20_anas@«فضيلة الشيخ لدي رحلة استكشافية فضائية إلى أحد المجرات، وأريد أن أستفسر كيف علي أن أصوم وأصلي الفرائض، في مناطق بعيدة عن الشمس». يبدو السؤال عن أحكام الصيام في الفضاء، غريباً بعض الشيء، إلا أن هذا السؤال بالفعل كان واقعاً يوما من الأيام، حين ارتحل رائدا فضاء مسلمان في رحلات استكشافية خلال شهر رمضان.الحالتان تم التعامل مع كل منهما بشكل مختلف؛ الأولى كانت بتاريخ 29 رمضان 1405هـ، حين انطلقت رحلة المكوك الفضائي «ديسكفري»، وعلى متنها الأمير سلطان بن سلمان، أول رائد فضاء عربي مسلم، إذ إن الأمير صلى صلاة الفجر على كوكب الأرض قبل الرحلة، ومن ثم انطلق بعدها إلى الفضاء وهو صائم. وبعد استقرار المكوك الفضائي في المدار، قدم رائد الفضاء جون فابيان للأمير سلطان التفاح والتمر، نظر حينها الأمير سلطان لساعته وأجابه «لا ياعزيزي، فما زال أمامي ست أو سبع ساعات». إذ إن الفتوى شددت أن عليه متابعة صيامه في الفضاء حسب المنطقة التي أمسك فيها على كوكب الأرض، والتي كانت ولاية فلوريدا.أما الحالة الثانية، فحدثت في رمضان 1428هـ، مع رائد الفضاء الماليزي المسلم شيخ مظفر شكور، الذي انطلق للفضاء من قاعدة بايكونور في كازاخستان ليقضي عشرة أيام في محطة الفضاء الدولية، اللافت أن مجلس الفتوى الوطني في ماليزيا زوّد شكور بكتيب فتاوى يتضمن إرشادات تتعلق بالصلاة في بيئة انعدام الجاذبية، وكيفية تحديد اتجاه القبلة، ومواعيد الصلاة والصيام في الفضاء.ولم يكن حال شكور كحال الأمير سلطان، لأنه قرر أن يفطر، على أن يقضي أيام الصيام في وقت لاحق، بيد أنهما اشتركا معا في رؤية شروق وغروب الشمس لنحو 16 مرة يومياً، إذ يتوالى النهار والليل كل تسعين دقيقة.وحول أحكام الصلاة والصوم في الفضاء، استعرض الدكتور عبدالله المسند في تاريخ 24/‏2/‏2011 ثلاثة خيارات: ربط رائد الفضاء المسلم بمكة المكرمة في مواقيت الصلوات والإمساك والإفطار وطول الشهر والليل والنهار، والارتباط بمواقيت المنطقة التي انطلق منها، علاوة على الارتباط بتوقيت غرينتش المعتمد في محطة الفضاء الدولية، مستنداً على حديث الدجال الوارد في صحيح مسلم.