مواقع التسوق الإلكتروني سبب تراجع قطاع التجزئة في أمريكا

  • 6/14/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أنه لا يمكن إيقاف تراجع قطاع التجزئة التقليدي في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ظل اتجاه المزيد من المستهلكين للتسوق عبر شبكة الإنترنت، أصبح الموقف حرجاً بالنسبة لمتاجر تجزئة كبيرة مثل ماسي وسيرز وجيه سي بيني وكول. وقد كانت نتائج الربع الأول من هذا العام كئيبة، وأصابت المستثمرين بالصدمة. وهذا التطور يمثل تهديداً خطيراً للاقتصاد الأمريكي بأكمله؛ لأن الكثير من الوظائف تعتمد على قطاع التجزئة. ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منشغل بالقطاعات الأخرى. وقال جيف جينيتي، رئيس متجر ماسي أثناء إعلانه عن نتائج المتجر مطلع هذا العام: «هذه أوقات غير اعتيادية ومملوءة بالتحدي بالنسبة لتجارة التجزئة». وكانت ماسي، التي تمتلك أيضاً متجر بلومينجدال، قد أعلنت إغلاق 100 من فروعها مما أدى لشطب وظائف العام الماضي. لكن على الرغم من أن المستثمرين أصبحوا معتادين حتى الآن على النتائج السيئة، فإنهم أصيبوا بالهلع إزاء ما تضمنه تقرير نتائج الشركة خلال الربع الأول، الذي كشف أن مبيعات الربع الأول تراجعت بنسبة 7.5% مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، ويرجع ذلك بالتأكيد إلى إغلاق الفروع. وقد انخفضت أسهم ماسي بنسبة 17%. وعموماً تراجعت أسهم المتجر منذ بداية العام بنسبة 35%. لكن ما يحدث في ماسي ليس أمراً غير عادي في قطاع التجزئة. ولكن الشركة التي تأسست عام 1858 وتحظى بشهرة لدى السائحين بسبب الفرع الشهير في ميدان هيرالد في نيويورك، أصبحت تحت الأضواء بسبب مكانتها. وانخفضت المبيعات في متاجر كول وجيه سي بيني ونوردستورم بأكثر من المتوقع خلال الربع الأول من العام الجاري، في الوقت الذي بدا فيه أن صبر المستثمرين بدأ ينفد. ومع ذلك، فإن متجر سيرز هو فقط من حظي بالاهتمام مثل ماسي بسبب مخاوف من إعلانه إفلاسه قريباً.ولدى هذه المتاجر عدو مشترك وهو: أمازون. فالعملاق الإلكتروني يتوسع بسرعة فائقة، وقد استثمر أموالاً طائلة في بناء شبكة بنية تحتية معقدة لتوصيل مبيعاتها وتخزينها، مما يتيح للمواطنين شراء أي شيء بضغطة زر، حيث يتم توصيله مباشرة إلى منازلهم. وتعهد رئيس أمازون جيف بيزوس بالحفاظ على وتيرة التوسع من خلال استثمار مزيد من الأموال لإزاحة المنافسين من السوق. وقد أطلق المحللون على المعاناة التي يسببها العملاق الإلكتروني للمتاجر التقليدية «تأثير أمازون».ولوقت طويل، أخفقت ماسي والمتاجر الأخرى في أخذ هذا التهديد على محمل الجد، كما أنها كانت مترددة في تحقيق تواجدها على شبكة الإنترنت. فهل أصبح الوقت متأخراً كثيراً الآن؟. وقال جينيتي خلال مؤتمر عبر الفيديو كونفرانس عرض فيه نتائج الربع الأول للمتجر، إن المستثمرين «واضحون للغاية» بشأن ما يريدونه من المتجر. وأضاف «الأمر يتعلق بموعد وكيفية تحقيق النمو مجدداً. ومن المؤكد أنه ليس لدينا جميع الأجوبة الآن، ولكننا نعمل على التوصل لحلول في أسرع وقت».وسوف تكون خسارة متاجر مثل ماسي أو سيرز مأساة بالنسبة لأمريكا، ليس فقط لأنها تشكل قطاع التجزئة منذ عدة عقود، ولكن لأن ذلك سوف يعني أيضاً شطب الآلاف من الوظائف. ويشير اتحاد التجزئة الوطني أن ربع الوظائف الأمريكية تعتمد بصورة غير مباشرة على قطاع التجزئة، وكل موظف تاسع يعمل بصورة مباشرة في قطاع التجزئة. وتحظى الكثير من هذه الوظائف بأهمية للمجتمع؛ لأن معظمها لا يتطلب مهارة معينة، ولذلك فإنها تقدم للكثيرين الذين لم يحصلوا على تعليم عالٍ فرصة لكسب دخل وإن كان متواضعاً. (د ب أ)

مشاركة :