«عيرف» برج مراقبة تحول إلى مزار سياحي

  • 8/6/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يعد عيرف متحفا أثريا يكشف عراقة منطقة حائل التاريخية ويبرهن على قدرة سكانها القدامى على تشييد أنواع من العمارة المتميزة التي ظلت باقية على مر العصور لتشهد على قوة بنيانها، ومهارة من أتقنها. مشهد القلعة يبعث على الدهشة بحق، فعلى امتداد نحو 440 مترا يقع المتحف التاريخي المعروف بـ قلعة عيرف والذي يتمركز في أعلى قمة جبل ذي ارتفاع يبلغ 650 مترا، يعرف باسم جبل عيرف وهو ما نسبت إليه تسمية القلعة، ويقال إنها شيدت في نهاية القرن الـ 11، وبداية القرن الـ 12، وقد بنيت لغرض مراقبة الأعداء ورصد تحركاتهم قبل وصولهم للمدينة، لذلك روعي في بنائها أن تكون في موقع مرتفع و متطرف خارج نطاق المدينة، كي يتمكن المرابط فيها من مشاهدة القادمين إليها من مسافة كافية. وقد تم بناء القلعة من الطين اللبن، وتزويدها بالأبراج والفتحات لمراقبة الأعداء والدفاع عن سكانها من أخطار الخصوم والغزاة حتى أضحت بمثابة الحارس الآمين للمدينة ومن يقطنها، ثم توالت عليها الإضافات والبنايات في عصر آل رشيد، حتى وصلت لشكلها الحالي، وهي عبارة عن قلعة مستطيلة الشكل ومتوسطة الحجم يحيطها سور متين ومزودة بفتحات لتصريف مياه الأمطار. ولعل مجرد السير في الدرج المتعرج المؤدي للباب الرئيس للقلعة مغامرة في حد ذاتها، فعلى جوانب الطريق أحجار صخرية كبيرة ذات أشكال متنوعة. حينما تتجول داخل القلعة يلفت انتباهك أنها مزودة بكل ما يحتاج إليه المرابط أوالمراقب، إذ تتوافر فيها أماكن للنوم وأخرى للتخزين ومصلى ودورات للمياه، إلى جانب كثرة أعداد الأبراج وفتحات المراقبة والدفاع بداخلها والتي يبلغ عددها 30 برجاً، لتظل شاهدة هي الأخرى على زمن ولى في عهد سحيق انعدم فيه الأمن وتفشت فيه الفرقة وسيطر الخوف فيه على نفوس أهالي حائل القدامى، إلى أن تحولت القلعة في عصور حديثة لموقع يستطلع من خلاله هلال شهر رمضان المبارك ويطلق منه مدفعه ذو الصوت القوي لتنبيه الصائمين عندما يحين موعد إفطارهم، قبل أن يتحول إلى مزار سياحي في زمننا الحالي الذي عمت فيه نعمة الأمن والأمان والإخاء أرجاء الدولة السعودية كلها. يذكر أن زوار مدينة حائل خلال مواسم العطل، يحرصون على زيارة متاحفها الأثرية وقراها التراثية، وخصوصاً أن تلك المواقع تعد بمثابة الوجه الآخر لحائل وهو وجه يستحق أن يُرى. يأتي في مقدمة ملامح ذلك الوجه الجميل متحف الشويمس الذي يعد أضخم متحف مفتوح للآثار في العالم، إضافة إلى قصر القشلة، وطريق الحج العراقي القديم درب زبيدة، وموقد حاتم الطائي، وقصرخراش، وجبل عنترة بن شداد، إلى جانب جبة الأثرية وفيد القديمة وغيرها من المواقع الأثرية التي كانت وما زالت تجتذب الآلاف من الزوار والمصطافين سنوياً، حتى بات الحائليون أخيراً يتباهون بامتلاك مدينتهم موقع جذب على خريطة السياحة السعودية بعد أن بذلت الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة حائل جهودا كبيرة في ترميم والعناية بتلك المواقع الأثرية.

مشاركة :