قاهر العشوائيات .. ورجل المهام الصعبة

  • 6/13/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

عندما اقتنى منزلاً بجوار الحرم، أدرك صعوبة العيش في ظل نسيج عمراني مُشوّه وغير متناسق كما لاحظ معاناة الحجاج والزوار في سكن عشوائي غير مريح ،وهو أمر لا يليق بمجاورة هذه الأحياء العشوائية للحرم المكي الشريف، فكانت البداية شركة مكة للإنشاء والتعمير والتي أصبحت فيما بعد شركة مساهمة عامة، تلاها مشروع جبل عمر العملاق والذي أصبح أيضاً شركة مساهمة ظهرت باكورة ثمار التأسيس قبل ثلاثة أعوام في الأبراج المطلة والفنادق والأسواق ثم تلتها مجموعة فنادق أخرى تمّ تدشينها في العام الماضي شملت ماريوت وهيلتون المؤتمرات وغيره، وللمرة الأولى تطأ قدمي داخل مشروع جبل عمر بعد انتهاء المرحلة الأولى والأهم فيه، ضمن احتفالية أقيمت في هيلتون المؤتمرات لتكريم مؤسس جبل عمر «عبدالرحمن عبدالقادر فقيه» وأعضاء مجلس الإدارة في نهاية الأسبوع الأول من رمضان بتشريف وحضور صاحب السمّو الملكي الأمير خالد الفيصل وسمو نائبه ونخبة من رجال المجتمع وفي ذلك الحفل تم الإعلان عن تسمية القاعة الكبرى للمؤتمرات باسم عبدالرحمن فقيه تقديراً وعرفاناً للجهود الاستثنائية التي بذلها في التأسيس والتشييد والتجهيز وحتى التأثيث واختيار الشركات المشغلة، هذه التسمية برؤيتها تأتي تتويجاً لصبر ومعاناة هذا الرجل والتضحية بالجهد والمال والوقت في سبيل تحقيق نفع عام يليق بقداسة هذا البلد الأمين وهو دوماً يثمن دور أولياء الأمور ودعمهم الكبير لهذه المشاريع العملاقة وتوفير الأمن والسلامة لزوار وقاصدي البيت الحرام. لقد كان بِوُدّي الإشادة بمركز فقيه للأبحاث والتطوير الذي حصل على براءة اختراع أجهزة استخلاص الماء العذب من الهواء، وبالدراسات المتعددة التي أجراها المركز لإدارة الأوقاف على أسس اقتصادية ودراسة لإنشاء معرض دائم لصناعات الدول الإسلامية وغير ذلك من الدراسات والتي توجّت العام الماضي بإنشاء مسارات المشاة المتحركة في المشاعر المقدسة ،كما كان بِوُدّي الحديث عن الدراسات التي أجريت على الطريق الموازي التي كلفت ما يقرب من عشرين مليون ريال وقد تم البدء بفضل من الله في التنفيذ وهو ما يعرف الآن بمسماه الجديد طريق الملك عبدالعزيز وتنفذه شركة أم القرى.لعلي أستعير بعض المقتطفات من تقديم الشيخ صالح عبدالله كامل لكتاب الشيخ فقيه «لمحات من حياتي» والتي يشير فيها إلى رحلة العمر التي منحه الله فيها متسعاً من الزمان ليرتوي وينهل من قدسية المكان وكيف أن عطاء هذا الرجل غزير لمكة والمشاعر بل للوطن كله وجعل من أم القرى عشقه المكين، ويستطرد الشيخ صالح كامل ويحدثنا عن تجارب الشيخ فقيه العلمية والعملية والتي اعتبرها الجامعة التي تخرج منها ويقول (إن المتصفح للكتاب بشيء من التركيز والتمعّن سيكتشف لا محالة ذلك العمق الإيماني والتوجه الإنساني اللذين أثريا مشواره العملي وجعلا منه رائداً من رواد الأمل والعمل) .إن رجل المهام الصعبة أو قاهر العشوائيات (كما يحلو للبعض تسميته) له مبادرات عديدة تتجاوز شركة مكة للإنشاء والتعمير وشركة جبل عمر منها مشاريع فقيه السياحية ومن أهمها مشروع موفينبيك النورس والشراع والسقالة والشلال وعالم البحار وغيرها فلا غرو أن يحصد الشيخ فقيه العديد من الأوسمة والجوائز منها جائزة مكة للتميز ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وهناك العديد من المبادرات التي يتعذر حصرها في هذا الحيّز الضيق. لقد قدم الكثير فكان لا بد وأن ينال التقدير من المجتمع والمثوبة بإذن الله من العلي القدير.

مشاركة :