أمام منحوتة "انتصار الروح الإنسانية" في ساحة فولي جنوب مانهاتن، اجتمع عشرات المتظاهرين حاملين العلم الأمريكي ولافتات كرتونية تنادي كما حاملوها، "الشريعة هي الكراهية"، "نعم للدستور، لا لقانون الشريعة"، "لا وجود للنسوية الإسلامية". وقفت لورا لومر (24 عاماً) أمام الجمهور المتواضع، ترتدي قميصاً قطنياً بنفسجياً طبعت عليه صورة شبابية للرئيس ترامب، وبدأت خطبتها. "بالضبط كما كان لمحمد زوجة ذات تسعة أعوام، يريدون أن يجلبوا أناساً من دول كسوريا، يريدون أن يحضروا رجالاً ليمارسوا الجنس مع بناتكم الصغيرات. الإسلام ليس فقط كارهاً للنساء، بل يحرض على التحرش بالأطفال واستغلالهم جنسياً"، قالت لومر. التجمع كان واحداً من حوالي عشرين تظاهرة خرجت في 18 ولاية أميركية "للمسير ضد الشريعة". نظمت التظاهرات من قبل حملة Act For America، للوقوف ضد فرض قانون الشريعة في الولايات المتحدة. تأسست Act For America في 2007، لتركز على مناهضة الإرهاب، وحماية الحدود، ودعم إسرائيل. وقد صرحت المنظمة عبر موقعها الالكتروني أن "جوانب عدة من قانون الشريعة تناهض حقوق الإنسان الأساسية، وهي متناقضة تماماً مع قوانينا وقيمنا الديمقراطية". لماذا الآن؟ انفعلت لومر، والتي تعمل صحفية في موقع Rebel Media، حينما سُئلت عن اختيار المظاهرة لهذا التوقيت. "لماذا الآن؟"، كان السؤال. "وما هو الخطر المحدق بدستور الولايات المتحدة الذي يستدعي التظاهر والوقوف ضد قانون الشريعة؟". شرحت أن المسيرة هي للوقوف ضد الليبراليين الذين يحاولون عرقلة جهود الرئيس ترامب لحماية البلاد من الإرهاب عبر قانون منع دخول رعايا ست دول إسلامية تعتبر مصدراً للإرهاب. القانون الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي لحماية الولايات المتحدة من الإرهاب، ما زال يتلقى هزائم متوالية، آخرها حكم الدائرة التاسعة في محكمة الاستئناف التي خلصت إلى أن "الرئيس الأمريكي في إصداره ذلك الأمر التنفيذي، جاوز صلاحيات سلطته الممنوحة من قبل الكونغرس". المسلمون في أمريكا شهدت الولايات المتحدة حوادث اعتداء بدافع الدين في الآونة الأخيرة، كان آخرها في ولاية أوريجان حينما قتل جيرمي جوزيف كريستيان رجلين أميركيين طعناً بعدما حاولا الدفاع عن شابتين مسلمتين إحداهما ترتدي حجاباً، بعد تطاول كريستيان عليهما كلامياً. وقد صرخ خلال محاكمته أمام القاضي أنه يعتبر ما قام به أمراً وطنياً وليس إرهابياً. لا تتجاوز نسبة الأمريكيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي في الولايات المتحدة الواحد بالمئة أو 3.3 مليون. ولا توجد في أمريكا تيارات إسلامية جديدة حقيقية تنادي بتطبيق قانون الشريعة فيها. لكن بعض الأئمة الأمريكيين المسلمين يدافع عن تطبيق الشريعة في قانون الأحوال الشخصية للأقلية المسلمة.أقوال جاهزة شاركغرديدافع بعض الأئمة الأمريكيين عن تطبيق الشريعة في قانون الأحوال الشخصية للأقلية المسلمة في أمريكا شاركغردفي نيويورك اجتمع عشرات المتظاهرين حاملين لافتات كتب عليها "الشريعة هي الكراهية" "لا وجود للنسوية الإسلامية" في مقالة رأي نشرتها صحيفة نيويورك ديلي نيوز، يناقش الإمام الأمريكي الكويتي فيصل عبد الرؤوف خوف الأمريكيين الذي وصفه "بالسخيف" من قانون الشريعة في بلد يمنع دستوره نص قوانين دينية. يرى عبد الرؤوف أن المسلمين كما المسيحيين واليهود وأصحاب الديانات الأخرى، قادرون على استخدام القوانين الدينية بشكل محدود مثل تطبيق قوانين الزواج حيث يمكن عقد زواج ديني ومدني في وقت واحد. ويستذكر دولة إسرائيل كمثال لدولة تعتبر غربية تدمج قانونها المدني مع الشريعة من دون تناقض. "يعتمد القانون الإسلامي على تحقيق السعادة بحرية العقل، الدين، الممتلكات، العائلة والكرامة. إذا استطاعت إسرائيل أن تفعلها، فلماذا لا يمكن لأميركا ذلك؟" يكتب عبد الرؤوف، الذي يترأس جمعية بيت قرطبة الإسلامية في نيويورك. في الوقت ذاته، يحاول ناشطون مسلمون أميركيون التأكيد أن الشريعة الإسلامية لا تطلب من متبعيها فرض قوانينها في الدول غير المسلمة.أكمل القراءة قوانين الدين لن تغلب الدستور؟ "أهم مفاهيم الشريعة والتي يتم التغاضي عنها هو اتباع قوانين البلاد التي نعيش فيها. قوانين الدين لن تغلب الدستور." كتبت ليندا صرصور، إحدى أهم ناشطات حقوق المسلمين في الولايات المتحدة، معلقة على المسيرة. صرصور التي ولدت في بروكلين عام 1980 لوالدين فلسطينيين، تعمل مديرة تنفيذية للجمعية العربية الأمريكية في نيويورك، وكانت تطوعت فيها بعد أحداث 11 سبتمبر. استطاعت عقب حملة استمرت عشر سنوات أن تدرج أيام عيد الفطر والأضحى ضمن العطل الرسمية في مدينة نيويورك. كما ظهرت في بروفايل بصحيفة ذا نيويورك تايمز، وصفت بأنها "ناشطة مسلمة أميركية تثير خطبها الحنق حتى قبل أن تلقيها". تُهاجم صرصور من قبل نشطاء اليمين المتطرف وتوصف بأنها "محبّة للشريعة، متقبّلة للإرهاب، كارهة لليهود، قنبلة موقوتة للرعب التقدّمي،" بحسب قول مايلو يانوبولس، أحد أعلام اليمين المتطرف في الولايات المتحدة. لورا لومر والقرآن لومر لم تقرأ القرآن لكن تستشهد بآيات تسمح بالزواج من البنات قبل بلوغهن، وقتل غير المسلمين، والمثليين، واغتصاب غير المسلمات. هي أيضاً لا تعرف فتاوى الشيخ العريفي حول حكم الهجرة إلى "بلاد الكفار" حيث يستشهد بحديث نبوي يقول "أنا بريء من مسلم أقام بين الكافرين"، أي أنه لا يشجعهم على الذهاب إلى أمريكا. لكنها تشعر بالخطر يهدد الديمقراطية الأمريكية مع موجة اللاجئين التي وصلت أوروبا قبل عامين. بالنسبة لها لا يوجد فرق بين مسلم متطرف ومسلم معتدل. تقول: "كيف يمكنك أن تفرق بينهما إن كانوا يقرؤون الكتاب ذاته". اقرأ أيضاًعمر المسلمين في أميركا؟ قصة أول جامع أميركيهل يؤثر العرب الأمريكيون في نتائج الانتخابات الأمريكية؟تعرّفوا إلى صانعي الإسلاموفوبيا الحديثةهل يعاني ترامب من فوبيا السلالم؟ وما هي أغرب أنواع الفوبيا؟ التعليقات
مشاركة :