العنوان يخص سياسة الكويت الخارجية منذ نشأة الكويت في أوائل القرن السابع عشر حتى تاريخه.. وهو كتاب أكثر من قيم أعده الصديق أ.د عبدالرضا أسيري عميد كلية العلوم السياسية الكويتية والمحاضر فيها منذ عام 1980 حتى الآن… والكتاب كما يقول الدكتور أسيري هو عن حالة الكويت التي تعتبر حقا وفعلاً حالة خاصة على مستوى دول العالم والمنطقة والمحيط العربي.. يكفي أن سياستنا في العقود الأخيرة خطها عميد وزراء الخارجية في العالم أمير الإنسانية صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله الشيخ صباح الأحمد الذي لا ينكر إلا جاحد أو جاهل بصماته الواضحة وأسلوبه المتميز في قيادة دفة سياسة الكويت الخارجية منذ ستينات القرن الماضي حتى تاريخه.. وفي ذلك يقول الدكتور أسيري «في حالة الكويت على الرغم من أنها تصنف دولة صغيرة في العلاقات الدولية وفقاً لمعياري المساحة وعدد السكان، فإنها تمكنت من توظيف ما يتوافر لديها من مقومات، ونجحت في تحويل بعض نقاط الضعف إلى نقاط قوة بشكل مكنها من اتباع سياسة خارجية نشطة – الى حد كبير – بما يخدم الأهداف الوطنية على المستويات المحلية والعالمية والإقليمية والدولية، كما سعت الكويت لاتباع سياسة خارجية متوازنة ومعتدلة مع جميع الأطراف إقليميا وعالمياً بعيداً عن الصدامات مع تجنب المواجهات. وفي هذا السياق كانت الكويت تتحرك وفق أطر مجموعة من الضوابط المحلية والإقليمية والعالمية التي أثرت في حركتها من ناحية، كما سعت الكويت إلى توظيفها بشكل يؤدي إلى تعظيم المكاسب الناشئة عن الحركة في المجتمع الدولي»… ويضيف أسيري في مقدمة كتابه أنه «في ظل محدودية الدراسات التي تناقش سياسة الكويت الخارجية منذ النشأة حتى الآن بجميع دوائرها وأبعادها، يسعى العمل إلى مناقشة سياسة الكويت منذ النشأة بهدف تقديم صورة متكاملة عن سياسة الكويت الخارجية بجميع مراحل تطورها وجميع دوائرها، وبالتركيز على المراحل التاريخية منذ النشأة في بدايات القرن السابع عشر حتى الآن، مع مراعاة التحولات الفاصلة التي أثرت على الكويت بالمستويين الداخلي والخارجي كاستقلال الكويت عام 1961 والغزو الغاشم عام 1990»… *** وأنا أناشد الأخوة الأعزاء معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووكيلها النشط خالد الجار الله بالعمل على أن يطلع على هذا الكتاب جميع دبلوماسيينا في الخارج والداخل، سواء من كان منهم يعمل في سفارات الكويت بالخارج أو بوزارة خارجيتنا،، فما يحويه من تحليل وشرح أبعاد للسياسة الكويتية الخارجية بالماضي والحاضر أمر قد يمارسونه بالعمل يومياً، ولعله ينفعهم في فهم خلفياته السياسية الفكرية، كما اقترح على الصديق عبدالعزيز الشارخ مدير معهد سعود الناصر الدبلوماسي أن يتم إقرار هذا الكتاب كمنهج دراسي لطلاب وطالبات معهده، فما يحويه بين دفتيه يغنيهم عن الكثير من المناهج والمحاضرات النظرية.. نشكر الدكتور عبدالرضا أسيري على عمله الأكثر من رائع، متمنين أن يستفيد المعنيون وغيرهم بما حوته أوراقه من جهود بحثية متميزة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com
مشاركة :