ريو دي جانيرو ـ (د ب أ) البرازيليون ليسوا في قمة الاستعداد لكأس العالم قبل أسبوع واحد من انطلاق ضربة بداية البطولة، ولكن الاستعدادات النهائية جارية الآن، الأفواج الأولى من الفرق بدأت في الوصول، واللاعبون أمثال داني ألفيش يحثون الجماهير البرازيلية على نسيان المشاكل لبضعة أسابيع والوقوف بجوار منتخب السليساو. حمى كأس العالم لم تنتشر بعد في كل ربوع الدولة المنظمة، ولكن مع تسجيل المنتخب البرازيلي ضربة بداية المونديال بعد أسبوع واحد، وبدء وصول الفرق، فإن من المؤكد أن الأوضاع كلها ستتغير. وسجل نيمار مهاجم برشلونة الأسباني هدفا وصنع هدفين خلال المباراة الودية قبل الأخيرة لمنتخب البرازيل والتي فاز خلالها على بنما بأربعة أهداف نظيفة، والتي تأتي في ظل الاستعداد للمونديال. وبأي حال من الأحوال لن ترضى الجماهير البرازيلية عن منتخب بلادها إلا إذا توج الفريق بلقبه السادس في كأس العالم. ووفقا لاستطلاعات الرأي التي جرت مؤخرا، فإن 57% من البرازيليين ليسوا مستعدين بعد لكأس العالم التي تقام خلال الفترة من 12 يونيو وحتى 13 يوليو، بينما هناك 30% فقط يعيشون بالفعل أجواء المونديال. وأدت العديد من مشاهد البطولة وموجة الاحتجاجات التي اندلعت منذ كأس القارات في العام الماضي إزاء ارتفاع تكاليف استضافة كأس العالم وسط الصعوبات الاجتماعية التي تواجهها البلاد، إلى زيادة المخاوف حول قدرة البرازيل على استضافة المونديال. ولكن داني ألفيش مدافع برشلونة، دعا الشعب البرازيلي إلى نسيان المشاكل المحلية خلال الأسابيع الخمسة المقبلة، والتركيز على مسيرة السامبا في المونديال. وقال الفيش "أدرك أن الأمر صعب، ولكني أطلب من الجميع بلطف أن ننسى المشاكل وننظم حفلا كبيرا خلال كأس العالم، ثم سيكون بإمكاننا أن نعلن عن مطالبنا مرة أخرى". وأظهر لاعبو المنتخب البرازيلي والنجوم السابقون أمثال روماريو ورونالدو، تعاطفهم مع الاضطرابات الاجتماعية، ولكن فريق السامبا سيكون في حاجة إلــــــى مساندة جميع عشاقه في الدولة المهووسة بكرة القدم، إذا أراد الصعود إلى منصة التتويج يوم 13 يوليو المقبل. وأشار الفيش "العلاقة مع الجماهير مهمة، إذا نجحت هذه العلاقة فإن النتيجة تكون دائما إيجابية". وتحتفظ الحكومة البرازيلية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتفاؤلهما، حيث شددت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف مجددا على أن بلادها ستنظم "كوبا ديس كوباس" (كأس كل الكؤوس). واعترف جيروم فالكه السكرتير العام للفيفا بأنه تم إهدار وقت ثمين في عام 2007 عندما تم الإعلان عن فوز البرازيل بشرف استضافة كأس العالم 2014. وأوضح فالكه "أعتقد أنه كان خطأ من جانبنا جميعا لأن ضربة البداية بدأت متأخرة جدا". وأشارت صحيفة "استادو دي ساو باولو" إلى أن نحو نصف مشاريع كأس العالم لن تكون جاهزة مع ضربة بداية المونديال. ولم يتم حتى الأن تجربة ملعب ساو باولو الذي يتسع لـ68 ألف مشجع والذي يستضيف المباراة الافتتاحية لكأس العالم بين البرازيل وكرواتيا في 12 يونيو الجاري، بسبب التأخر في أعمال البناء. ومن بين المشاريع الذي لم ينته فيها العمل بعد، المطاران في مدينتي ماناوس وبيلو هوريزونتي. ولكن أعمال البناء في منطقة المشجعين الشهيرة بشاطئ كوبا كابانا في ريو دي جانيرو، تسير على قدم وساق، وبدأت العاملات في المقاهي في ارتداء قميص المنتخب البرازيلي خلال فترة العمل. وتحقيق اللقب السادس في كأس العالم، بعد 64 عاما من الهزيمة على ملعب ماراكانا أمام أوروجواي في المباراة الختامية لمونديال 1950، سوف يخلق حالة من البهجة لم يسبق وأن عاشتها بلاد السامبا من قبل.
مشاركة :