اكتشف باحثون من جامعة كولومبيا، الأسباب العضوية وراء متلازمة التعب ما يسهل مستقبلاً تشخيصها من قبل الأطباء وعلاجها بطرق أكثر فعالية.يعاني الكثيرون متلازمة التعب المزمن، والتي تتسم بالشعور بالإجهاد الذي يستمر لأكثر من 6 أشهر، وتصحبها بعض الأعراض مثل ألم العضلات والصداع وتراجع الوظائف الإدراكية؛ ويصعب في بعض الأحيان تشخيص الحالة لتشابه أعراضها مع أعراض مشاكل صحية أخرى، كما تجهل الأسباب وراءها قام الباحثون من خلال الدراسة الحديثة والتي نشرت بمجلة «متعدية الطب النفسي»، بالمقايسات المناعية لقياس 51 علامة حيوية مناعية بالسائل النخاعي، منهم 32 شخصاً يعانون متلازمة التعب الاعتيادية و27 شخصاً يعانون متلازمة التعب غير النمطية؛ وكشف الفحص عن أن تراجع معدلات الجزيئات المناعية لدى من يعانون متلازمة التعب غير النمطي بدرجة أكبر منها لدى من يعانون المتلازمة الاعتيادية؛ فقد وجد تراجع كبير في انترلوكين7 (بروتين يلعب دوراً كبيراً في تكيف الاستجابة المناعية ضد العدوى)، وانترلوكين17A، وكيموكين ليجاند9(جزيء له دور رئيسي في تكيف الاستجابة المناعية ضد الأمراض العصبية)، ومن ناحية أخرى فقد صاحبت تلك السمات الحيوية مسارات مختلفة من تاريخ المرض والأمراض المتزامنة معه، فالأشخاص الذين يعانون المتلازمة غير النمطية يكون لديهم في الغالب تاريخ لالتهاب الدماغ الفيروسي ويصابون بالإعياء عقب سفرهم للخارج أو بعد نقل الدم؛ كما أنهم عرضة للإصابة بحالات مرضية متزامنة كالتشنج، أو أحد أنواع السرطان، أو الاضطرابات الناتجة عن تلف المايلين. وظهر أيضاً من خلال الدراسة أن من يعانون المتلازمة الاعتيادية هم فقط من يحدث تراجعاً بالجزيئات لديهم بعد 3 سنوات، أما من يعانون المتلازمة غير النمطية فظهر لديهم استقرار أو زيادة بمعدلات السيتوكينات والكيموكينات وهي برويتنات تتحكم بتطور ونشاط الخلية المناعية.
مشاركة :