رفض السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الرد على طلب إعادة التصويت على مونديال 2022 في ظل اتهامات الرشوة الموجهة إلى قطر في ما يخص ملف استضافتها العرس الكروي العالمي، مؤكدا أنه لن يتخذ أي قرار بهذا الموضوع حتى ينتهي التحقيق في هذه القضية. وينتظر أن ينتهي التحقيق في الجدل الذي أثير حول استضافة مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر في التاسع من الشهر الحالي وذلك بحسب ما قاله منذ أيام معدودة ميكايل جارسيا رئيس غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي ونائبه كورنيل بوربلي "نتوقع إنهاء مرحلة تحقيقنا قبل التاسع من الشهر الحالي وعرض تقرير على غرفة التحكيم (التابعة لـ فيفا) بعد نحو ستة أسابيع بعد ذلك" أي بعد المباراة النهائية لمونديال البرازيل المقررة في 13 تموز (يوليو) المقبل. وأوضح جارسيا - المدعى العام الأمريكي سابقا، أن عرض التقرير يأتي بعد أشهر من الحوارات مع الشهود والبحث عن الدليل. وجاء إعلان جارسيا ونائبه بعد الاتهامات الجديدة التي وجهتها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية التي تؤكد أنها تتوافر على الملايين من رسائل البريد الإلكتروني ووثائق آخرى متعلقة بدفعات مزعومة من القطري محمد بن همام الذي كان وقتها عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي (فيفا) قبل أن يتم إيقافه مدى الحياة 2012، وذلك لدعم ملف الترشيح القطري لمونديال 2022. وختم جارسيا قائلا "هذا التقرير سيتضمن جميع الأدلة المرتبطة بعملية منح الاستضافة بما فيها الأدلة التي تم جمعها في التحقيقات السابقة". وحصلت روسيا على حق استضافة مونديال 2018، بعد منافسة مع إنجلترا وترشيحين مشتركين لكل من إسبانيا والبرتغال، وهولندا وبلجيكا أما قطر، فحصلت على استضافة مونديال 2022 بعد منافسة مع الولايات المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. وبدوره رفض بلاتر من ساو باولو وعشية انعقاد اللجنة العمومية لـ "فيفا" على هامش نهائيات مونديال البرازيل 2014 التعليق مباشرة على الاتهامات، مذكرا وسائل الإعلام أن "فيفا" قد طمأن قطر خلال العام الجاري أن نهائيات 2022 ستقام على أرضها. وأضاف: "كل ما أريد إضافته هو أنه خلال العام الجاري في آذار (مارس)، أكدت اللجنة التنفيذية لـ "فيفا" أن استضافة قطر كأس العالم 2022 ليست موضع شك"، وذلك في ظل تشكيك الداعمين لملف قطر بنوايا وسائل الإعلام البريطانية ومن بينهم أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي اعتبر "أن ما يروج بشأن مونديال قطر 2022 بين الحين والآخر من طرف الصحف الإنجليزية ما هو إلا تصرفات عنصرية تجاه قطر والعرب، وتكشف حقد تلك الأطراف الذي ليس له مبرر". وقال "سنتصدى لكل الخطوات العنصرية وسنقف مع قطر ولن يسحب ملف تنظيم كأس العالم 2022 من الدوحة". ويبدو أن النوايا الإنجليزية لم تعد مبيتة كثيرا إذ ألمح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس الماضي إلى أن بلاده مستعدة لاستضافة مونديال 2022 في حال فقدته قطر. وقال كاميرون ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي في أعقاب قمة مجموعة السبع في بروكسل "يجب أن نترك التحقيق يأخذ مجراه، لكن إنجلترا هي بلد كرة القدم كما أنها بلد المنشأ للعديد من الرياضات مثل كرة المضرب والركبي والجولف والتزلج وكرة الطاولة والكريكت". من جهة أخرى، لم يكن الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي راضيا على الإطلاق عن ادعاءات "دايلي تيلغراف" التي تحدثت عن اجتماع سري بينه وبين ابن همام قبل شهر من تصويت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي الذي أجري في 2 كانون الأول (ديسمبر) 2010 في زيوريخ. وبعدها بأيام قليلة ولكن دائما قبل التصويت، دعي بلاتيني إلى حفل عشاء في قصر الإليزيه من طرف الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي بحضور أمير قطر ورئيس وزرائه. وقال بلاتيني بأنها "شائعات لا أساس لها هادفة إلى تشويه صورته من قبل صحيفة "دايلي تيليغراف" التي اعتبرت أن ابن همام حاول التأثير فيه للتصويت مع ملف قطر. وأضاف بلاتيني "لا أستغرب من بث شائعات لا أساس لها تهدف إلى تشويه صورتي في لحظة مهمة لمستقبل كرة القدم. لم يعد يفاجئني شيء!". وتابع "أجد من المدهش أن تتحول محادثة مع زميل في اللجنة التنفيذية لـ "فيفا" في تلك الحقبة (أوقف بن همام مدى الحياة) إلى مؤامرة. بالطبع التقيت بالسيد ابن همام لعدة مرات في عام 2010، بما أننا كنا سويا في اللجنة التنفيذية في "فيفا" منذ عام 2002". وتقدم ابن همام بترشيحه قبل أن يسحبه بعد اتهامه بشراء أصوات خلال اجتماع لاتحاد "الكونكاكاف" في أيار (مايو) 2011 في ترينيداد وتوباجو من خلال غلافات مالية بقيمة 40 ألف دولار (29 ألف يورو وقتها) وتم ايقاف ابن همام بعدها مدى الحياة بسبب الرشوة.
مشاركة :