من المستطاع اعتبار الأجزاء الثلاثة المجمّعة بين ص23 وص 190 من كتاب «دليل قصير...»، قسماً مترابطاً تتمدّد عبره الـ65 نصيحة ذهبية التي يرى أغوس أنها مفتاح عملي للحفاظ على الصحة واستدامتها ووقايتها من الأمراض، بل حفظها عبر الشيخوخة وحتى آخِر العمر. وقبل عرض بعض تلك النصائح، يجب القول إن المدرسة التي يصرّح أغوس بأنه ينتمي إليها فكريّاً، تشدّد على أن يتحمّل الإنسان بنفسه مسؤولية صحتّه، إلى أبعد مدى. هل يستطيع كل شخص أن يتحمّل هذه المسؤولية بالمعنى الواسع لكلمة مسؤولية، حتى لو انخرط في نشاط الوقاية واكتساب المعرفة الطبية؟. على رغم أن أغوس لا يصرح بأن تولي الفرد مسؤولية صحته يأتي في سياق نقاش أميركي (بل عالمي أيضاً) عن انسحاب الدولة من دور رعاية صحة الناس، إلا أن هذا النقاش حاضر بوضوح في الكتاب، إذ يتحدث أغوس عن ضرورة تغيير النقاش في معرفة كيفية الدفع مقابل الرعاية الصحية، إلى تقليص حاجتنا إليها (ص 16). ومن دون مواربة، يعترف بأن «جزءاً من الدافع الذي حثّني على كتابة هذا الكتاب هو جعلك أنت (بوصفك) مستهلك الرعاية الصحيّة، عاملاً للتغيير (بهدف) تخفيض الطلب الإجمالي على الرعاية الصحية. وعندما نبدأ بعيش حياة صحية قوية، سنقلل من حاجتنا للرعاية الصحيّة، ما سيؤدي إلى تقليص الطلب وتخفيض التكاليف» (ص 17). علوم وتكنولوجيا
مشاركة :