تقهقر الجماعات الإرهابية في ليبيا وانحسار نفوذها، يثير مخاوف السلطات التونسية من إمكانية تسلل الجهاديين إلى البلاد.العرب [نُشر في 2017/06/12، العدد: 10661، ص(4)]تشديد الاجراءات الأمنبة تونس - تتخوف تونس من تنفيذ هجمات إرهابية خلال شهر رمضان مشابهة لتلك التي حصلت خلال السنوات الماضية. وقالت تقارير إعلامية تونسية إنه تم رفع أقصى درجات اليقظة تحسبا لشن عمليات إرهابية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان التي تعتبرها الجماعات الإرهابية “عشر الجهاد”. وكثفت قوات الأمن التونسي مؤخرا من عملياتها الاستباقية التي تستهدف خلايا نائمة في المناطق القريبة من العاصمة أو الجهات الداخلية. وقالت وزارة الداخلية التونسية السبت إن أجهزتها الأمنية تمكنت من تفكيك خلية “إرهابية” موالية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هي الثانية من نوعها في غضون ثلاثة أيام. وتشن قوات الأمن حملات واسعة ضد المتطرفين الإسلاميين الموالين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتنظيم الدولة الإسلامية منذ هجومين كبيرين في 2015 استهدفا فندقا في سوسة ومتحفا في باردو وقتل خلالهما العشرات من السياح الأجانب. ويثير تقهقر الجماعات الإرهابية في ليبيا وانحسار نفوذها بسبب الضربات المؤلمة التي تلقتها من قبل قوات الجيش الوطني، مخاوف السلطات في تونس من إمكانية أن يتسلل الجهاديون إليها عن طريق الحدود. وكان “أبوالحسن المهاجر” الناطق الرسمي باسم تنظيم داعش دعا الأسبوع الماضي في تسجيل مصور من أسماهم بـ”أحفاد عقبة الموحدين المرابطين بسواحل ليبيا” إلى تنفيذ عمليات إرهابية خارج ليبيا. وتحسبا لتسلل الجهاديين عبر الحدود الطويلة مع ليبيا عززت تونس حماية حدودها. وشيد الجيش التونسي ساترا ترابيا يزيد طوله على 200 كيلومترا وخندقا على طول جزء من الحدود. وتقوم القوات البريطانية والألمانية بتدريب القوات التونسية في حماية الحدود ومراقبتها إلكترونيا. ويقول مسؤولون أمنيون ودبلوماسيون إن القوات التونسية بدأت تحقق تقدما واضحا في مكافحة المتطرفين الإسلاميين بعد هجمات العام الماضي. لكن مراقبين يؤكدون أن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يتم إلا بمخطط شامل يبدأ بالترفيع في معدلات التنمية وتوفير فرص التشغيل.
مشاركة :