب منه «الريس مرسي» أن يسلم زوجته خطاباً للاطمئنان عليها وإحضار بعض الأشياء، فينتهز الشاب الفرصة ويفكر في أن يقيم علاقة معها مبرراً موقفه بخيانة مرسي نفسه لزملائه. ولكنه عندما يقابلها يشعر بأنها امرأة فاضلة تحبّ زوجها فيتراجع عن خطته. لكن الوهم يلعب في خيال مرسي، ويظن أن القدر سينتقم منه في زوجته مثلما فعل بزوجات زملائه، وأن نوراً سيخونه معها، فيعيش في صراع رهيب وتتبدل أحواله. وعندما يرجع نور يفكر مرسي في قتله، لكنه يتراجع ويلمس من خطاب زوجته له أنها تحبه فعلاً وتنتظره. لكن الشك والأفكار السوداء تكون تملكت منه تماماً، فيعيش في صراع من دون أن يصل إلى الحقيقة، ليكون ذلك عقاب القدر له على ما فعله. لم يكن الفيلم مميزاً وجديداً في موضوعه فحسب، بل أعجب نور الشريف أيضاً بأسلوب إخراج سعيد مرزوق المميز. راح الأخير يعدّ لكل لقطة من اللقطات، وليس كل مشهد، وكيف يمكن أن تكون جديدة غير مألوفة. لم يعتد نور هذا النوع من تصوير المشاهد وتقطيع اللقطات، فضلاً عن وضع مرزوق أكثر من 20 «فلاش باك» في الفيلم، وهو ما لم يكن معتاداً في السينما المصرية، ولم يقم به مخرج قبله. كذلك كانت الإضاءة مميزة وخاصة إذ حرص المصور عبد العزيز فهمي، منتج الفيلم، على تنفيذها في كل لقطة، مع تحقيق تضاد بين الأبيض والأسود، ما فجّر قيماً تعبيرية هائلة، وأثرى كل لقطة. حتى أن الشريف دُهش من إصرار المنتج والمصور عبد العزيز فهمي على إيقاف التصوير في مشهد اللقاء الأول بين «نور» و«سعاد» زوجة «الريس مرسي»، وطلب إعادته أكثر من مرة: * في إيه يا أستاذ عبد العزيز؟ أنا شايف المشهد اتعمل حلو أوي في كل المرات اللي صورناه فيها. = المشهد حلو كأداء وسعيد أخرجه كويس أوي. لكن مش محقق اللي أنا عايزه قدامي في العدسة. * طب معلش لأني بحِّب أفهم. إيه اللي أنت بتدور عليه في اللقطة دي تحديداً؟ = شخصية نور جواها طاقة رهيبة. واحد زي ما بيقولوا جعان «ستات» وبالتالي المفروض أول ما يشوف سعاد تبقى عينه عايزة تطلع عليها... فأنا عايز أطلع عينك في المشهد ده. * هاهاها.. أكتر من كده. إحنا صورنا المشهد أكتر من اتناشر مرة. لما طلعت عنيا فعلاً. = معلش. بس إن شاء الله في المرة التلاتاشر هنوصل للي إحنا عايزينه... لأني لقيته تقريباً وأوحيتلي إليه نظرتك ليا دلوقت والضوء جاي في وشك من الجنب. انسحب نور الشريف، وجلس بعيداً وراح ينتظر، ما تفتق عنه ذهن مدير التصوير عبد العزيز فهمي. حسين فهمي ومحمود ياسين مع مطلع السبعينيات، سطع نجمان جديدان في سماء السينما العربية هما حسين فهمي ومحمود ياسين. أصبحا مع نور الشريف نجوم الصف الأول لسنوات طويلة. قفز فهمي إلى دور البطولة في «دلال المصرية» مع المخرج حسن الإمام، إلى جانب ماجدة الخطيب، وليلى فوزي، وهدى سلطان، ومديحة كامل. شارك بعد ذلك في «ملكة الليل» مع المخرج حسن رمزي، إلى جانب هند رستم، ويحيى شاهين. كذلك حضر في «مدرستي الحسناء» مع المخرج إبراهيم عمارة، إلى جانب هند رستم، وعبد المنعم إبراهيم، وفي «سيدة الأقمار السوداء» مع المخرج سمير خوري، إلى جانب ناهد يسري، وعادل أدهم. أما محمود ياسين، فبعد أن شارك بدور ثانوي مع المخرج حسين كمال، في «شيء من الخوف» عام 1969، عاد المخرج نفسه وقدمه العام التالي 1970 في بطولة مطلقة له إلى جانب الفنانة شادية في «نحن لا نزرع الشوك» الذي كان مرشحاً له نور واستبعده المنتج رمسيس نجيب بسبب ما أشيع عنه من تمرد وعدم التزام، فذهب الدور إلى ياسين وكتب به شهادة ميلاده. أكّد ياسين نفسه في العمل التالي له مع المخرج هنري بركات، الذي قدمه في بطولة مطلقة مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في «الخيط الرفيع»، وبعده في العام نفسه ومع المخرج ذاته شارك في «أختي» إلى جانب نجلاء فتحي، وسمير صبري، ومديحة كامل. بعد ذلك، تعاون في أول مسلسل تلفزيوني له بعنوان «الرجل الغامض» مع المخرج محمد نبيه إلى جانب آمال رمزي ومحمد خيري. كذلك شارك في مسرحية «حلاوة زمان» من تأليف رشاد رشدي، وإخراج كمال ياسين، إلى جانب سهير البابلي، وعباس فارس، وتوفيق الدقن، وشفيق نور الدين، وسعيد أبو بكر. سعيد مرزوق يشكّل فيلم «زوجتي والكلب» الذي قام ببطولته نور الشريف مع محمود مرسي وسعاد حسني إحدى العلامات المميزة في تاريخ السينما العربية، والفضل في أهميته يرجع في المقام الأول إلى المخرج سعيد مرزوق. تفتّحت عينا مرزوق على السينما وهو في سن الثانية عشرة. كان منزله ملاصقاً لأستوديو مصر، فأبهره هذا العالم الغريب بمواصفاته كافة، وكانت نقطة البداية الحقيقية. أتيحت له لاحقاً فرصة عمل في الإذاعة الأوروبية، فهو كان يهتمّ أيضاً بالموسيقى، فعمل في إعداد البرامج الموسيقية، ثم انتقل إلى التلفزيون المصري بعد إنشائه بسنوات، فأخرج أغنية «أنشودة»، ثم كتب فيلم «أعداء الحرية» وأخرجه، وشارك به في مهرجان «ليبزغ» الألماني، وحصل على الجائزة الثانية، ليقدم بعده الفيلم الروائي القصير «الطبول» الذي أدّى بطولته كل من سمير غانم وجورج سيدهم، ونال عنه أيضاً جائزة الدولة في الإخراج والتصوير والمونتاج. بعده، قرّر إخراج أول أفلامه الروائية الطويلة الذي كتبه أيضاً بعنوان «زوجتي والكلب» عام 1971. كتب سعيد مرزوق الفيلم عن فكرة مسرحية «عطيل» لشكسبير، وتحمس لإنتاجه كبير المصورين عبد العزيز فهمي. البقية في الحلقة المقبلة

مشاركة :