أمسيات رمضانية تراثية تطغى على أجواء الموصل بعد «داعش»

  • 6/13/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد نحو ثلاثة أعوام من الحرمان من مراسم شهر رمضان وأجوائه بسبب سيطرة تنظيم داعش على الموصل، يحتفل الموصليون هذا العام برمضان مميز، بعد أن حُررت غالبية أحياء ومناطق مدينتهم من التنظيم.مآدب الإفطار والأمسيات التراثية، والألعاب الرمضانية، والأسواق المكتظّة بالناس ليل نهار، بات المشهد الرئيسي للجانب الأيسر من الموصل خلال رمضان هذا العام، وعلى الرغم من استمرار المعارك في الجانب الأيمن من المدينة فإنّ احتفالات رمضان متواصلة في أيسره منذ بداية الشهر وحتى الآن.ولا يمر يوم رمضاني واحد من دون أن يشهد فطوره الكثير من مآدب الإفطار التي تنظمها الفرق الشبابية الموصلية المتطوعة، بالتنسيق مع منظمة الفاف للتنمية والإعمار، المنضوية في شبكة منظمات المجتمع المدني في محافظة نينوى.ويسلّط مهند أومري، مسؤول إعلام شبكة منظمات المجتمع المدني في نينوى الذي يُشارك مع أقرانه من الشباب المتطوعين في إعداد وجبات الإفطار للصائمين الموصلين في مساجد الجانب الأيسر من المدينة، ويضيف الأومري لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع الفاف وبالتنسيق مع المجموعات الشبابية المتطوعة ينظم كل يوم من أيام شهر رمضان مأدبة إفطار لنازحي الجانب الأيمن من الموصل الموجودين في الأيسر وكذلك لسكان الأيسر أيضا، وكل يوم ننظّم المأدبة في حي من أحياء الموصل خاصة الأحياء التي تحتضن إعدادا كبيرة من النازحين، ويحضر كل مأدبة منها أكثر من 500 صائم».وأشار الأومري إلى أنّهم سيباشرون خلال الأيام القليلة المقبلة، تنظيم مآدب الإفطار في الجانب الأيمن من المدينة على الرغم من تواصل المعارك فيها، موضحا: «نريد أن نخفّف من معاناة المواطنين الموصليين، ونبعدهم عن أجواء الخوف والحرمان التي عاشوها تحت سيطرة (داعش)، وفي الوقت ذاته هذه المآدب توفر أجواء من التعايش والمحبة بين المواطنين»، مبينا أنّ حملتهم ستستمر حتى نهاية شهر رمضان.وأردف الأومري بالقول: «لن نقف عند تنظيم هذه المآدب، بل سنوزّع كسوة العيد على نازحي الجانب الأيمن، إضافة إلى توزيعنا المستمر للسلال الغذائية على النازحين داخل المدينة وفي مخيمات النزوح خارجها».مأدبة الإفطار التي ينظمها هؤلاء الشباب في الموصل، لا تختلف عن مآدب الإفطار في مدن العراق الأخرى، فهي تتكون من التمر واللبن، والأرز والمرق الأحمر، وشوربة العدس، والدجاج المقلي والخبز الحار، إضافة إلى العصائر والحلويات والفواكه.وأضاف هذا الناشط الموصلي: «نظمنا خلال الليالي الرمضانية الماضية أمسية شبابية لإحياء التراث الموصلي في رمضان، وممارسة الألعاب الشعبية الخاصة بهذا الشهر الفضيل كالمحيبس والصينية والألعاب الأخرى التي عرف سكان الموصل بممارستها في رمضان، وهذه البرامج ستستمر حتى نهاية الشهر».وبعد انتهاء الإفطار، يتوجه غالبية سكان الموصل رجالا ونساء وشباباً إلى الأسواق، التي تشهد ازدحاما كبيرا، خصوصا أنّ غالبية المحلات التجارية بدأت تفتح أبوابها، بينما يُقبل الشباب على المقاهي التي كانوا محرومين منها حتى الأمس القريب، بسبب الأنظمة والقوانين التي فرضها مسلحو «داعش» عليهم.ويقول يونس عبد الرحمن، شاب موصلي لم يتجاوز بعد 19 من عمره، لـ«الشرق الأوسط»: «الاحتفال برمضان وأجوائه الروحانية وأمسياته كان ممنوعا مع (داعش)، فهم كانوا يستفيدون من رمضان لجمع الأموال من المواطنين بتهم كيدية، فكانوا يعتقلون الشباب والنساء في الأسواق ويتهمونهم بتهم لم يقترفوها، ويزجونهم في السجون ويجلدونهم ثم يأخذون منهم غرامة مالية كبيرة، ويعدمون بحجة رمضان من يريدون إعدامه من رجال المدينة، الحمد لله تخلصنا منهم ومن شرورهم».بدوره يقول وليد ذنون، رئيس فريق «موصلنا جنة أرض» الشبابي المتطوع الذي يشارك في تنظيم مآدب الإفطار، لـ«الشرق الأوسط»: «الحياة تعود شيئا فشيئا إلى المناطق المحررة، هدفنا هو إعادة البسمة إلى وجوه الموصليين».ويبدأ المتطوعون الشباب يوميا، وقبل الإفطار بعدة ساعات، بإعداد وجبات الطعام التي يقدمونها للصائمين وقت الإفطار، ويشاركون جميعا في إعدادها، ويُبلغ شيخ المسجد الذي يحتضن مأدبة الإفطار أهالي الحي والنازحين الموجودين فيه بذلك. وقبل وقت قصير من حلول الإفطار، يقدم المتطوعون أنواع الطعام الذي أعدوه للصائمين.

مشاركة :