كتب ماكس فيشر في صحيفة “نيويورك تايمز” أن الأزمة التي تهز الخليج، تنذر بإعادة تشكيل الشرق الأوسط. وقال إن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولي عهد قطر، استولى على السلطة في إنقلاب غير دامٍ عام 1995، مسيطراً على أمة شبه مستقلة بحجم ولاية كونيتيكت الأمريكية ومع سبع عدد سكانها. خطة حمد وفي حينه، وضع حمد خطة أثارت نوعاً من الحرب الإقليمية الباردة، معيداً تشكيل السياسات لا في الإمارة الصغيرة الغنية بالنفط فحسب، ولكن أيضاً في الشرق الأوسط برمته. وقد توّجت تلك الخطة بأزمة بدأت الأسبوع الماضي. وبدا الأمر في رأي فيشر كما لو أن كوبا سعت إلى الابتعاد عن النفوذ الأمريكي بتحولها بين ليلة وضحاها دولة عظمى، تنافس الولايات المتحدة في جميع أنحاء آسيا وأوروبا، مضيفاً أن استراتيجية قطر هذه بدت كأنها انهارت الأسبوع الماضي، مع فرض السعودية وحلفائها حصاراً عليها. لكن قطر لديها حلفاء. ويبدو أن عواقب هذا التنافس ربما لا يزال في طور التكشف. إيران وإسرائيل ويذكر فيشر بأن قطر أقامت علاقات مع إيران وأنشأت علاقات تجارية مع إسرائيل، واستضافت قاعدة جوية أمريكية كبيرة، لافتاً إلى أن جزءاً من هذه السياسة كان يرمي إلى تحدي السعودية. وأسست قطر قناة “الجزيرة” لتستخدمها قوة ناعمة، تعزز من خلالها حلفاءها. واستغلت تاريخها على صعيد كونها ملاذاً للإسلاميين المنفيين. وعندما كان الحكومات الأجنبية تريد التعامل مع الإخوان المسلمين وحماس والإنفصاليين الشيشانيين وحتى طالبان، كانت تفعل ذلك عبر قطر. وفي التسعينيات ولدت التطورات التكنولوجية والإقتصادية سوقاً عالمية للغاز الطبيعي المسال، الذي يمكن تعبئته في السفن وتصديره في الأنابيب عبر الأراضي السعودية. غاز وتعد قطر أكبر احتياطات الغاز في العالم، بحيث أن إقتصادها زاد من 1،8 مليار دولار عام 1995 إلى 210 مليارات دولار في عام 2014. وجال الشيخ حمد ووزير خارجيته من دولة عربية إلى أخرى، عارضين خدماتهما كوسيطين ومتبرعين كريمين. ووجدت الولايات المتحدة ديبلوماسية قطر نافعة ومزعجة أحياناً، مستخدمة إياها قاعدة لمحادثات السلام الأفغانية. واعتمدت على قاعدتها الجوية في قطر للحرب في العراق ولاحقاً على غاراتها في سوريا. نكسات مدمرة ولكن على نفوذها المتزايد، لم تستطع قطر مقارعة النفوذ الإقليمي للسعودية. وعانى حلفاؤها في الربيع العربي نكسات مدمرة. وعام 2013 تنازل الشيخ حمد عن السلطة لإبنه البكر تميم الذي لا يتمتع بخبرة كبيرة. وانتهت الفترة القصيرة التي لعبت فيها قطر دوراً إقليمياً. وضاقت الإمارات والسعودية ودول خليجية ومصر بكل ما تفعله قطر فقرروا مقطاعتها. وقد حظيت السعودية بالدعم الأمريكي. وأوحى الرئيس دونالد ترامب في تغريداته كأن الحصار فكرته. ويتوقع قليلون أن تتطور المواجهة إلى عنف، كما أن الحل لا يزال غير واضح.
مشاركة :