أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز سلسلة مباحثات، أمس، مع الرئيس الروسي ورئيس الحكومة الباكستانية تناولت أزمة قطر، في وقت حذر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس من أن الأزمة أفرزت "وضعاً معقداً جداً" ولابد من تفاهم. في وقت التحقت الجامعة العربية بجهود حل "أزمة قطر" التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أزمة قطر في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال "الكرملين"، في بيان، إن بوتين دعا خادم الحرمين الشريفين الى حل الأزمة، لأن الخلاف "لا يساعد في توحيد الجهود الرامية لإيجاد تسوية سورية أو لمكافحة الإرهاب". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون أكدا أن حل الخلاف الخليجي يكون عبر المفاوضات، مبديين استعدادهما للمساهمة في تقريب وجهات النظر. نواز شريف وفي وقت سابق، أجرى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مباحثات مع العاهل السعودي في جدة تناولت آخر التطورات بالمنطقة. ويقوم شريف، الذي اختار الحياد مع تفجر الأزمة داخل البيت الخليجي، برفقة قائد الجيش الباكستاني ومستشاره للشؤون الخارجية سرتاج عزيز، بجولة في المنطقة استهلها بالسعودية لاحتواء الأزمة الخليجية التي قد تؤدي إلى أزمة اقتصادية لارتباط باكستان بمصالح تجارية كبرى مع السعودية والإمارات وقطر وبقية دول الخليج. مجلس الوزراء السعودي في موازاة ذلك، رحب مجلس الوزراء السعودي في جلسة له بمدينة جدة برئاسة الملك سلمان بإعلان ما سميت "قوائم إرهاب قطر" التي تصنف 59 فردا و12 مؤسسة من جنسيات مختلفة، كما أشاد بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي دعت قطر الى وقف تمويل الإرهاب. وأوضح المجلس، في بيان، أن "قطر تنتهج ما وصفها بالسياسة المزدوجة عبر إعلان محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى". وجاء الترحيب بعد ساعات من قرار الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، إيقاف استيراد أجهزة استقبال قنوات "باين سبورت" الرياضية القطرية. وفي واشنطن، أكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أن الوضع الناتج عن الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر، أفضى إلى "وضع معقد جداً ومجال يجب التوصل فيه إلى تفاهم". في المقابل، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن "معاقبة قطر عمل إيجابي"، وأن "معركة مكافحة تمويل الإرهاب ستنتهي بالنصر". في المقابل، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أن العقوبات المفروضة على قطر "غير إنسانية"، مضيفا أنه سيجري محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير قطر. وقال إردوغان في خطاب بثه التلفزيون إن العمل على عزل دولة في كل المجالات يمثل حكما بالإعدام، وهو أمر غير مقبول. وطالب الرياض بضرورة العمل على إنهاء الأزمة. البحرين والدوحة الى ذلك، توجه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، إلى الإمارات، أمس، حيث يجري مباحاثات مع القيادة الإماراتية تتناول آخر المستجدات الإقليمية والدولية. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن أن جهود التهدئة التي تقوم بها الكويت مستمرة، وأنه لا توجد جهود وساطة أوروبية لحل الأزمة. وجاء تصريح الوزير القطري بعد تأكيد نظيره الإماراتي أنور قرقاش أن "قطر ستكتشف في نهاية المطاف أن حل الأزمة في الرياض". وشدد المسؤول الإماراتي في "تغريدة" بـ "تويتر" على أن حل أزمة قطر مع جاراتها في يد العاهل السعودي الملك سلمان. بن سلمان وبن زايد إلى ذلك، يعقد مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، برئاسة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، أول اجتماع له في جدة على ساحل البحر الأحمر غدا الخميس لمناقشة المستجدات في المنطقة، وخصوصا ما يتصل بالأزمة الخليجية الراهنة مع قطر وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات شتى. من جانب آخر، أرسل المغرب الذي أكد أنه سيتخذ موقف "الحياد الايجابي" تجاه الأزمة طائرات محملة بمواد غذائية إلى قطر، معتبرا أن الخطوة لا معنى سياسيا لها. حظر الطيران في السياق، قالت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية، أمس، إن إغلاق المجال الجوي السعودي أمام الطائرات القادمة من قطر يقتصر على الشركات القطرية، ويندرج ضمن حقوقها السيادية لحماية مواطنيها من أي تهديد. وجاء ذلك، ردا على تصريحات للرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، اتهم فيها المملكة والإمارات العربية المتحدة والبحرين بانتهاك القانون الدولي من خلال إغلاق مجالهم الجوي أمام الطيران القطري. وصدرت بيانات مماثلة من الإمارات والبحرين بعد المقابلة التي أجرتها محطة "سي.إن.إن" مع الباكر، الذي انتقد الدول الثلاث لإغلاق مجالها الجوي. وقالت هيئات الطيران في الدول الثلاث إنه فيما يخص عبور الطائرات الخاصة والرحلات العارضة غير القطرية، فيتعين عليها تقديم طلبات مسبقة لها خلال ما لا يقل عن 24 ساعة قبل عبور المجال الجوي. وأضافت أن الطلب يجب أن يتضمن قائمة بأسماء وجنسيات طواقم وركاب الطائرات وكذلك الشحنة التي تحملها الطائرة. وفي أول تعليق له على الأزمة، أعلن نظام الرئيس السوري بشار الأسد على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن "الواقع السوري في ضوء الأزمة الخليجية جيد، ونحن متفائلون"، معتبرا أن ما تشهده منطقة الخليج "يوضح للجميع أننا كنا دائماً على حق".
مشاركة :