يواجه القطاع السياحي القطري أسوأ أزمة في تاريخه على الإطلاق بسبب المقاطعة الشاملة التي فرضتها ثلاث دول خليجية ومصر على دولة قطر، حيث أكدت بيانات حديثة أن نحو نصف السياح الذين يقصدون الدوحة أو ربما أكثر يأتون من دول الخليج. وبحسب إحصائية لوزارة التخطيط التنموي والإحصاء في قطر، فإن نصف السياح الذين يقصدون الدوحة يأتون من دول الخليج، أما السعوديون فيشكلون ثلث العدد الإجمالي للسياح الذين زاروا الدوحة العام الماضي، وهو ما يعني أن القطاع السياحي القطري قد يفقد نصف زبائنه العام الحالي في أفضل الأحوال، فضلاً عن أن الحظر الجوي والأزمة السياسية قد يؤديان إلى تراجع في أعداد السياح الذين يأتون من الدول غير المقاطعة أيضاً. وتوضح البيانات أن 2.91 مليون سائح زاروا دولة قطر خلال العام الماضي 2016، من بينهم 1.4 مليون سائح خليجي، أي نحو النصف، وسجل الزوار الخليجيون ارتفاعاً بنسبة 8.5% عما كان عليه الحال في العام 2015. وخلال الشهور التسعة من العام الماضي زار قطر 740 ألف سعودي، أما خلال العام بأكمله فتجاوز عدد السعوديين الذين زاروها الـ900 ألف، وهو ما يكشف أهمية الحركة السياحية التي تأتي من السعودية وتقصد مدينة الدوحة في مختلف أوقات السنة. ويشكل الزوار القادمون من القارة الأوروبية ما نسبته 14.4% فقط من إجمالي الزوار الذين يقصدون الدوحة، وذلك على الرغم من أن الخطوط القطرية ذات نشاط مرتفع إلى دول أوروبا. واستناداً لهذه البيانات فإن استمرار المقاطعة الخليجية لدولة قطر بما في ذلك استمرار إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي وانعدام المواصلات البرية والجوية المباشرة بين الدوحة والمدن الخليجية الرئيسية سوف يعني أن القطاع السياحي القطري يواجه انهياراً كاملاً الشهور المقبلة. إلى ذلك حولت الخطوط الجوية القطرية الدوحة إلى محطة نقل عالمية في بضع سنوات فقط لكن منعها من دخول المجالات الجوية لجيرانها على خلفية الأزمة الدبلوماسية الراهنة، بات يهدد موقعها كناقل رئيسي على مستوى العالم وفقاً لخبراء حيث ستتراجع عائداتها وأرباحها بشكل كبير. وإلى جانب منافستيها الإماراتيين « الإمارات والاتحاد »، نجحت الخطوط القطرية في اجتذاب قسم كبير من مسافري مرافق العبور (الترانزيت) معتمدة على الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج بين الغرب والشرق. لكن قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر قبل أسبوع، واتخاذ إجراءات عقابية بحقها طالت قطاع الطيران، يهدد بفقدان الخطوط القطرية لجزء من حصتها في الترانزيت، ولو مؤقتاً. وشملت الإجراءات وقف الرحلات من وإلى الدوحة الأمر الذي ترتب عليه إلغاء عشرات الرحلات اليومية للخطوط الجوية القطرية، وإغلاق المجال الجوي للدول الثلاث أمام الناقل القطري الذي بات عليه أن يجتاز طرقاً أطول متجنباً السعودية والبحرين والإمارات. وقال الخبير في شؤون الطيران في «ايرانسايت» الأميركية اديسون شونلاند إن الإجراءات المتخذة ضد «القطرية»ستطيل أوقات الرحلات وبالتالي ستزيد الكلفة وكلما يضيق المجال الجوي، كلما تكبر المشكلة«. وأضاف»عملياً يضع هذا الأمر قيوداً على عمل شركة الطيران التي بدأت بالتأكيد تلمس انخفاضاً حاداً في أرباحها«. - رحلات أطول - أضيفت مثلاً ساعتان إلى رحلة الخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى مدينة ساو باولو في البرازيل. وبالنسبة للرحلات إلى شمال أفريقيا، فإن الخطوط القطرية اصبحت مجبرة على استخدام المجال الجوي الايراني ثم التركي بدل المرور مباشرة فوق السعودية ومصر. الا أن الرحلات الى اوروبا تبدو الى حد بعيد في منأى عن دائرة التأثر بالإجراءات الخليجية اذ ان الخطوط القطرية تواصل استخدام المجال الجوي الايراني.
مشاركة :