قال باحثون أمس (الجمعة) أن اكتشاف جمجمة أقدم إنسان عاقل على وجه الأرض حتى الآن تعود إلى أكثر من 300 ألف عام في جبل إيغود باليوسفية وسط المغرب، تم على مرحلتين. وقال الباحث في «المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث» في الرباط عبدالواحد بن نصر في مؤتمر صحافي، أن اكتشاف جمجمة الإنسان العاقل جاء بعد «بحث مضن ومثابرة» على مرحلتين. وأضاف أن البحث بدأ منذ الستينات من القرن الماضي مع الجيل الأول من الباحثين، عندما عثر على بقايا إنسان ومجموعة متحجرة تعود إلى العصر الحجري الوسيط، «إلا أنه لم يكن في الإمكان التدقيق في تاريخها، وبالتالي لم تعط النتائج المرجوة حول ظهور الإنسان العاقل». وتابع أن المرحلة الثانية بدأت في العام 2004 مع الجيل الثاني من الباحثين «وابتداء من العام 2007، بدأنا نكتشف بقايا هذا الإنسان وحتى العام 2016». وقال بن نصر أنه اكتشفت مع هذا الإنسان أدوات صيد «إذ كان يعيش على صيد الغزلان»، إضافة إلى جمجمة مراهق وطفل وإنسان آخر «يرجح أنها أنثى». وأشار إلى أن هذا الاكتشاف «يشكل قفزة نوعية بالنسبة للبحث الأثري في المغرب وسيغير المفاهيم والمعطيات حول تاريخ البشرية». من جهة أخرى، قال وزير الثقافة المغربي محمد الأعرج أن «هذا الاكتشاف العلمي الجديد تم في إطار برنامج بحث علمي يسهر على تنفيذه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في الرباط التابع لوزارة الثقافة والاتصال بالتعاون مع معهد ماكس بلانك في ألمانيا». وأردف الأعرج أن بقايا هذا الإنسان المنتمي إلى صنف الإنسان العاقل تم تحديد عمرها بواسطة «التقنية الإشعاعية لتحديد العمر، وتم تأريخها بنحو 300 ألف عام، وبالتالي تعتبر أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل تم اكتشافها حتى يومنا هذا».
مشاركة :