واجهة المجاز تتزين بالنجوم والأهلة

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أمل سروركعادتها تتزين واجهة المجاز المائية، التي تعد الوجهة الترفيهية والسياحية الرائدة في إمارة الشارقة، بأضوائها الملونة احتفاءً بالشهر الفضيل، لترحب بالصائمين لزيارتها في ساعات المساء، لتناول الفطور أوالسحور في تلك المطاعم والمقاهي المطلة على النافورة.هكذا تزدان واجهة المجاز المائية، بالأشجار المتناثرة في أروقتها بأضواء صغيرة لتبدو أشبه بثمار تنبعث منها هالات الضوء، كما زينت المطاعم والمقاهي بأنوار مختلفة الأحجام والألوان بزخارف مأخوذة من النماذج الإسلامية الفنية الأندلسية والمغربية. وهو ما جعل واجهة المجاز المائية هذا العام أشبه بلوحة فنية مرسومة بالأضواء التي تبث في النفوس أجواءً إيمانية مشبعة بالسكينة والطمأنينة.هناك فقط تصغي إلى تلك النغمات الربانية التي تعزفها وشوشة أغصان أشجارها وسعف نخيلها في مغازلة صريحة لنسمات المساء الرقيقة.أخطو خطواتي الأولى في قلب تلك الواجهة المائية التي تتميّز بموقعها الاستراتيجي،على بحيرة خالد الخلابة لتصبح إحدى الوجهات السياحية والترفيهية الرائدة في الشارقة، لأجد النجوم والأهلّة التي تصطف على جنباتها، في استقبال زائريها، تجذب حواسي تلك الأشجار المرصعة بالمصابيح الصغيرة، لتصنع جواً مفعماً بالفرح والمسرة.تقودني قدمي عبر مسطحاتها الخضراء الكثيفة وأشق الطريق عبر ممراتها وبشرها لأكون من أوائل المنتظرين الواقفين للحاق بالعرض العبقري الذي تؤديه بالأضواء والأصوات نافورة الشارقة العالمية تلك التي تقدم عروضاً موسيقية وسينمائية هي الأولى من نوعها في المنطقة.ها هي تنطلق بأضوائها، تتمايل مياهها يميناً ويساراً، تعلو فترتفع معها عيني إلي السماء، أي رهبة يمكن أن يصفها القلم تخترق جسدك لتجد روحك هائمة علي مياه البحيرة، وكيف لا يتسرب إليك هذا الشعور وأنت تقف أمام واحدة من أكبر النوافير في الخليج، تطلق المياه بارتفاع يحلق علي مسافة 100 متر في الهواء.هكذا تحكي المياه التاريخ بلغة بسيطة وشيقة وممتعة يستطيع حتى الصغار أن يفهموها.تأملت كما يتأمل الآخرون، وسادت حالة من حالات الصمت المدوي الذي لم يكن تقطعه سوى آهات الانبهار والإعجاب بما تراه العين، انتهى العرض ولم تنته معه أوقات الاستمتاع، فالمقاهي لم تستطع استيعاب أعداد البشر التي راحت في حالة من حالات الهدوء والسكينة أمام أمواج بحيرة خالد المتهادية. محمد الطنيجي الذي اصطحب أسرته لقضاء وقت ممتع على أحد المقاهي المنتشرة في المجاز، والذي يبدو أنه قرر أن يتناول وجبة السحور في أجواء عائلية تحدث قائلاً: يعتبر شهر رمضان الكريم مناسبة عزيزة على قلوب الجميع، وفيه تتلألأ علامات الرحمة والضياء، والحقيقة أننا نقضي أوقاتاً ممتعة في منطقة المجاز، بل إن زيارتها أصبحت عادة يومية بالنسبة لنا، حيث نجد فيها متنفّساً يمنحنا الراحة والسرور وقضاء أجمل الأوقات، برفقة ذوينا وأصدقائنا.ووجدت منى السنهوري ضالتها المنشودة في حديقة المجاز لتصطحب ابنتها للمذاكرة بجانبها على احد المقاهي التي تتميز بالهدوء، وتتحدث منى قائلة: لقد ظننت ان الامتحانات والدراسة سوف تمنعنا من الاستمتاع بأوقات ممتعة وترفيهية في الشهر الفضيل، والحقيقة أن ظنوني لم تكن في محلها، خاصة عندما اقترحت ابنتي تغيير أجواء مذاكرتها مع صديقاتها في حديقة المجاز، ولم أعارضها بل قمت بدعمها وقررت اصطحابها وصديقاتها إلى تلك المنطقة، وقد كانت فكرة صائبة ساهمت في إخراجنا من جو التوتر والقلق الذي يصاحب تلك الفترة الحاسمة من المذاكرة.فائزة الجلاف التي تناولت وجبة الإفطار وصديقاتها على ضفاف بحيرة خالد التي تحتضن حديقة المجاز تحدثت قائلة: إن تلك المنطقة تتميز بأنها تتضمن الكثير من الفعاليات المتنوعة خلال الشهر الفضيل، والحقيقة أنها تلبي بالفعل كل طموحاتنا وترتقي بذائقة زائريها، وتمنحنا كل ما نحتاجه من خيارات سياحية وترفيهية شاملة ومتنوّعة ترضي وتناسب جميع أفراد الأسرة. أحمد عبد الرحمن زائر يومي، كما يلقبه أصدقاؤه، لأنه ببساطة من عشاق فعاليات المدفع التي تبثها يومياً وعلى الهواء مباشرةً قناة الشارقة. و عن سر تردده على هذا المكان يقول: أحرص كل عام على زيارة هذا المكان وحضور البرنامج الناجح الذي يعبر عن بهجة البشر، وينمي طموحاتهم، ويقدم معلومات جديدة ومفيدة، والحقيقة أن مدفع الإفطار يعد من أهم التقاليد والموروثات الشعبية والدينية الأصيلة التي تحمل عبق الماضي والتاريخ، ومن خلال ذلك البرنامج تتجمع الأسر في هذا الوقت للاستمتاع بالأجواء الاستثنائية، والفقرات المتنوعة، ولا أبالغ عندما أقول إن هذا البرنامج أصبح من أحد الرموز التراثية على أرض الشارقة.

مشاركة :