للعشر الأواخر من شهر رمضان أجواء خاصة في شوارع القاهرة، لاسيما في الأحياء الشعبية، تتجلى في نفحات ومظاهر للبهجة من تعليق الفوانيس والرايات، وتشهد إقبالاً كبيراً على الصلاة في المساجد، وزحاماً شديداً لشراء مستلزمات عيد الفطر، خصوصاً في محلات الملابس والحلويات، ورغم الغلاء الذي تشهده البلاد يصل مؤشر هبوط الأسعار إلى ذروته في الساعات الأخيرة من ليلة العيد. وعن تأهبه للعيد، يقول ممدوح محروس (موظف بالمعاش) إن رمضان شهر نفحات وروحانيات، وتطغى بهجته على موجة الغلاء، مبيناً أن قلوب المصريين عامرة بالإيمان، وتخالط أرواحهم فرحة بلوغ "العشر الأواخر" واستقبال عيد الفطر، ومن ثم يشتد الزحام في الشوارع بعد صلاة التراويح، لشراء ملابس جديدة للأطفال، وأصناف الحلوى التقليدية كالبسكويت والكعك، وهي من العادات الراسخة لديهم. من جانبها، توضح عفاف لطفي (ربة منزل) أن الأسر المصرية تدبر ميزانية خاصة منذ مطلع رمضان، وأيضاً لاستقبال عيد الفطر، لافتة إلى أنها تكتفي كل عام بشراء ملابس للأولاد لإدخال الفرحة إلى قلوبهم، وهذه عادة لا يمكن أن تقطعها، في وقت اعتادت تجهيز "كعك العيد" في المنزل، لأنه أفضل من المحلات، وأقل كلفة. وفي السياق، يقول الباحث في مجال التاريخ المصري، عيد عبدالحليم لـ"الجريدة" إن النفحات الرمضانية تمتزج بمظاهر البهجة في حياة المصريين، منذ فتح عمرو بن العاص مصر، مبيناً أن العادات المقترنة باستقبال عيد الفطر، سواء شراء الملابس الجديدة، أو "كعك العيد"، ترجع إلى العصر الفاطمي، ولا تزال الكثير من الأسر المصرية تقتفي أثر أسلافها في تعليق الرايات والفوانيس، كتعبير احتفالي بقدوم رمضان، وبشائر عيد الفطر.
مشاركة :