تطالب السعودية والإمارات والبحرين الدوحة بوقف دعمها لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وترى أن وقف هذا الدعم ضرروي كإحدى خطوات مكافحة الإرهاب، في تناغم لافت مع الرؤية الإسرائيلية التي عبّر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً إن «مقاطعة قطر جعلت إسرائيل شريكة للعرب». واللافت أيضاً أنه سبق واستقبلت السعودية السيد خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس يوليو 2015 ولم تكن حماس وقتها حركة إرهابية ولكن ضروريات الحملة الحاليّة ضد قطر تستوجب تصنيفها إرهابيّة الآن حتى تكتمل دائرة المزاعم. ومن جهة أخرى، فإن دعم الدوحة لحماس لا يخرج عن استضافة بعض قياداتها بعد رحيلهم عن دمشق مقرها السابق على اثر موقف الحركة المشرّف بتأييد تطلعات الشعب السوري ضد النظام، فضلاً عن دعم قطر لإعادة إعمار قطاع غزة الذى يصبّ في صالح أبناء الشعب الفلسطيني في نهاية الأمر. بيان الدوحة للتسامح يعزز الحرية الدينية مشاركة فاعلة في برامج أممية ضد التطرف تبنت الدوحة عدّة مشاريع تنشد السلام والتسامح والاعتدال، لعلّ آخرها بيان الدوحة 2014 المتعلق بتعزيز الحرية الدينيّة من خلال مبادرة اسطنبول. وتميزت المبادرة بصبغة دوليّة، حيث صدر بشأنها قرار بالإجماع من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في 2011، ثم تم إطلاقها رسمياً في إسطنبول، في يوليو 2011. وتشارك قطر في العديد من البرامج لمكافحة التطرّف والإرهاب على المستوى الثنائي ومتعدّد الأطراف. كما نظمت العديد من الفعاليات مع أطراف دوليّة، منها في مارس 2011 نظمت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في قطر بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ورشة عمل إقليمية حول «قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وآليات تنفيذها»، والتي حاضر فيها خبراء من الأمم المتحدة والمنظمات المعنيّة بمكافحة الإرهاب. وأشاد المسؤولون الأمميون بجهود قطر ودول مجلس التعاون في المصادقة على والانضمام إلى العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات القانونية الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب. مزاعم دعم الإرهاب محاولة فاشلة لفرض الوصاية لا تخرج مزاعم دعم قطر للإرهاب عن كونها محاولة فاشلة لفرض الوصاية على القرار السيادي لدولة قطر، وتبرهن الحالة اليمنية على هذه المحاولة ببروز العديد من علامات الاستفهام ومنها، لماذا لم يتم الإعلان عن دعم الدوحة المزعوم للحوثيين سوى في الفترة الحاليّة التي يتم فيها حشد اتهامات بالجملة ضد قطر؟ وكيف كانت الدوحة حليفاً موثوقاً في الحرب على الحوثيين منذ مارس 2015 وتحوّلت فجأة إلى راعٍ وداعم لهم؟ ولماذا لم يقدّم القائمون على إعداد هذه القائمة الملفقة الدلائل والبراهين على دعم الحوثيين وحجم وأشكال هذا الدعم المزعوم؟ .. كل هذه التساؤلات لن يكون لها إجابة واضحة، لأنها قائمة على افتراءات ضمن حملة تهدف إلى الوصاية على القرار السيادي لدولة قطر وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بمسألة الإرهاب ودعم الحوثي وأعوانه من عدمه. يمنيون يتهمون الإمارات بتأليب الجنوب على الشرعية من المفارقات الغريبة التي تزخر بها الحملة الممنهجة ضد قطر أن إحدى الدول الراعية لهذه الحملة تدعم بصورة معلنة الانفصاليين في جنوب اليمن، ومع ذلك لم يتعرّض لها أحد أو يثنيها عن مساعيها لتقسيم وتفتيت اليمن أو يوجه ضدّها اتهام مشروع بتهديد وحدة وسلامة أراضيه عبر إرهاب ممنهج للشرعية الحاكمة وفرض الوصاية عليها. وتهيمن الإمارات عسكرياً على جنوب اليمن ويتهمها يمنيون بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصاليّة، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، لا لشيء إلا لتخوّفها من الفزاعة الأزليّة في الذهنيّة الإماراتيّة المتمثلة في الإخوان المسلمين، وتتهم أبوظبي الرئيس عبد ربه منصور هادي بتفضيل حزب التجمّع اليمني للإصلاح، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. مركز حوار الأديان.. مواجهة التطرف ونشر التعايش أنشئ مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في شهر مايو 2007 كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة لحوار الأديان. وتم افتتاحه رسمياً في 14 مايو 2008 ويعتبر الدور الرئيسي للمركز هو نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات. وعقد المركز عشرات الندوات والمؤتمرات وورشات العمل المتعلقة بالحوار بين الأديان وحوار الثقافات وحوار الحضارات وحوار الشمال والجنوب والحوار الإسلامي - الإسلامي. تنمية دارفور نموذج لكبح الإرهاب المحتمل يعد التزام الدوحة بتنمية إقليم دارفور في السودان أحد أبرز النماذج على المبادرات القطريّة لكبح الإرهاب المحتمل في مناطق الصراع والنزاع. وتعتبر وثيقة الدوحة لسلام دارفور نموذجاً مثالياً على دبلوماسية التنمية باعتبارها وسيلة ناجعة لنزع فتيل الصراعات وتحقيق الأمن والاستقرار بتدشين قطر للعديد من المشروعات التنموية في إقليم دارفور. كما قدمت قطر في أبريل 2014 مليار دولار للسودان على شكل وديعة لدعم احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد التي تشهد ظروفاً اقتصادية صعبة. التعليم فوق الجميع تحمي الأطفال من الجماعات المسلحة تدرك قطر خطورة حرمان الملايين من الأطفال من التعليم فى مناطق النزاع والحروب. وما يترتب عليها من تداعيات كارثية تبرز في انضمام أطفال للجماعات المسلحة المتطرّفة وحملهم السلاح في سن الطفولة. وبادرت قطر بإنشاء مؤسسة «التعليم فوق الجميع» في أكتوبر 2012، وهي مبادرة عالميّة أسستها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، بهدف حماية ودعم الحق في التعليم بمناطق الصراع والحروب. وتمكّنت المؤسسة من الوصول إلى 600 ألف طفل من غير الملتحقين بالمدارس في الأشهر الستة الأولى من بدء عملها، وكان هدفها الوصول إلى مليوني طفل بحلول عام 2014. كما توفر أيادي الخير نحو آسيا (روتا) آلاف الفرص التعليميّة للمحرومين، إضافة إلى العديد من البرامج التي لا نستطيع حصرها لكثرتها وتنوّعها. التعليم والتنمية ركيزتا قطر لاقتلاع جذور الإرهاب ترتكز استراتيجية قطر في مواجهة الإرهاب على معالجة جذوره وأسبابه وليس فقط مواجهة نتائجه المتمثلة في الجماعات المتطرفة وأعمالها الوحشية. وتستند الاستراتيجية القطرية على ركيزيتن أساسيتين، هما التعليم والتنمية، وتتخذ منهما سبيلاً ناجعاً لمواجهة الإرهاب الذي يسهل تفشيه في بيئة يهيمن عليها الجهل والفقر. كما أسست قطر عدداً من الكيانات الناجحة التي تهتم بالحوار والثقافة والتعليم كركيزة أساسيّة لبناء المجتمعات من جهة ومواجهة الفكر المتطرّف من جهة أخرى. دبلوماسية التنمية لمكافحة الإرهاب اتخذت قطر من دبلوماسية التنمية في المناطق التي تعتصرها الأزمات والصراعات، رافعة أساسيّة لاقتلاع جذور الإرهاب المتمثلة في اليأس والفقر. صلتك تدعم مشاريع الشباب بالعالم العربي في يناير 2008، تم إطلاق مبادرة صلتك رسمياً برأسمال 100 مليون دولار للتصدي للأزمة المتفاقمة للبطالة بين جيل الشباب فى العالم. ومع نهاية عام 2016، نجحت صلتك في حشد تمويل مشترك بلغ 237 مليون دولار أمريكي، وتوسيع شبكة تشمل أكثر من 150 شريكاً، ودعم توفير أكثر من 300 ألف فرصة عمل للشباب العربي.
مشاركة :