لقد كرم الشيخ محمد بن راشد، المعلمة الكندية ماغي ماكدونيل، كأفضل معلمة في العالم بسبب العناية الفائقة لهذه المعلمة بطلابها الذين يدرسون في مدرسة تقع في قرية نائية شديدة البرودة (- 20) لا توجد طرق للوصول إليها إلا بالجو. ولأن أحد طلابها انتحر بسبب قسوة الحياة وعدم قدرته على الوصول إلى المدرسة، ظل مقعده شاغراً في المدرسة، ومصدراً دائماً لألم المعلمة التي تنظر كل يوم إلى مقعده الشاغر، وتتذكر أنه كان ضحية قسوة الحياة.لقد ساهمت هذه المعلمة الكندية في تحسين الصحة وفرص الحياة بين الأطفال في هذه القرية النائية. والشيء نفسه حدث للمعلمة الفلسطينية حنان الحروب، التي كرمتها مؤسسة فاركي فاونديشن البريطانية في عام 2016 كأفضل معلمة من بين 8 آلاف معلم ومعلمة من مختلف الدول.لقد كانت الجائزة لكل من المعلمتين، الكندية والفلسطينية، مليون دولار نظير رعاية الكندية لطلابها واهتمامها الشديد بهم في الظروف القاسية، المناخية والجغرافية والصحية. وكذلك اهتمام المعلمة الفلسطينية بالأطفال الذين كانوا يدرسون في محافظة رام الله والبيرة، ويعانون من الصدمات النفسية ومآسي الاحتلال ويشاهدون القتل والاعتداءات اليومية داخل القرى والمجتمعات والحواجز. لقد كان هدف هذه المعلمة الفلسطينية غرس قيم الأمل والطموح والجد في نفوس طلابها.هذان النموذجان من التعليم يفترقان عن الحالة العامة لأي نظام تعليمي يوجد في بيئة طبيعية، لكنه يعاني التردي والخلل أن التكريم والاهتمام بالمعلم كمفهوم تربوي إنساني مهما كان مختلفاً في أساليبه يظل الهدف منه من موجبات المسؤولية التربوية في أي مجتمع يقدّر العلم والتعليم، ويجده الأساس للحياة الكريمة، وتحسين معيشة البشر.إن عناية الأمم المتقدمة بالمعلمين تظهر جلياً باحترامها لرسالتهم السامية، وتلبيتها لاحتياجاتهم المختلفة على عكس الأمم المتخلفة التي لا تهتم بالمعلم، ولا تقدّم له ما يعينه على أداء مهنته الإنسانية. وعادةً توجه الانتقادات للنظام التعليمي بسبب التقصير في حقوق المعلم. ولقد وجد أن الكثير من المعلمين لا يبذلون الجهد الكافي لتحسين أدائهم والتزامهم بموجبات العملية التعليمية ما يعكس اختلالات مثل الدروس الخصوصية، وضعف الأداء، واعتداءات على الطلبة بالضرب أو باستخدام الألفاظ المشينة وغيرها... ومع ذلك هناك نماذج من المعلمين المتميزين الذين يستحقون التكريم والجوائز تقديراً لجهودهم ومساهماتهم.ولأن التكريم السنوي لأفضل معلم أو معلمة في مدارس التعليم العام سمة راقية تتطلب أن يكون على مستوى الدولة، وأن تساهم مؤسساتها المختلفة مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والمؤسسات الداعمة للثقافة والفنون والآداب، والقطاعات الخاصة، وجمعية المعلمين في التكريم المالي والأدبي، فإن التكريم حافز أيضاً على المزيد من العطاء، والتنافس على الريادة في مجال مهنة التعليم، ولا تتوقف تأثيراته فقط على تحسين مستوى التعليم، وإنما تعكس أيضاً تقدير الدولة لأهمية التعليم في حياة المجتمع.yaqub44@hotmail.com
مشاركة :