لندن – قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الثلاثاء إن عودة التوازن التي طال انتظارها لسوق النفط تتحقق، لكن "بوتيرة أبطا" وذكرت أن إنتاجها في مايو/أيار قفز بسبب زيادة إنتاج الدولتين المعفاتين من اتفاق خفض الإمدادات. وفي تقريرها الشهري، قالت أوبك، إن إنتاجها زاد 336 ألف برميل يوميا في مايو/أيار إلى 32.14 مليون برميل يوميا بقيادة نيجيريا وليبيا العضوين المعفيين من اتفاق تخفيض الإنتاج بسبب تضرر إنتاجهما من الاضطرابات والصراع. وتشير هذه الزيادة إلى أن أوبك تضخ كميات أكبر من توقعاتها لمتوسط الطلب العالمي على نفطها هذا العام وهو ما يعرقل الجهود الرامية لتقليص تخمة المعروض، لكن الإنتاج الليبي والنيجيري يظل متقلبا بما يعني أن الزيادة قد لا تستمر طويلا. وقالت أوبك إن مخزونات النفط في الدول الصناعية انخفضت في أبريل/نيسان وستواصل هبوطها في بقية العام، لكن تعافي الإنتاج بالولايات المتحدة يكبح جهود تصريف فائض الإمدادات. وقالت في التقرير "عودة التوازن إلى السوق تمضي في طريقها، لكن بوتيرة أبطأ في ظل تغيرات العوامل الأساسية منذ ديسمبر وبخاصة التحول في الإمدادات الأميركية من انكماش متوقع إلى نمو إيجابي". وبددت أسعار النفط مكاسبها الثلاثاء بعد نشر التقرير ليجري تداولها قرب 48 دولارا للبرميل وهو ما يقل عن مستوى الستين دولارا للبرميل الذي تود السعودية أكبر منتج في أوبك بلوغه كما أنه أقل من نصف المستوى الذي كان عليه الخام في منتصف 2014. وبموجب اتفاق دعم السوق تخفض أوبك إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا بينما تقلص روسيا ومنتجون من خارج المنظمة إنتاجهم بنصف ذلك القدر. وفي ظل تباطؤ تقلص التخمة، اتفق المنتجون في مايو/أيار على تمديد الاتفاق حتى نهاية مارس/آذار 2018. وأشارت أوبك في التقرير إلى استمرار مستوى الالتزام العالي من أعضائها باتفاق الإنتاج وقالت إن مخزونات الخام في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت في أبريل/نيسان وإن كانت ما زالت أعلى من متوسط خمس سنوات بمقدار 251 مليون برميل. وبلغ متوسط إنتاج الأحد عشر عضوا في أوبك ممن لديهم أهداف إنتاجية بموجب الاتفاق وهم جميع أعضاء المنظمة باستثناء ليبيا ونيجيريا، 29.729 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بحسب بيانات من مصادر ثانوية تستخدمها أوبك لمراقبة الإنتاج. ويعني ذلك أن أوبك التزمت من جديد بأكثر من 100 بالمئة بخطة الإنتاج، لكنها لم تنشر رقما بشأن مستوى الالتزام. وخفضت السعودية الإنتاج طواعية إلى مستويات أقل من المستهدفة في اتفاق أوبك وأبلغت المملكة المنظمة بأنها قلصت إنتاجها بنحو 66 ألف برميل يوميا في مايو/أيار إلى 9.88 ملايين برميل يوميا. وخفضت أوبك تقديراتها لنمو إمدادات النفط من المنتجين من خارج المنظمة هذا العام إلى 840 ألف برميل يوميا مقارنة مع تقديرات سابقة عند 950 ألف برميل يوميا بعد قرار تمديد خفض الإنتاج. وقلصت المنظمة توقعاتها للنمو في الولايات المتحدة حيث اكتسب منتجو النفط الصخري دفعة من ارتفاع أسعار النفط الناجم عن التخفيضات التي تقودها أوبك. ولا يزال من المتوقع أن يرتفع الإنتاج الأميركي 800 ألف برميل في 2017 ليساهم بكل الزيادة من خارج أوبك تقريبا. ونظرا للانخفاض المتوقع حاليا في معروض المنتجين خارج المنظمة، رفعت أوبك الطلب المتوقع على خامها هذا العام بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 32.02 مليون برميل يوميا. ويظل هذا أقل من مستوى إنتاج المنظمة في مايو/أيار. وإذا استمر التعافي في نيجيريا وليبيا ولم يزد المنتجون الآخرون من تخفيضاتهم فإن السوق قد تظل متخمة بالفائض. وقد يثير ذلك دعوات لكبح إنتاج نيجيريا وليبيا، وهي خطوة تقول أوبك إنها سابقة لأوانها الآن. وبيانات إنتاج أوبك تشمل أعضاء المنظمة عدا غينيا الاستوائية التي انضمت الشهر الماضي.
مشاركة :