تزايدت حدة المخاوف بين الدول أعضاء منظمة أوبك من عدم جدوى قرار تمديد خفض اتفاق انتاج النفط 9 أشهر حتى مارس 2018، لاسيما بعد زيادة منصات الحفر الأمريكية إلى أعلى مستوى لها، فضلا عن رفع ليبيا ونيجيريا من انتاجهم خلال الأسابيع الأخيرة. وجاءت تصريحات السعودية وروسيا التي أكدت غلى عدم الحاجة إلى تعميق قرار خفض الانتاج لتعزز من مخاوف المستثمرين من عدم تحقيق توازن في أسواق النفط. بعد أسبوعين من التوصل إلى اتفاق بقيادة أوبك على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى مارس/ آذار 2018 يتساءل بعض مندوبي المنظمة إن كان الاتفاق سيكفي لتقليص تخمة الإمدادات ورفع الأسعار. فقد تراجعت الأسعار أكثر من 10% إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل منذ اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها في 25 مايو/ أيار على تمديد خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس آذار. كان الاتفاق الأصلي يغطي فقط النصف الأول من 2017. وحتى أزمة سياسية بين دول الخليج، مصدر معظم خام أوبك، لم تنجح في رفع الأسعار. بدلا من ذلك، تتركز الأنظار على نيجيريا وليبيا، عضوي أوبك المعفيين من تخفيضات الإنتاج لمساعدتهما على تجاوز سنوات القلاقل التي أضرت بانتاجهما. ويعلن كلا البلدين حالياً ارتفاع الإنتاج. يضاف ذلك إلى بواعث القلق بين البعض في أوبك حيال مدى فعالية اتفاق خفض الإنتاج الذي يتآكل أثره بالفعل من جراء زيادة الإنتاج الصخري الأمريكي. وأبلغ مندوب بأوبك أن اتفاقا لكبح الإنتاج «دون تجميد إنتاج ليبيا ونيجريا لا فائدة ترجى منه». ومن المتوقع أن تبلغ صادرات نيجيريا أعلى مستوى في 15 شهرا في يونيو حزيران عند حوالي 1.75 مليون برميل يوميا. وسجل الإنتاج الليبي أعلى مستوياته منذ أكتوبر تشرين الأول 2014 متجاوزا 800 ألف برميل يوميا. وخلال اجتماع مايو أيار، ناقشت أوبك تحديد سقف لإنتاج نيجيريا وليبيا لكنها قررت في نهاية الأمر ألا تفعل. وقال مندوبون لرويترز إن المنظمة درست أيضا زيادة مستوى خفض الإنتاج، وهي الفكرة التي قد تعود إليها في المستقبل. وقال مندوب ثان في أوبك إنه من غير الواضح إن كان مستوى التخفيضات القائم يكفي. وقال «من الصعب القول. نأمل في ذلك.. ينبغي أن ننتظر لشهر آخر لمعرفة كيف سيتطور الأمر. هناك الكثير من العوامل ذات الصلة». وقال مندوب ثالث إن العوامل الأساسية بسوق النفط تتحسن مما ينبئ بأن تراجع الأسعار الحالي ليس مدفوعاً بالعرض والطلب بل بالمضاربين. لكن مندوبين آخرين قالا إن تراجع أسعار النفط مؤقت وإن اتفاق خفض المعروض الحالي يكفي. وقال أحدهما عن تراجع الأسعار «لا يبعث على القلق - إنه أمر عادي» مضيفاً أنه يعتقد أن السوق ستتوازن في النصف الثاني من العام.وتعافت أسعار النفط من أقل من 30 دولاراً للبرميل في 2016 مدعومة بالاتفاق. لكن السعر يحوم دون 50 دولاراً للبرميل في الوقت الحالي أي نصف مستوى منتصف 2014 وأقل من مستوى الستين دولاراً الذي ترغب فيه السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم.تراجع المخزونقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ، إن تراجع المخزون النفطي سيتسارع في الأشهر الثلاثة أو الأربعة القادمة.وأضاف الفالح في حديث للصحفيين في أستانا ، إن السعودية ستزيد الصادرات إلى الولايات المتحدة في المدى الطويل.موضحاً أن السوق الأمريكية ستظل مهمة ، وستتواصل على المدى الطويل زيادة الصادرات إلى الولايات المتحدة التي تتلقى إمدادات جيدة في الوقت الحالي.وكان الفالح صرح ، أمس في أستانا ، أنه ما من شيء يستدعي إدخال تعديلات الآن على اتفاق منتجي النفط في العالم ، وأنه لا يتوقع أن تؤثر القضايا الدبلوماسية والسياسية مع قطر بأي شكل من الأشكال في اتفاق إنتاج النفط.وبدوره أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أنه لا توجد حاجة إلى إعادة النظر في اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي، موضحاً أنه من السابق لأوانه أخذ أي قرار.وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أعلن أمس أيضاً من أستانا أنه ما من شيء يستدعي إدخال تعديلات الآن على اتفاق منتجي النفط، واصفاً انخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة بأنه رد فعل مبالغ فيه للسوق لأخطاء إحصائية.موضحاً أن الوقت سيصحح الخطأ الإحصائي، وأن اتفاقات الشهر الماضي لتمديد خفض الإنتاج العالمي ستجني ثمارها خلال أسابيع وأشهر ، وأن التوجه العام للسوق هو إعادة توازن. (رويترز)
مشاركة :