قال المستشار القانوني عدنان الصالح لـ"سبق": "غرَّد إعلامي قناة الجزيرة فيصل القاسم معلقًا على استبدال المنتجات السعودية من الألبان بمنتجات تركية بقوله (آآآآآ شو طيب)، ويقصد اللبن التركي، فتذكرت قصة عربية ومثلاً "في الصيف ضيعت اللبن"، فمن يضيع الفرص التي بين يديه؛ ليبحث عن مجد زائف أو بديل آخر؛ ليخرج من همه، ويستجدي طموحه، ثم أفاق على واقع مرير وعناء منقطع النظير ومستقبل مظلم رهين مرتزق، أو تحت وطأة انتهازيي الفرص والمتسلقين مكابرة، أضاعت معها قطر أخوتها وجيرانها، ومن يحتويها ويواسيها في السراء والضراء. لقد أبدلت الماضي الممتد جذوره لمئات السنين بين أهلك وإخوانك بغريب ينتظر غفلة منه. لِمَ أضعت اللبن يا قطر، وأضحيت مطمعًا للعدو؟ لِمَ أضعت اللبن يا قطر، وبدت ملامح الحزن على محياك؟ لِمَ أضعت اللبن يا قطر وأبدلتِه بحيرة وندم؟ لِمَ أضعت اللبن يا قطر وقد كان يساق إليك بطيب نفس منا؟ لِمَ أضعت اللبن يا قطر وجعلتِ شذاذ الآفاق يتولون ملء إنائك بمنة؟ لِمَ أضعت اللبن يا قطر، وضيعت معه مكتسباتك وطموحك؟ لِمَ أضعت اللبن يا قطر وأبدلتِه بلبن ممزوج بغدر ومكابرة؟ لِمَ أضعت اللبن يا قطر وسلمتِ إناءك لمن يملؤه سمومًا وكراهية؟ قطر.. ما زال للوقت بقية، وما زلنا أهلك وناسك، بيننا رحم، ونحن أبناء عمومة، ويسعك ما يسعنا.. أبوابنا ما زالت مفتوحة، وقلوبنا منك مجروحة، فعودي لرشدك؛ فإن الوقت لا ينتظر، وعدوك لا يمل طرق بابك". وأضاف الصالح في ندائه لقطر: "الاعتذار عن الخطأ خير من التمادي والمكابرة بالباطل.. رسالة مشفق في يومنا الأبيض قبل أن لا نرى في مستقبلك الأسود".
مشاركة :