البادية الممتدة من وسط سوريا إلى الحدود العراقية تشكل أهمية استراتيجية بالنسبة إلى طهران حيث يتم عبرها إمداد القوات التابعة لها في سوريا بالأسلحة.العرب [نُشر في 2017/06/13، العدد: 10662، ص(2)]أينما حل حل الخراب دمشق - تضع إيران ثقلها في معركة البادية السورية، حيث أرسلت قائد فليق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني للإشراف على العملية هناك، وفق ما أكدته وكالة “تسنيم” الإيرانية. وتشكل البادية الممتدة من وسط سوريا إلى الحدود العراقية أهمية استراتيجية بالنسبة إلى طهران حيث يتم عبرها إمداد القوات التابعة لها في سوريا بالأسلحة، والمزيد من العناصر في حال اقتضت الضرورة. ويقول خبراء عسكريون واستراتيجيون إن البادية هي حجر الزاوية في مشروع الحزام الأمني الإيراني الذي يبدأ من العراق ويمر بسوريا ويصل إلى لبنان، وبالتالي السيطرة عليه مسألة ضرورية وفق الرؤية الإيرانية. وأعلنت الوكالة القريبة من الحرس الثوري، الإثنين، عن وصول لواء “فاطميون” الموالي لطهران في سوريا، بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى المنطقة. وقالت الوكالة إن الميليشيا التي أنشأها الحرس الثوري أطلقت عملياتها لدعم “الجيش السوري وقوى المقاومة بالتحرك إلى الحدود السورية العراقية”. وبحسب تقرير الوكالة “نجحت الميليشيا وحلفاؤها في المقاومة والجيش السوري منذ يومين في الوصول إلى الحدود العراقية السورية محطمين بذلك الخطوط الأميركية التي كانت تحاول فرضها عبر الغارات”. ونشرت الوكالة صورا ظهر فيها سليماني، المصنّف في القائمة السوداء الأميركية، وهو يصلي مع العناصر الأفغانية. ويتساءل مراقبون كيف أمكن للأميركيين الذين يتواجدون بكثافة في هذا الجانب التغاضي عن هذا التقدم؟. ويرى معارضون سوريون أن هذا مؤشر سلبي لجهة أنه لو تأكد وصول سليماني وميليشياته إلى الحدود السورية العراقية، فهذا معناه أنه تم غض الطرف عنه. وأعلنت روسيا مؤخرا أنها حصلت على تعهّد من واشنطن بعدم تكرار استهداف القوات السورية والعناصر الموالية لها. ويحتضن الأردن هذه الفترة مباحثات بين مسؤولين أميركان وروس لإيجاد صيغة لتطبيق اتفاق مناطق تخفيف التوتر، وتخشى المعارضة من حصول توافق على حسابها. وبالتوازي مع الأحداث اللافتة في البادية صعّد الجيش السوري والميليشيات الإيرانية من هجماتهما على المعارضة في مدينة درعا الجنوبية في مقدمة محتملة لهجوم واسع النطاق لانتزاع السيطرة على المدينة بالكامل. وقصفت الغارات المكثفة بشكل أساسي المنطقة الجنوبية من درعا التي تحتل مكانا استراتيجيا على الحدود مع الأردن. ويجري الدفع بالمزيد من التعزيزات من الجيش وحلفائه في حزب الله المدعوم من إيران والميليشيات العراقية إلى المدينة من عدة مواقع قرب العاصمة دمشق. وقال الرائد عصام الريس، المتحدث باسم الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر الذي يدعمه التحالف الدولي، إن “النظام” نقل طوابير طويلة من القوات من الفرقة المدرّعة الخاصة الرابعة وقوات من حزب الله أيضا. والهدف الاستراتيجي للحكومة هو فتح طريق مباشر من دمشق إلى الحدود الأردنية.
مشاركة :