تضارب الأنباء بشأن التطورات الميدانية في البادية السورية

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تضارب الأنباء بشأن التطورات الميدانية في البادية السوريةبيانات متضاربة بشأن حقيقة التطورات الميدانية في البادية بين القوات السورية التي تؤكد استعادتها أجزاء واسعة من المنطقة، وقوات المعارضة التي تشير إلى حفاظها على مواقعها الرئيسية وتتهم النظام بالترويج لانتصارات وهمية رفعا لمعنويات مقاتليه.العرب  [نُشر في 2017/06/11، العدد: 10660، ص(3)]استماتة الجيش الحر في الدفاع عن مناطقه القاهرة - تضاربت الأنباء حول الوضع في البادية السورية، فبينما أعلن الجيش السوري والقوات الموالية له إنجاز المرحلة الأولى من العملية العسكرية في ريف حمص الشرقي والوصول إلى الحدود العراقية، تنفي قوات تابعة للجيش الحر ذلك. تتركز الأنظار في سوريا على منطقتي البادية والجنوب، حيث ينظر إليهما على أنهما الكلمتان الفيصل في أي تسوية منتظرة للأزمة التي بلغت عامها السابع. وهناك تنافس محموم بين الجيش السوري والميليشيات الإيرانية الداعمة له من جهة وفصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي من جهة أخرى للسيطرة على المنطقتين. ويرى مراقبون أن التطورات الميدانية على الجهة العراقية المقابلة والمتمثلة في نجاح قوات الحشد الشعبي في الوصول إلى الحدود السورية، هي في صلب التنافس الجاري داخل الأراضي السورية. وأورد بيان أصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن الجيش السوري سيطر على أكثر من خُمس مساحة منطقة البادية الاستراتيجية وسط البلاد وذلك بعد أن وصل وحلفاؤه إلى الحدود مع العراق في شرق البلاد، للمرة الأولى منذ 2015. وتمتد المنطقة الصحراوية التي تعرف باسم البادية على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية من الشرق إلى الجنوب الشرقي. بعد أن كانت المنطقة الصحراوية الوسطى والجنوبية في سوريا (البادية) نائية لا تحظى باهتمام الأطراف المحلية المتصارعة على مدى السنوات الست، أصبحت الآن ميدان أهم معركة ترسم خارطة النفوذ الإقليمي والدولي لمستقبل سوريا. وكان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على أجزاء كبيرة من البادية منذ عام 2015. ووصل الجيش السوري وحلفاؤه الجمعة إلى الحدود مع العراق في شرق سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ عامين. وبدأ الصراع على البادية بعد أن استقرّت الاشتباكات في منطقة غرب سوريا التي شهدت معارك دامية بين الأطراف السورية مدعومة بميليشيات مساندة لها. ولم تحتل استعادة البادية سلّم أولويات النظام قبل الأشهر القليلة الماضية. وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان لها السبت إن “الجيش العربي السوري وحلفاءه، سيطروا على مساحات واسعة في البادية السورية، بعد ظهر الجمعة وأنجزوا المرحلة الأولى من العمليات العسكرية في البادية السورية، وتمكّنوا من الوصول إلى الحدود مع العراق الشقيق شمال شرق التنف”. وأضافت القيادة العامة للجيش أن الوصول إلى الحدود العراقية “تحقق بعد السيطرة على عدد كبير من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق البادية بمساحة 20 ألف كيلومتر مربع، منذ بدء العمليات جنوب وشرق مدينة تدمر بعد القضاء على المئات من أفراد تنظيم داعش الإرهابي”.تحليلات تشير إلى أن واشنطن لن تفرط بسهولة في هذا الجانب السوري لعدة اعتبارات أهمها ضرب المشروع الإيراني وأيضا تثبيت النفوذ في سوريا الذي سيخول لها التأثير بشكل أكبر على صياغة مستقبل هذا البلد وأشارت القيادة إلى أن “هذا الإنجاز يشكّل تحوّلا استراتيجيا في الحرب على الإرهاب وقاعدة انطلاق لتوسيع العمليات العسكرية في البادية وعلى امتداد الحدود مع العراق الشقيق، ويضيق الخناق على ما تبقى من مجموعات داعش الإرهابية في المنطقة، ويقطع خطوط إمداد التنظيم على أكثر من اتجاه ويؤكد قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه وتصميمهم على دحر الإرهاب، وأنهم القوة الوحيدة الفاعلة في محاربته”. وجدّدت القيادة في بيانها “تحذيرها من مخاطر الاعتداءات المتكررة لما يسمى بالتحالف الدولي ومحاولاته لإعاقة تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في الحرب على الإرهاب”. وأقام التحالف الدولي منطقة أمنية بقطر 55 كلم حول التنف، يعتبر أي توغل فيها بمثابة تهديد. وشن التحالف خلال الأسابيع الماضية ثلاث غارات ضد مواقع لقوات موالية للنظام قرب التنف. ويقول الخبراء إن الولايات المتحدة لن تفرّط بسهولة في هذا الجانب السوري لعدة اعتبارات أهمها ضرب المشروع الإيراني وأيضا تثبيت النفوذ في سوريا الذي سيخوّل لها التأثير بشكل أكبر على صياغة مستقبل هذا البلد. ويرى فابريس بالونش، مدير الأبحاث في “جامعة ليون 2” في مقال له بـ”معهد واشنطن”، أن المنطقة الممتدة من التنف إلى سنجار في العراق أضحت بؤرة توتر كبيرة، حيث هناك عدة شركاء في الحرب يتنافسون عليها بالنيابة عن رعاتهم الإقليميين والدوليين. من جانبه، أكد الناطق باسم جيش مغاوير الثورة محمد الجراح أن الجيش السوري الحر لا يزال يسيطر بالكامل على منطقة الزكف والمناطق الحدودية مع العراق. ونفى الجراح، في تصريح صحافي أن “تكون قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران، وصلت إلى الحدود العراقية مع سوريا”، معتبرا أن الأخبار التي روّجها إعلام النظام بهذا الخصوص، تندرج ضمن الحرب الإعلامية التي تهدف إلى رفع معنويات مقاتليه، بسبب ضربات التحالف وبهدف تحقيق دعاية من قبل الروس، خاصة مع ظهور وزير الدفاع الروسي بالإعلان عن التقدم المزعوم. وحسب الناطق باسم جيش المغاوير، فإن الجيش السوري الحر فرض طوقا أمنيا حول معسكر الزكف في البادية السورية بعرض ثلاثة كيلومترات. ولفت الجراح إلى أن التحالف الدولي مستمر بتنفيذ عملياته التي تدعم جيش المغاوير في البادية السوية، وأضاف “لكن طيران التحالف يدعم عمليات الجيش الحر لحماية التنف”. وأعلن “جيش أسود الشرقية” التابع للجيش السوري الحر الجمعة، عن تمكّن عناصره من تحرير تل المسيطمة الواقع غرب منطقة بئر القصب بريف دمشق في البادية، بعد معارك مع قوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة له. وقال مسؤول المكتب الإعلامي في جيش أسود الشرقية، في بيان صحافي إن “الثوار تمكنوا من التقدم والسيطرة على التل بعد معارك عنيفة صباح الجمعة، سقط خلالها العديد من عناصر قوات النظام والميليشيات الإيرانية قتلى، بينهم ضابط برتبة عميد بالإضافة لأسر عدة عناصر ممن كانوا في تلك النقاط”. وسيطر معارضون تدعمهم واشنطن على التنف من تنظيم “الدولة”، في مارس العام الماضي. وتقول مصادر إنهم يهدفون إلى استخدامها كمنصة انطلاق للسيطرة على البوكمال، وهي بلدة على الحدود السورية مع العراق وتتبع لمحافظة دير الزور.

مشاركة :