"البوكليت" يقضي على سنوات الغش والتسريب في الثانوية العامة في مصر بقلم: أحمد حافظ

  • 6/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

وزارة التربية والتعليم “إنجازًا علميّا” لم تصل إليه بعض الدول التي تحدث فيها تسريبات للامتحانات. ويقوم النظام الجديد على دمج ورقتي الأسئلة والإجابة في كراسة واحدة، مع تحديد مكان للإجابة لا يجب الخروج عنه، على أن يكون كل سؤال مرفقا في الأسفل بمكان مخصص للإجابة، مع إجبار الطالب على حل كل الأسئلة التي تتراوح بين 50 و60 سؤالا، موزعة على 30 ورقة. الغش مهمة صعبةالضغوط الشديدة التي كانت تقع على الحكومة كل عام بسبب امتحانات الثانوية العامة انتهت تقريبًا، وحتى إن نجح أحد الطلاب في تصوير عدّة أسئلة ونشرها على صفحات التواصل، فلن يستفيد منها أي طالب أصبح من الصعب للغاية على أي طالب أن يقوم بتصوير هذا العدد من الصفحات وتسريبها مثلما كان يحصل خلال السنوات الماضية، وإن كانت طالبة واحدة قامت في امتحان اللغة العربية، بتصوير ورقتين من “البوكليت” وتبين أن التسريب اشتمل على سؤال “النحو” فقط لاستحالة تصوير كل الأوراق. تضاف إلى ذلك العقوبات المشددة التي أقرها مجلس النواب مؤخرا، ويتوقع تطبيقها على هذه الطالبة، حيث تقرر إلغاء جميع امتحاناتها، خلال العام الحالي والمقبل أيضا، مع إحالتها إلى جهات التحقيق، ومن ثم إلى النيابة العامة، لأنها أصبحت متهمة بنشر الأسئلة بما يخل بنظام الامتحانات. وتم ضبط 4 هواتف محمولة فقط، بعكس كل السنوات الماضية، مع الـ592 ألف طالب عدد طلاب الثانوية العامة، وكانوا يحاولون استخدامها في الغش الإلكتروني وفشلوا في ذلك، وكان يتم ضبط أكثر من 300 طالب بشكل يومي وبحوزتهم هواتف وأجهزة اتصال حديثة خلال الأعوام الأخيرة، لصعوبة السيطرة على نشر الأسئلة والإجابات على صفحات الغش. وتعرض مؤسسو هذه الصفحات لهجوم شرس من جانب الطلاب الذين اعتمدوا عليهم في تسريب الامتحان قبل موعده كما وعدوهم منذ أسابيع، وكان “شاومينغ” (مؤسس الصفحات التي كانت تنشر الامتحانات طوال السنوات الماضية) تعهد بأن تكون كل الامتحانات بحوزة الطلاب قبل موعدها بـ24 ساعة. في الحقيقة الثقة الممنوحة من طلاب الثانوية لصفحات الغش هذه السنة موروثة من العام الماضي، بعدما قامت بتسريب أسئلة 6 امتحانات ولم تفلح جميع الإجراءات الحكومية في التصدي لها سوى إعادة هذه الامتحانات مرة أخرى. وهو ما كانت تعول عليه صفحات الغش هذا العام، حتى تعرّض الطلاب إلى صدمة قوية، بعدما قام المدعو “شاومينغ” ليلة السبت (قبل امتحان اللغة العربية بيوم) بنشر امتحان لغة عربية زعم أنه الحقيقي، وتم تداوله على نطاق واسع واعتقد المئات من الطلاب أنه الفعلي، وصدموا بآخر في اللجان. انجازات بفضل البوكليت ويبني الكثير من المتابعين في مصر وجهة نظرهم التي تقر باستحالة تسريب امتحانات الثانوية مرة أخرى على أن المنظومة أسندت للمرة الأولى إلى جهات أمنية من لحظة استضافة واضعي الأسئلة مرورا بالطباعة وانتهاء بتسليمها إلى مقار اللجان. ويضيف هؤلاء أنه للمرة الأولى في تاريخ الثانوية العامة، لا يعرف واضعو الامتحانات أيّ أسئلة ستُطبع، لأن كل لجنة فنية مختصة بمادة بعينها تقوم بوضع 4 نماذج من الامتحانات مختلفة ويوضع كل نموذج في مظروف سري ويسلّم للجهات الأمنية السيادية لتسحب من المظاريف واحدا بشكل عشوائي وتتم طباعته للطلاب. ويبدأ دور وزارة التربية والتعليم من لحظة توزيع كراسات “البوكليت” على الطلاب داخل اللجان، وكل ما هو قبل هذه المرحلة ليست مختصة به، فهو من مشمولات الجهات الأمنية على عكس السنوات الماضية حيث كانت وزارة التعليم وحدها تدير منظومة الثانوية، ما يجعل من تسريب الأسئلة هذا العام شبه مستحيل. وقال محمد سعد، الخبير التربوي، لـ“العرب” إن ما يميز نظام “البوكليت” أن الطالب لا يصطحبه معه مثل ورقة الأسئلة إذا غادر اللجنة بعد نصف الوقت الأصلي للامتحان، ليقوم بتصويره ونشره على صفحات التواصل بحرية كاملة لأنه (الطالب) أصبح وقتها خارج اللجنة ولأن “البوكليت” يتضمن الأسئلة والإجابة معًا.أصبح من الصعب للغاية على أي طالب أن يقوم بتصوير هذا العدد من الصفحات وتسريبها مثلما كان يحصل خلال السنوات الماضية وأضاف أن فكرة دمج الأسئلة مع الإجابة ذكية للغاية، فلا تتيح للطالب المراجعة بعد الامتحان، فهو لا يحتفظ بالأسئلة ولن يتذكر 60 سؤالًا، وهنا لا يدّعي أحد أن هناك أجزاء من خارج المنهج وهو ما يثير الرأي العام ضد الحكومة، كما أنه حتى وإن نشرت بعض الأسئلة على صفحات التواصل فلا أحد يستطيع القطع بأنها تخص الامتحان الحقيقي، فيمكن للمسؤولين نفي ذلك تمامًا حتى إن كانت صحيحة. ويمكن القول بأن الضغوط الشديدة التي كانت تقع على الحكومة كل عام بسبب امتحانات الثانوية العامة انتهت تقريبًا، وحتى إن نجح أحد الطلاب في تصوير عدّة أسئلة ونشرها على صفحات التواصل، فلن يستفيد منها أي طالب. وتوجد داخل اللجنة الواحدة أربعة نماذج من الامتحان، متطابقة في الأسئلة لكنها مختلفة في ترتيبها، بمعنى أن السؤال الأول عند طالب قد يكون السؤال رقم 35 عند آخر، ولا وقت أمامه لتقليب كل صفحات “البوكليت” بحثا عن السؤال المنشور، فسيضيع من وقته الكثير وسيفشل في حل الأسئلة الباقية. بيزنس التسريبات قال رضا حجازي، رئيس امتحانات الثانوية العامة بوزارة التربية والتعليم لـ“العرب”، إن “البوكليت” أنهى أسطورة “شاومينغ” لأن هناك إرادة حقيقية في القضاء على الغش والتسريب بعد الأزمات التي حدثت خلال الأعوام الماضية، وتحويل التسريبات إلى معركة ضد النظام كله، لتحقيق أغراض سياسية. وأوضح أن “الجهات السيادية المسؤولية عن طباعة وتأمين الامتحانات لن تضحي بتاريخها، ما يجعل من تسريب أسئلة الامتحانات أمرا مستحيلا، فالطالب محاصر من كل اتجاه؛ من المراقبين الذين يخشون العقاب في حال التقصير في الرقابة، ومن الأسئلة الكثيرة في “البوكليت”، والوقت القصير لحلها، والعقوبات القاسية التي ستوقع عليه إذا اصطحب الهاتف حتى لو كان مغلقًا، فهذا يعدّ جريمة. غير أن كل هذه الإجراءات لم تمنع صفحات الغش من استغلال ثقة الطلاب في تاريخها وتحويل الأمر إلى “بيزنس”، وقيل إن التسريبات ستكون مقتصرة على غروبات “واتس آب”، وعلى كل طالب يريد الاشتراك فيها إرسال كارت شحن إلى أي شركة اتصالات بقيمة 27 دولارًا، ووقع المئات في الفخ أملًا في التسريب.

مشاركة :