تحذر دراسة حديثة نشرت بمجلة «الأمعاء» من أن استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، ما يشير إلى أهمية الحفاظ على التركيبة البكتيرية السليمة بالأمعاء.يعتبر سرطان القولون والمستقيم من أنواع السرطان الشائعة، ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة به قلة النشاط البدني، وعدم تناول الكمية الكافية من الخضروات والفواكه، والبدانة أو زيادة الوزن؛ وتزيد نتائج الدراسة الحديثة عامل خطر آخر، وهو استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة، وهي نتائج تدعم دراسات أخرى ربطت بين المضادات الحيوية وبين مجموعة من الحالات المرضية منها القولون ومرض السلياك والبدانة؛ ويعتقد بأن تلك العلاقة تأتي من تأثير المضادات الحيوية في التركيبة البكتيرية في الأمعاء وإحداث خلل بها من خلال تغيير أنواع وأعداد البكتريا التي تعيش بها، والذي يؤدي بدوره إلى تهيج عمليات أيضية غير صحية. قام الباحثون بتحليل بيانات دراسة كبيرة سابقة شملت 121,700 ممرضة تتراوح أعمارهن بين 33-55عاماً، وأخبرن عن مدى استخدامهن للمضادات الحيوية في عمر 20-59عاماً واستخدام تنظير القولون، وتضمنت البيانات معلومات يدلين بها كل عامين تتعلق بالتدخين والرياضة، والتاريخ المرضي، والأمراض التي ظهرت لديهن؛ كما يخبرن كل 4 أعوام عن بيانات عاداتهن الغذائية؛ وخلال فترة التحقق تم تشخيص 1195 حالة أورام حميدة من تلك التي تسبق سرطان الأمعاءوالآن تم تحليل تلك البيانات وقد بلغن عمر 60 عاماً فما فوق في عام 2004؛ ووجد الباحثون أن استخدام المضادات الحيوية خلال فترة أقلها 4 أعوام سابقة لم ترتبط بسرطان الأمعاء، فقد ارتبط استخدام المضادات الحيوية في الماضي ولمدة شهرين بالأورام الحميدة بنسبة 36% وذلك بالمقارنة بمن لم يستخدموا المضادات الحيوية لفترة طويلة، وكان الارتباط أقوى في حالة الأورام الحميدة التي تنشأ بالقولون الداني أكثر من القولون البعيد بغض النظر عن مدى خطر تلك الأورام.
مشاركة :