واشنطن أ ف ب عاد معتقل غوانتانامو الأسبوع الماضي إلى قلب الأحداث بعد الافراج عن 5 من قياديي حركة طالبان في صفقة تبادل مع جندي أمريكي أُسِرَ 5 سنوات في أفغانستان. التاريخ افتُتِحَ المعتقل في يناير 2002 في قاعدة عسكرية أمريكية ساحلية في جنوب كوبا في إطار عقد إيجار يعود إلى العام 1903. بدأ العمل فيه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ليضم المعتقلين المصنفين بأنهم «مقاتلون أعداء». سرعان ما تحول المعتقل إلى رمز لما يطلق عليه «الحرب على الإرهاب» بمعتقليه بالبزَّات البرتقالية اللون وأيديهم المكبلة. طالما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإغلاق المعتقل، لكن الكونغرس كان دائماً يعرقل محاولاته بسبب رفضه نقل أي سجين من غوانتانامو إلى الأراضي الأمريكية. المعتقلون يوجد في غوانتانامو حاليا 149 سجيناً من أصل 779 ضمتهم جدران المعتقل الشهير خلال السنوات الماضية. من بين الـ 149 تمت الموافقة على إطلاق سراح 78 من دون أي اتهامات لعدم تشكيلهم «أي تهديد أمني أساسي على الولايات المتحدة»، ويشمل هؤلاء 58 يمنياً و5 تونسيين و4 أفغان و4 سوريين. أما المجموعة الثانية المؤلفة من 71 معتقلاً فتضم 10 متهمين يواجهون محاكم تديرها لجنة عسكرية أمريكية خاصة، وأحيل 23 منهم للنيابة العامة، فيما الـ 38 معتقلا الآخرين من المؤهلين لإعادة النظر في قضاياهم، وهذه هي مجموعة القياديين الـ5 المفرج عنهم. الاتهامات أدين 8 من المعتقلين منذ إنشاء اللجان العسكرية الخاصة في 2006، اعترف 6 بالتهم الموجهة إليهم، وألغت السطات الفدرالية إدانات اثنين، فيما رفعت دعويان للاستئناف في قضيتين أخريين. لم يمثل أمام محكمة فدرالية سوى أحمد الجيلاني من تنزانيا والمحكوم بالسجن مدى الحياة لدوره في الهجمات التي استهدفت السفارات الأمريكية في إفريقيا في 1998. إلى أين ذهبوا؟ يضم غوانتانامو معتقلين من 19 دولة، وصُنِّفَ سجين واحد فقط على أنه دون جنسية. بالإجمال يضم غوانتانامو 87 يمنياً و12 افغانياً و11 سعودياً بالاضافة الى آخرين من مصر وباكستان وروسيا. تعثرت الجهود الأمريكية للافراج عن المعتقلين غير المتهمين فيما بحثت واشنطن في إرسالهم إلى دولهم. أُرسِلَ عديد منهم بالفعل إلى بلادهم، كما استقبلت دول أخرى معتقلين من غوانتانامو، من بينها ألبانيا والجزائر وبالاو وبرمودا. التكاليف يقول مسؤولون أمريكيون إن كلفة السجين الواحد في غوانتانامو تصل سنوياً إلى ما بين 2.7 و2.8 مليون دولار مقارنة مع 78 ألف دولار فقط سنوياً في السجون داخل الولايات المتحدة. العودة إلى القتال لم تتخل الولايات المتحدة عن مراقبة المفرج عنهم، ووفق بعض التقديرات فإن حوالي 30% منهم يعودون إلى المجموعات المسلحة الهادفة إلى شن هجمات ضد أهداف غربية، لكن مسؤولاً أمريكياً قال إن هذه التقديرات تشمل الحالات المؤكدة وتلك المشتبه بها. أشار ذات المسؤول إلى أن المؤكد هو عودة 16% من المعتقلين المفرج عنهم إلى أرض المعارك، فيما الشك يدور حول 12% منهم. أشهر المعتقلين من بين المعتقلين في غوانتانامو حتى اليوم خالد الشيخ محمد، الذي اعترف بأنه خطط لهجمات 11 سبتمبر 2001، بالإضافة إلى أربعة آخرين يشتبه بتورطهم في تلك الهجمات، يضاف إليهم السعودي عبد الرحيم الناشري المتهم بشن هجمات تستهدف المصالح الأمريكية في اليمن. يواجه هؤلاء الستة الإعدام في حال إدانتهم.
مشاركة :